الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أمارس ثلاثة أنشطة ذهنية كانت لي بمثابة حبوب مهدِّئة؟

محمد كشكار

2018 / 11 / 24
سيرة ذاتية


1. النشاط الأول يتمثل في المطالعة غير المنظمة وغير المختصة وغير المختارة بداية من سن الستين بعد مسيرة علمية دراسية ومهنية، يوميا ساعة أو أكثر قليلا.
2. النشاط الثاني يتمثل في الكتابة الرقمية والنشر على النت دون أجندا إيديولوجية أو سياسية، يوميا خمس ساعات أو أكثر قليلا.
3. النشاط الثالث والأهم يتمثل في حب الناس. أحب أيضًا الحياة دون التمتع بملذاتها التي لا أقدر عليها حتى ولو هفّت لها نفسي ككل البشر العاديّين "لألبسَنّ لهذا الأمرِ مِدْرَعَةً، ... ولا ركنتُ إلى لذّاتِ دنُيايا". الله يمهل ولا يهمل الإنسان الذي لا يخشاه في أخيه الإنسان، والدنيا تهمل ولا تمهل من يتجاهلها أو يستخف بنواميسها، وهي إشكال الإنسان على أخيه الإنسان، إشكالٌ وجب عليه حله وإلا جَرَفَه التيارُ. أعملُ لدنيايا كأنني أعيش أبدا وأعملُ لدنيايا أيضا كأنني أموت غدا، لأن العمل للدنيا هو في الوقت نفسه عملٌ للآخرة، والله غني عن أعمالنا كلها، تكسُّبًا أوعبادةً. تُرى ماذا عملتُ في دنيايا خلال ستة وستين سنة حتى أخجل منه في آخرتي؟ لم أسرق في طفولتي إلا بعض العَنَبات وخمس خوخات من واحة "جمنة" الستينيات، وفي عملي كأستاذ أخذ ابني من محفظتي مرة أو مرتين بعض أصابع الطباشير دون علمي. لم أكذب إلا في بعض الحالات لِسَتْرِ عيوب أقاربي وأصدقائي. لم أخرج على الموضوع إلا بالعين وهي المسكينة مغلوبة على أمرها لأن النورَ مفروضٌ عليها ولا ينبعث منها كما يعتقد الكثيرون، بل يأتيها من محيطها وينعكس على شبكيتها غصبا عنها ما دامت مفتوحة، فيترجم المخ هذا النور ويدركه جمالاً ربانيًّا أخّاذًا. فما ذنبُ العين إذن إذْ أتاها الهوى من حيث لا تدري؟ وما ذنبُ المخ الذي لا يمكنه أن يدرك الجمالَ إلا متأخّرًا بعد أن ينقله إليه العصب البصري ذبذبات كهروكيميائية، أي "بعد ما الفأس وقعت في الرأس". لم أجامل إلا في بعض الأحيان حفاظًا على العلاقات الإنسانية الذاتية غير المصلحية، كالأخوّة والقرابة والزمالة والصداقة. لم أشرب إلا بعض السوائل التي لا تُسكِر ولا تُفقد العقلَ ولا الوقارَ الأستاذيَّ. درستُ 27 سنة ودرّست 37 سنة، كنت فيها طالبًا وأستاذًا في نفس الوقت. صُنْتُ أمي وأختي الضريرة ورعيتهما بعد موت أبي وأنا في سن الخامسة عشرة. لم أخاصم يوما أقاربي. لم أقاطع يوما إخوتي أو أخواتي. لم أرفع يدي يومًا على أحدٍ، لكنني أخطأتُ في شبابي ورفعتُها أحيانًا على أولادي وبعض تلامذتي. حَرَمْتُ نفسي، جوّعتُها وأطعمتها كأس "بسيسة" خلال تحضير الدكتوراه في فرنسا من أجل أن أرجع لأبنائي محمَّلاً بالهدايا واللُّعَبِ والشكلاطة الرفيعة. بهذه الأعمال الدنيوية العادية البسيطة، أرى أنني عملتُ لآخرتي أكثر مما عملتُ لدنيايا، وسوف أقابلُ وجهَ ربي يوم القيامة مطمئنَّ القلبِ قريرَ العينِ.

إمضائي
أجتهدُ فإذا أصبتُ فلي الأجرُ الموعودُ، وإذا أخطأتُ فلي بعضُه!
و"إذا كانت كلماتي لا تبلغُ فهمَك فدعْها إلى فجرٍ آخَرَ" جبران








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مصطفى البرغوثي: الهجوم البري الإسرائيلي -المرتقب- على رفح -ق


.. وفد مصري إلى إسرائيل.. تطورات في ملفي الحرب والرهائن في غزة




.. العراق.. تحرش تحت قبة البرلمان؟ • فرانس 24 / FRANCE 24


.. إصابة 11 عسكريا في معارك قطاع غزة خلال الـ24 ساعة الماضية




.. ا?لهان عمر تزور مخيم الاحتجاج الداعم لغزة في كولومبيا