الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الارهاب لا دين له مغالطة اسلاموية

انور سلطان

2018 / 11 / 20
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


يدعون أو يرددون  أن الارهاب لا دين له، لينفوا الارهاب عن الاسلام، رغم الايات القرانية التي تحض صراحة على الارهاب وقتل وقتال الكافر.
ومن الادلة التي يستخدمونها لنفي الارهاب الاسلامي هو قولهم ان الجماعات الارهابية الاسلامية تقتل المسلمين قبل غير المسلمين "الكفار"، وقتلت من المسلمين أكثر من غير المسلمين "الكفار".

هذا في حقيقته ليس دليلا على ما يدعون، وهو نوع من المغالطة.
الدليل المطلوب يجب أن يكون نصوصا تحث على احترام الاخر، أو على الأقل خلو القران (ولن نتحدث عن السنة) من الايات التي تأمر بالكراهية وقتل وقتال الكفار لا لشئ سوى أنهم لم يعتنقوا الاسلام.

ان مصطلح "كافر" وحده يؤكد ان الارهاب قاعدة ومبدأ اسلامي.
وصف غير المسلم بأنه كافر، ثم التشنيع على الكفر واعتباره جريمة في حق الله، والحط من قيمة من يسميه الاسلام بالكافر، كل ذلك يغرس الكراهية في نفوس المسلمين بل يأمر السلام صراحة بكره الكافر، وكل ذلك أيضا هو ممارسة ارهاب نفسي، يمهد للارهاب المادي ويجعله حتميا في حال القدرة عليه، وعندما توفرت القدرة أمر القران صراحة بقتل وقتال الكافر المجرم المنحط الذي فقد قيمته كانسان عندما رفض الاسلام.

ونعود الى مغالطة ان الارهاب لا دين له.
القول ان الارهاب لا دين له كلمة حق أريد بها باطل وهو نفي الارهاب عن الاسلام.
صحيح ان الارهاب لا يقتصر على الاسلام، اذ هناك عنصريات تحض على الارهاب وتستبيح المخالف ومنها الفاشية والنازية حديثا. والحض على الكراهية وتحقير المخالف وارهابه نفسيا وماديا هو القاسم المشترك الذي يجمع الاسلام بهذه العنصريات. ويزيد الاسلام عليها أنه جعل قتل من أسماه بالكافر المشرك (غير الكتابي)، واخضاع أو قتل الكتابي، واجب دينا، يأمر به الله خالق الكون ويحبه ويرضاه، ويغضب ان لم تطع أوامره.
وكل يرى ارهابه لغيره  حقا، ويرى ارهاب غيره له باطلا.

ان تعدد الارهاب بتعدد العقائد العرقية والدينية لا ينفي الارهاب عن احدى تلك العقائد، انما ينفي حصر الارهاب في احداها. وزعم ان الارهاب لا دين له، ينفي حصر الارهاب في الاسلام، وينفي القول ان الارهاب الاسلامي هو الارهاب الوحيد.

وقتل المسلمين لبعضهم بدواع دينية لا ينفي الارهاب عن الاسلام بل يؤكده، لأنهم ما قتلوا بعضهم بتلك الدواعي الدينية الا بناء على نصوص قرانية ارهابية تحض وتأمر صراحة على قتال وقتل "الكافر"، ولما اختلفوا اقتتلوا باسم الاسلام الذي يحض على قتل المخالف في الدين. والفرق بين قتل المسلمين لغيرهم وقتلهم لبعضهم هو أنهم في الحالة الأولى يطبقون أوامر صريحة بقتال وقتل غيرهم أي الكفار، وفي الحالة الثانية احتاجوا الى تكفير بعضهم  حتى يستطيعوا قتال بعضهم تطبيقا لأحكام الاسلام التي تأمر صراحة بقتال وقتل الكافر. ولولا حض القران على قتل وقتال الكافر لما كفر الملسمون بعضهم ليقتلوا بعضهم. ولو حض على حب الانسان مهما كان معتقده لاحب المسلمون بعضهم كبشر ولما وجدوا في الاسلام ذريعة لقتال بعضهم باسم الدين عند اختلافهم في الدين أو في الدنيا وفي فيهما معا.

ان كراهية وارهاب الاخر الذي ينبع من اهدار قيمة الانسان المطلقة وتقييدها بعرق أو عقيدة، يعود على أصحابه بتبعاته السلبية وقد يكتوون به أكثر من غيرهم كما حدث مع المسلمين على طول تاريخهم.


ملاحظة ختامية:
عندما نقول مغالطة اسلاموية نقصد بذلك ان الاسلاميين الذين احترفوا ترقيع وتحريف الاسلام هم من يقول بها وليس الاسلام.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - موضوع جميل ومختصر ومفيد
مروان سعيد ( 2018 / 11 / 21 - 00:26 )
تحية للاستاذ انور سلطان وللجميع
هذه هي الحقيقة الاسلام والارهاب واحد حتى الشيوخ يعترفون بذلك علنا وامام الشاشات التلفزيون
https://www.youtube.com/watch?v=Dmqz9pVksgU
انظر الدقيقة السادسة
ومودتي للجميع