الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


علاقة سرية أبوح بها...الحلقة 6

ماجدة منصور

2018 / 11 / 22
الصحة والسلامة الجسدية والنفسية


بعدها انسحب زرادشت مجددا الى الجبل و الوحدة داخل مغارته و اعتزل البشر ، منتظرا ظلً هناك مثل زارع زرع بذارا في الأرض.
لكن نفسه أصبحت مفعمة لهفة و شوقا الى أؤلئك اللذين يحبهم، إذ مايزال لديه الكثير مما يريد أن يمنحهم ، و إنه لمن أصعب الأمور فعلا أن يمسك المرء، عن حب ، يده المفتوحة للعطاء و أن يظل محافظا على الحياء فيما هو يهب.
هكذا مرت على المتوحد أشهر و أعوام، لكن حكمته كانت تنمو و تؤلمه بفائض زخمها.
و ذات يوم استيقظ قبل طلوع الفجر و ظل لمدة من الزمن متفكرا في فراشه ، و أخيرا حدث قلبه هكذا:
((ما الذي أفزعني في منامي و جعلني استيقظ هكذا....؟؟ ألم يتقدم مني طفل كان يحمل مرآة في يده؟؟))
(( أي زرادشت..خاطبني الطفل قائلا... إنظر الى نفسك في المرآة.))
هكذا تحدث زرادشت.
قال لي طبيبي الشاب بثقة : إخرجي حالا من إطار مرآتك...هذا أمر طبي موجه لك من طبيب متخصص في معالجة التوحد.
رددت عليه: ينقصك أن تقول لي أن أخرج من شرنقتي الجميلة!!!!! فأنا ما اخترت هذه الشرنقة إلا كي أهرب من عهر عالمكم و بؤس واقعكم و هشاشة أفكاركم و تفاهة إيمانكم و رذالة معتقداتكم وسفالة عيشكم و إجرام بطانكم و نفاق ظاهركم
وخسة شهواتكم و دناءة رغباتكم و شهوانية حواسكم...أليس كذلك؟؟؟
إليكم أتحدث أيها المتدثرون بثوب الحضارة و رداء الدين: تبا لكم...و بئسا لجموعكم المتهافتة على عظمة كلب ميت.
إليكم أتحدث أيها المنغمسون في عهر الإيديولوجيات المقيتة التي سممت عالمنا الجميل.
ليس بالدين يحيا الإنسان.
ليس بالإيديولوجيا يحيا الإنسان.
بل يحيا بالحياة البسيطة و روح الله المتدفقة في سر البساطة و روعة اليقين و دهشة الطفل و انجذاب العاشق و رقصة الغجر و موسيقا فاغنر ومعزوفات شوبان و تدفق فيكتور هيجو و جنون قيس و رقة روسو .
أتحدث إليكم عن سر الوجود و بهجة الإتصال به...أيها المؤدلجون...فليس بالإيديوبوجيا أو الدين يحيا الإنسان.
إنما نحن نحيا في قلب الوجود و ضمير الله الحاضر أبدا.
لقد أفسدتم عقولنا و ضمائرنا بما يكفي و ((قتلتم الله الحي القيوم في أرواحنا البسيطة...التي تتوق للعدل و الحق و الحرية و الحب))
لو كان الوجود ،،يلعن// لوددت أن يرسل لعناته عليكم إلى يوم سوف فيه تبعثون.
لكن الوجود لا يعرف اللعنات كما تعرفونها...أيها الغارقون في عهر الدين و رذالة الإيديولوجيا.
منذ ساعة فقط زارني عشيقي السري،،كانت البهجة تعلو وجهه و الفرح يغمر كيانه...أتعلمون لماذا؟؟؟ لأنه إكتشف غابة قريبة من بيتي حيث هناك شجرة تعشعش فيها طيور الكناري!!!
قال لي متأهبا: هيا بنا نذهب الى الغابة و نراقب الكناري.
رددت عليه بحدة: لا لا ...أنا أرى أنه من المناسب لنا أن نذهب اليوم كي نرقص مع الدلافين...فإنك لن تعرف السر الأكبر مالم تتعود الرقص مع الدلافين مثلي.
احمر وجهه ،،كعادته دائما// لديه توق أن يأخذني للغابة...و أنا لدي توق كي أرقص مع الدلافين.
طالما اختلفت مع عشيقي بأمور كهذه.
لكنني أعلم أنه سينصاع لرغبتي في نهاية الأمر.
سوف أعلمه كيف يرقص مع الدلافين و من ثم سأرافقه للغابة كي نراقب أعشاش طيور الكناري.
ركبنا يختي الصغير و إسمه ( جام جام ) متوجهين نحو تجمعات الدلافين..و وجدتهم أمامي يتراقصون و يتغامزون و كأنهم يدعونني لحفلة راقصة.
سرعان ما قفزت للمياه معلنة إنضمامي لهم في رقصتهم الأبدية.
إنها رقصة العود الأبدي...فأنا التي قضيت أعمارا كثيرة فائتة بصحبة الدلافين...فمنذ أن كنت و ما سأكونه فأنا لا أتقن سوى الرقص مع الدلافين.
إنها عشقي الأبدي...فهي قد كانت و كائنة الآن و ستكون لآخر عمري هذا المتساقط في بئر العدم و ولادة الوجود الحي.
ففي رفقة الدلافين تتساقط علي السعادة مثل أعاصير هادرة لأنها تشبهني بطيبتها و ترتبط معي في بساطتها فهي حين تلمس جسدي العاري...و كأنها تدغدغني و تبعث نشوة الجنس المقدس في ثنايا جسدي.
قلبي ينفطر من لسعة النشوة و أنا ألعب مع الدلافين.
أي نشوة تبعثينها بي يا مخلوقات الله؟؟؟
عجبي لقوم لا يرقصون مع الدلافين!!!
و عجبي لقوم يتقاتلون دائما و أبدا...في دنيا سوف تمر علينا سريعا....كالسحاب...كالدخان...كالحلم الجميل...كنسمة عابقة بالعطر سريعة تجري لمستقر لها....كدخان سيكارة ينفثها شاعر متيم أو حبيب ملوع...أحقا نحن نتنازع على دنيا
وهبها لنا الوجود!!!بلا منة؟؟
أحقا وصل البشر لدرجة يقتلون بعضهم بعضا بهذه البشاعة و هذا العنف و الكره و البغض و الكراهية؟؟؟
بحق الله!!!
بحق شياطينكم اللذين ترجمونهم منذ قرون عديدة....لما لم تقدروا على قتل شياطينكم اللذين ترجمون؟؟؟؟؟؟؟؟
إليكم أوجه سؤالي يا أعدائي: ألم تشبعوا شيطانكم رجما؟؟؟ أما زال على قيد الحياة؟؟؟ ألم تقدروا على التخلص منه!!!رغم مليارات الحصى التي رجمتموها به؟؟؟
الحق الحق أقول لكم: ((انكم لن تقدروا على التخلص من شيطانكم....مالم ترجموا الشيطان الأكبر الذي يقبع في داخل نفوسكم و عمق روحكم و ثنايا ضميركم)))
ألا...أستفيقوا
بحق الله ذو العزة و الجلال
و الحق و الإكرام
إن الشيطان ليس بخارجكم...بل بداخلكم
فلترجموه من دواخلكم
كي تستطيعوا الحياة...مع الأحياء...
دعوا عنكم الأموات....و كفوا عن عبادة الأموات...و إلتفتوا لحياتكم و حياة أطفالكم...فإن أطفالكم هم مرآة الوجود القادم و وجه الله المختبئ.
أمضيت 4 ساعات برفقة دلافيني....فيها إستعدت طاقة الوجود....و رحمة الله.
هاهي بعض من طقوس حياتي مع عشيقي السري... أقدمها إليكم....أيها الأصدقاء و الأعداء...و كلي أمل بأن تستعيدوا إنسانيتكم التي صادرتها الأيديولوجيا و حاصرتها كتب الهالك (ابن تيمية) و صديقه البخاري ( ليته يتبخر من عقول شبابنا)
ف فوق صدر محبتكم و سعة صدركم و نقاء وجدانكم وطيب أصلكم و عمق جذوركم و صفاء منبتكم و جوهر إنسانكم....ستستيقظ الإنسانية على فجر جديد...و حب يلوح لي في الأفق.
هنا أقف
من هناك أمشي
للحديث بقية








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مخاوف من استخدامه كـ-سلاح حرب-.. أول كلب آلي في العالم ينفث


.. تراجع شعبية حماس لدى سكان غزة والضفة الغربية.. صحيفة فايننشا




.. نشاط دبلوماسي مصري مكثف في ظل تراجع الدور القطري في الوساطة


.. كيف يمكن توصيف واقع جيش الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة؟




.. زيلنسكي يشكر أمير دولة قطر على الوساطة الناجحة بين روسيا وأو