الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أين أنت يا فتاة؟

مارتن كورش تمرس

2018 / 11 / 24
الادب والفن


أين أنتِ يا فتاة؟
مَن منا نحن جيل الخمسينيات والستينيات بل حتى جيل السبعينيات من القرن الماضي لا يعرف عن كثب البنت العراقية، كيف كانت متعلمة ومثقفة واذا ما صادف وأن أحبت، تراها تحب من كل قلبها ولا تدع حبيبها أن يمسَّ ولو شعرة من رأسها. لكن ما عاد الحال معها كما كان بعد كل هذه التحولات السياسية، والتدهورات الأقتصادية وثقافة العنف و.. و. لأن المسكينة أضطرت أن تلازم البيت وتجلس أمام شاشة التلفاز أو هاتفها الخلوي أو الحاسوب، وقد غدت متأثرة بما خرج به علينا مخرجوا الفديو كليبات والمسلسلات (خاصة المدبلجة) بثقافة الخلاعة المبتذلة التي بدت تغزو أفكار العديدات من بنات مجتمعنا حتى أَفقدتهن ثقتهن بأنفسهن، فصارت الواحدة منهن تساير نمط ثقافة الحركات الجسدية حتى تركت عقلها وغدت لا تهتم إلا بجسدها وموظة لبسها حتى فقدت كل فرصة لتعلم مقومات الحياة في الحب، الأحترام، جذب المقابل، الكاريزما والجرأة الأدبية؛ مما زاد الطين بلة أنها كغيرها من الجيل الحاضر قد هجرت مطالعة الكتب وجلست أمام حاسوبها أو هاتفها الخلوي؛ حتى أصبح همها أن تظهر للعيان جميلة تساير الحاضر بثوبٍ يكشف عن جسدها ما أمكن، وهي تبحث عن أقرب العوامل المؤدية إلى قلبه وهي إثارة الغريزة الجنسية فيه! كأنها تأخذ بمبدأ ميكافيلي (الغاية تبرر الوسيلة) معتقدة أن هذا الأسلوب هو المعمول به، الذي حاكته (هيفاء وهبي أو ميريم فارس أو. أو...). لم ولا تكلف المسكينة نفسها لتعرف عن كثب ماهية الحب الحقيقي الذي ينبني عليه بيت الزوجية كما ينبني البيت على الصخرة (وَالصَّخْرَةُ كَانَتِ الْمَسِيحَ.)"1كورنثوس10: 4". مع هذا لا أدينكِ يا فتاة بل أنصحك أن تعودي وتبحثي عن الحب النقي حتى تمسكي بالخيط المتين المؤدي إلى قلب الذي تريدين الوقوع في شرك حبه. عليك يا فلذة كبد والديكِ أن تسألي نفسكِ: أين أنتِ من الحب الحقيقي؟
شاهد أخي القارئ إلى معظم مقدمات البرامج الفنية، الثقافية أو الصحية بل حتى مقدمات نشرات الأخبار، كيف قد جلست وكشفت عن ساقيها أو صدرها! حتى بدت غايتها سيئة، يقدر أبسط مشاهد حتى لو كان أمياً أن يكشف عن غاياتها من خلال نظراتها كأنها سكاكين تغرزها في بالون الغريزة الجنسية للضيف الجالس في برنامجها وهو قد طأطأ برأسه لكي لا تقع نظراته في شرك معرض ساقيها. حتى هذه لا أدينها لأنها هي الأخرى مغتصبة على أمرها! لأن مخرج البرنامج قد فرض عليها الكشف الجسدي غير المسموح به أخلاقياً ولا أدبياً لكي ينال برنامجه أكبر نسبة من المشاهدين. ترى رب العائلة الشرقي الجالس مع أفراد عائلته لمشاهدة البرنامج قد فقد توازنه واذا به يصرخ مشمئزاً:
 وين صار الريموند؟ يمعودين أقلبوا البرنامج.
لقد فقد المشاهد الشرقي متعة المشاهدة للشاشة الصغيرة، وهو يشاهد برنامجاً أو أغنية (فديو كليب) لمطربة قد تعرت وهي تتمايل بجسدها كأنها تمارس الجنس في فراش مع من إستغوته! حتى فقدت كلمات الأغنية كل معاني الحب التي رددتها.
أذكر أيام السبعينيات والثمانينيات من القرن الماضي، كيف كانت العائلة العراقية تجلس بأفرادها في غرفة المعيشة أمام شاشة التلفاز وهم يشاهدون برامج الرياضة في أسبوع أو برنامج العلم للجميع أو يشاهدون أغنية كلماتها تقطر حباً جماً منها كان يتعلم الشاب أو الفتاة الحب العذري. كأنها ترنيمة! لقد أفسدت الأغنية في أيامنا هذه المعنى النقي للحب، بحيث ألغت معناه بل نسخته بطريقة شيطانية وقدمته للجيل الجديد في علبة خلاعة.
يا ترى ما هو العلاج أو الحل: أهيب بكل وزارات الثقافة والأعلام في كل بلدان الشرق، أن تنهض وتبدأ بطرح ثقافة الحب النقي المستلهمة من المحبة فائقة الحدود التي مصدرها السماء ( لِتَصِرْ كُلُّ أُمُورِكُمْ فِي مَحَبَّةٍ.)"1كورنثوس16: 14". كما أدعو من وزرائها أضافة إلى وظائفهم، أن ينتدبوا محامين متطوعين (أنا معهم) ليقاضوا أمام المحاكم المدنية أو الادارية، كل الفنانات والفنانين الذين غنوا أغانٍ مبتذلة سواء أكانت بكلمات أو بحركات أجساد شبه عارية، الذين دمروا الذوق العام وعلموا أبنائنا وبناتنا ما لا يجوز تعليمه إلا في مدرسة الشيطان. كما أدعو كل حكومة من حكومات الشرق الأوسط أن تأخذ بعين الأعتبار قصة عنوانها ( وزارة المحبة) ضمتها مجموعتي القصصية الأخيرة، التي هي بعنوان ( السيد آتٍ) منها ستعرف قيمة وأهمية وزارة المحبة التي تقدر أن تعيد صورة الحب الأساسية في أنظار أولادنا. وزارة لا تقل أهميتها عن كل من وزارتي الدفاع والداخلية.
المحامي و القاص
مارتن كورش تمرس








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. وفاة والدة الفنان كريم عبد العزيز وتشييع الجنازة الخميس


.. مغني الراب الأمريكي ماكليمور يساند غزة بأغنية -قاعة هند-




.. مونيا بن فغول: لماذا تراجعت الممثلة الجزائرية عن دفاعها عن ت


.. عاجل.. وفاة والدة الفنان كريم عبد العزيز وتشييع الجنازة غداً




.. سكرين شوت | إنتاج العربية| الذكاء الاصطناعي يهدد التراث المو