الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الحكم الاماراتي على الجاسوس البريطاني مؤشر لتغيير طريقة اللعب!؟

سليم نصر الرقعي
مدون ليبي من اقليم برقة

(Salim Ragi)

2018 / 11 / 22
مواضيع وابحاث سياسية


حول مستقبل علاقة حكام الخليج - والعرب عمومًا - مع بريطانيا خصوصًا ومع الغرب عمومًا !!.. وهل سيلجأ حكام الخليج لاستعمال طريقة القذافي - بعد التعديل - وطريقة اوردغان وطريقة إيران في التعامل مع الغرب بطريقة أكثر فاعلية!!؟
(أسئلة وتأملات؟)
*******************************
بعد الحكم الإماراتي على الجاسوس البريطاني (ماثيو) بالمؤبد، وأبداء بريطانيا امتعاضها وصدمتها من هذا الحُكم، هل يعكس هذا الحكم أن علاقة الامارات ببريطانيا تشهد نوعًا من الجفاء السياسي؟ ولماذا وبسبب ماذا!؟ وهل الإمارات (عميلة) لبريطانيا كما تقول نظرية المؤامرة العربية التقليدية (السطحية والسخيفة) التي تنظر للحكام العرب إما على أنهم عملاء للغرب واسرائيل أو عملاء لروسيا أو أنهم من أصول يهودية وماسونية !!؟.. هل تسعى السعودية والإمارات لتغيير طريقتها في التعامل مع الغرب بعد تداعيات تجربة ثورات الربيع العربي التي انتهت بهذه الفوضى العارمة وتداعيات تجربة فخ الحرب في اليمن وتداعيات فخ مقتل الخاشقجي!!؟.. هل تريدان تبني سياسة الضغط على شركاء الأمس بطريقة قد تشبه لحد ما طريقة العقيد القذافي وأوردغان وايران!؟؟ القذافي الذي تمكن بورقة (البترودولار) و(الهجرة غير الشرعية عبر ليبيا) من أن يجعل رئيس وزراء ايطاليا العجوز المتصابي (برلسكوني) ينحني ويقبل يده أمام الملأ!!!!.. بل وتمكن من أن يضع حذائه في وجه (بلير) الذي بعثته (برتش بتروليم) لعقد صفقة معه ثم ليستخدم هذه ((اللقطات)) في اظهار نفسه بصورة الرجل القوي الثري الذي يشد قادة الغرب الرحال إلى خيمته طمعًا في كرمه وصفقاته المالية الضخمة التي يغدق بها على كل من يراعيه ويراعي حاجاته النرجسية (الخاصة) ويتحمل ثرثرته الاعلامية التي يحاول من خلالها اثبات أنه هو وحده ((الصقر الوحيد)) وسط الدجاج العربي العتيد!!؟؟.... العقيد القذافي الذي لولا سوء حظه العاثر بحرق (البوعزيزي) لنفسه - في ساعة شيطان - وهروب (بن علي) نتيجة الذعر لكان الآن يتمتع بعلاقة مثل (السمن على العسل) مع الغرب بعد أن تمكن من ترويض القادة الغربيين بورقة البترودولار وتعويدهم على تحمل متطلباته النرجسية باعتباره من القادة (ذوي الحاجات الخاصة!) وتحمل طباعه الغريبة والشاذة أي كما تمكنوا هم من ترويضه من قبل منذ الغارة الامريكية وقضية لكوربي وإعادته للعب المحدود ولو من خلال (الثرثرة السياسية) و(التهريج السياسي الاعلامي) ضمن مثلث الخطوط الحمراء الغربية من جديد!!؟
******
في نفس يوم زيارة ولي العهد الاماراتي إلى فرنسا واستقباله بتلك الحفاوة غير المعهودة من قبل الرئيس (ماكرون) أصدرت المحكمة الاماراتية الاتحادية حُكمًا بالمؤبد على البريطاني (ماثيو هيدجز/31 سنة/طالب دكتوراة) الذي إدانته بالتجسس على دولة الإمارات العربية المتحدة، وتزويد ((جهات خارجية!؟؟)) بمعلومات أمنية واستخباراتية حساسة.. وكان (ماثيو) قصد الامارات منذ عدة أشهر بدعوى أنه يُعد بحثًا عن ((أثر ثورات الربيع العربي في الامارات!!؟؟)) وكذلك عن مقدراتها العسكرية والأمنية (!!؟؟) .. السؤال الأول هنا كالتالي: لو كانت الامارات كدولة عميلة لبريطانيا كما تقول لنا نظرية المؤامرة المحفوظة حفظ صم لدى القومجيين والاسلامجيين العرب، فما حاجة بريطانيا للتجسس على الامارات!؟؟.... والسؤال الثاني: لماذا صدور هذا الحكم المتشدد ضد مواطن بريطاني الآن بالذات؟؟ وهل له علاقة بقضية (خاشقجي) و(الحرب ضد الحوتيين وإيران في اليمن!) حيث تشعر السعودية والامارات بأن بعض الدول الغربية قد خذلتهما بل هددت بعقوبات على المملكة تتعلق بوقف التسلح ماعدا فرنسا التي ذكر رئيسها (ماكرون) أن الغاء هذه الصفقات الضخمة مطلب غير واقعي وطوباوي في مواجهة موقف ألمانيا جمدت صفقة التسلح مع السعودية!!؟... هذا فضلًا عن اصرار بريطانيا على حماية جماعة (الاخوان المسلمين) لديها والسماح لهم بالنشاط المعارض والتغلغل في السيطرة حتى على قناة (BBC) الناطقة بالعربية واستخدامها ضد السعودية والامارات بشكل واضح وفاضح!؟ في حين السعودية والامارات فضلًا عن مصر هم ألد أعداء جماعة الاخوان المسلمين المتهمة بالارهاب في هذه الدول!؟؟ ما هو سر تمسك بريطانيا بحماية (جماعة الاخوان المسلمين) المدعومة من (قطر وتركيا) والسماح لهم بكل هذا النشاط السياسي والاعلامي في المملكة المتحدة!؟؟.. أم هل للتقارب البريطاني الايراني مؤخرًا دور في هذا الموقف الاماراتي المتشدد حيث تحاول بريطانيا أن تستفيد من العقوبات على ايران وتنافس فرنسا وألمانيا في نيل رضا الايرانيين وما سيجره ذلك عليها من فوائد اقتصادية في زمن الانحسار الاقتصادي الكبير!؟؟.
أقول : بعد تجربة تداعيات مقتل (الخاشقجي) الذي استخدمته جهات غربية فضلًا عن قطر وتركيا وجماعة الاخوان المسلمين كسيفٍ إعلامي مُصلت ليل نهار ضد بلاده أو على الأقل ضد (الأمير محمد بن سلمان).. هذا الأمير الشاب الطموح وربما الأجامح والجانح على طريقة الحكام العرب في شبابهم (!!) والذي منذ البداية لم ترتح القوى المتنفذة في الغرب على تكليفه بولاية العهد!!.. إذ أن هذه الدول تريد أن يكون الأمر في السعودية على ما كان عليه من قبل أي أن يتم تداول السلطة من خلال آلية تسلسل المُلك بين (الأخوة العجائز منحني الظهور!) وليس بين (الأمراء الأبناء الشباب الطامحين للبروز!) فحكم الملوك العجائز لا شك هو الأضمن لاستقرار مصالح الغربيين في الخليج!!.... لا أستبعد شخصيًا بعد تداعيات
مقتل الخاشقجي أن يكون هناك تغيير في شروط اللعبة وفي طريقة حكام الخليج في التعامل مع الغرب ومع تركيًا أيضًا خصوصًا بعد انكشاف مسألة زرع هذه الأخيرة لأجهزة تنصت في القنصلية السعودية قبل وقوع الخاشقجي في الفخ المرسوم بعناية!!.. الخاشقجي الذي يلفه الكثير من الغموض سواء في سر خروجه المفاجيء من بلاده وظهوره في وسائل الاعلام بشكل مُضخم غير طبيعي أو في عملية مقتله الغامضة والتي تفوح منها رائحة ((لعبة مخابراتية قذرة)) لا شك أن المخابرات التركية طرف فيها منذ البداية وقد تكون هي من شجعت (خاشقجي) للذهاب للقنصلية ودخولها مُنفردًا وهي تعلم مسبقًا المصير الذي ينتظره في الداخل!!.. فصناعة وتدبير هذه (الحادثة) لتكون ورقة سياسية ضخمة ضاغطة ضد السعودية - حتى وإن تم القتل بأيدي المخابرات السعودية - لا شك عندي أن خلفها أطراف أخرى أكبر وأشد خبثًا ودهاء ومكرًا من ضباط المخابرات السعودية الصغار غير المحنكين!.. أطراف خبيثة في أمريكا معادية لترمب وربما للسعودية من حيث الأصل تعاونت مع اطراف في المخابرات التركية من أجل صناعة هذا الحدث بهذه الصورة وهذا التسجيل الصوتي (!!!) بغرض توريط السعودية في هذه الغلطة وهذه الورطة ومحاصرتها في ركن ضيق مهين واستخدام (خاشقجي) بمثابة (طُعم) لجر المخابرات السعودية نحو هذا الفخ!!.. بعد أن استخدموه كبوق اعلامي مضخم يساهم في الحرب على (ولي العهد الشاب الجديد)!!.
بعد هذه الواقعة والفضيحة الكبرى أعتقد أن المزاج السياسي لقادة السعودية والامارات سيتماهى مع المزاج العام في السعودية والامارات والشارع العربي عمومًا بإعادة الدول العربية وخصوصًا دول الخليج النظر في جدية اعتمادها على الغرب عمومًا والبحث عن بدائل أو على الأقل البحث عن سياسيات أكثر برغماتية واستقلالية في التعامل مع الدول الغربية خصوصًا وأن الغرب يمر بأزمات اقتصادية مؤلمة تتعاضد مع مسألة الهجرة في تغيير المزاج الشعبي العام في الغرب بسحب الثقة من الأحزاب التقليدية (الليبرالية واليسارية والجمهورية) وصعود ((اليمين الوطني والقومي)) المتشدد والراغب في الانكفاء على الذات ورفض الأجانب الدخلاء الغرباء والرافض للتكتلات السياسية والاقتصادية الكبرى والرافض للانجرار وراء ((الميوعة الليبرالية)) كما يصفونها على حساب الهوية بل وعلى حساب المصالح الوطنية والقومية لبلدانهم كما يعتقدون!!..... هل سيستفيد الحكام العرب وخصوصًا في الخليج من كل هذه (المتغيرات الكبرى) ومن هشاشة موقف الغرب بسبب ازماتهم الداخلية الاقتصادية والاجتماعية وتداعيات خروج بريطانيا من الاتحاد الأوربي، وضمور نجم الاحزاب التقليدية وصعود اليمين الوطني والقومي المتشدد محليًا، وصعود نجم الصين وعودة روسيا دوليًا للعب دور اللاعب القوي المؤثر كما شاهدنا في (سورية) خصوصًا بعد فشل الغرب في ادارة ثورات الربيع العربي بشكل سليم وحكيم مما تسبب في كل هذه الفوضى العارمة!؟؟.. هل سيستفيد العرب حُكامًا ومعارضين وشعوبًا من كل هذه ((الدروس الكبيرة والمطبات الخطيرة المؤلمة)) التي نتجت عن تخبطات وتجارب الغرب في منطقتنا بسبب أزماتهم وتخبطاتهم الداخلية؟؟؟.. هل سيتفيدون من هذا الموقف الغربي المتشظي (الضعيف والمفكك)(تحسبهم جميعًا وقلوبهم شتى!!) لتحقيق وضع أفضل لهم ولبلدانهم!!؟؟... مجرد أسئلة تطرح نفسها بنفسها .. والجواب سيدور كالعادة حول محور ((ربما.. والله أعلم))!
**********
سليم نصر الرقعي 2018








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الولايات المتحدة و17 دولة تطالب حماس بإطلاق سراح الرهائن الإ


.. انتشال نحو 400 جثة من ثلاث مقابر جماعية في خان يونس بغزة




.. الجيش الإسرائيلي يعلن قصف 30 هدفا لحماس في رفح • فرانس 24


.. كلاسيكو العين والوحدة نهائي غير ومباراة غير




.. وفد مصري يزور إسرائيل في مسعى لإنجاح مفاوضات التهدئة وصفقة ا