الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


خواطرى حول الاسلام وغيره

زاهر زمان

2018 / 11 / 27
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


من سيرة محمد - مؤسس الاسلام - نعلم جميعنا أن محمداً كان متزوجاً من خديجة بنت خويلد ابنة عم القس ورقة بن نوفل ، والذى كان متمكناً من العبرانية ودرس الأديان - كما تقول الروايات - وقد عُرف عن ورقة وبعض أصحابه أنهم كانوا يبحثون عما يظنونه الحق دائماً، ويشغلهم التفكر في أمور الدين ، ويستنكفون من عبادة الأصنام التى كان العرب يعبدونها ، قبل تأسيس الاسلام على يد محمد وأصحابه . اجتماع شخصية مثل شخصية محمد - كما وصفها معروف الرصافى فى كتابه المسمى الشخصية المحمدية - مع شخصية من نوعية القس ورقة بن نوفل عم زوجته ، فى نفس المكان والزمان ، كان لابد أن يتمخض عن ظهور أيديولوجية دينية جديدة على غرار اليهودية والمسيحية ، ولكن بصبغة عربية يتم صياغتها والتعبير عنها بلغة العرب أنفسهم ، مع استلهام الجوهر الذى تدور عليه الديانتان السابقتان على الديانة المحمدية ، والتى عُرِفت واصطُلِح على تسميتها بالاسلام بعد ذلك ، عقب نجاح محمد فى اخضاع قبيلة قريش ؛ أقوى القبائل العربية فى زمنه ، لسلطانه وهيمنته . لم يكن ورقة بن نوفل وحده الذى تأثر به محمد فى تأسيس الديانة المحمدية بل كان هناك آخرون يشغلهم التفكر فى أحوال قومهم من قريش فى مسألة عبادة الأصنام وغيرها من عادات وتقاليد يرون بعضها غير انسانى كمسألة وأد البنات ، نذكر منهم : عبدالله بن جحش وعثمان بن الحويرث وزيد بن عمرو بن نفيل . هؤلاء هم الذين أطلق عليهم كاتبو السيرة المحمدية لقب [ المتألهين أو المتحنفين ] ؛ أى على ملة ابراهيم ، والتى استلهم ملامحها الرئيسية من أسسوا لليهودية ، ثم من أسسوا للمسيحية بعد ذلك . وقد كانت العرب مؤمنة بهذه الملة وآخذة بها حتى جاء عمرو بن لحي الخزاعي بالأصنام من الشام فعبدوها من دون الإله الذى دعا ابراهيم الى عبادته ، وأهمل العرب تعاليم ملة ابراهيم وطقوسها ، حتى أن أتباعها قبيل تأسيس محمد للديانة المحمدية ( الاسلام ) ، كانوا يعدون على أصابع اليد، لكنهم - أى العرب - بقوا يتذاكرون شيئا من تعاليمها حتى أن قريشاً عندما أرادت إعادة بناء الكعبة ونبأ لها أن مال الربا حرام تركوه حيث كانوا قد تعهدوا بألا يدخلوا حراماً في بناء الكعبة. لم ينطلق محمد إذن من فراغ فى تأسيس ديانته الابراهيمية ذات الصبغة العربية المسماة بالاسلام ، والتى حاول ومازال يحاول كبار فقهاء وفطاحل أتباعه ، الداعين الناس الى اعتناق ديانته واتباعها ، ايهام أنفسهم وغيرهم من عوام وبسطاء المسلمين ، على أنها - الديانة المحمدية - نزلت عليه وحياً من السماء السابعة ، وإنما سبقه وزامنه آخرون غيره ، ممن تمردوا على أقوامهم ، وممن حاولوا تصحيح أوضاع أقوامهم العقائدية ، لأنهم يرون أنهم حادوا وانحرفوا عن ملة ابراهيم ! غير أن العبقرية الذاتية لمحمد وطموحاته السياسية لم تقف به عند ماوقف معاصروه ومن سبقوه من الإكتفاء بالإنكار على أقوامهم ، وإنما دفعته تلك الطموحات دفعاً الى الاصرار على تغيير ذلك الواقع ، ليس فقط لقبيلته من قريش ، وانما لكل القبائل العربية من أجل إنشاء مُلك كملك فارس والروم لقومه من قريش تدين لهم به العرب وتؤدى لهم به الجزية العَجَم ، كما ورد عنه فى بعض أحاديثه ! لكننا نلاحظ أن مااستلهمه محمد من المعاصرين له ، لم يكن كافياً لبلورة مشروعه الدينى ، الذى يهدف الى اقامة مُلك كمُلك فارس والروم . لكننا نلاحظ أن مااستلهمه محمد من المعاصرين له ، لم يكن كافياً لبلورة مشروعه الدينى ، الذى يبنى بواسطته مُلكاً كمُلك فارس والروم ، بدليل أنه ظل يحاول الترويج لمشروعه الدينى الجديد لما يقارب الثلاثة عشر عاماً فى مكة ، دون أن يستجب له سوى بضعة نفر من الدائرة المقربة منه كصديقه ابن أبى قحافة ( أبوبكر ) وزوجته خديجة وابن عمه على بن أبى طالب وثلة قليلة غيرهم من المهمشين والضعفاء المغلوبين على أمرهم . بالتأكيد كان محمد على قدر كبير من العلم بكيفية تأسيس ابراهيم لملته ، وكذلك كيف أسس موسى وعيسى ديانتيهما ، وربما لم يكن يشك فى ماكان متواتراً عن كيفية اتصال الإله الذى فى السماء السابعة ، بمؤسسى تلك الديانات السابقة عليه . وهو ماجعله يتمنى فى قرارة نفسه ووجدانه ، لو اتصل به الإله كما اتصل بمن سبقوه ، حتى فاجأ خديجة ذات يوم ، بما توهم أنه المَلَك جبريل ، وقد ظهر له فى غار حراء ، ( القصة التى روتها كتب السيرة ) ، وكان ماكان من الرعب الذى نزل به جراء ذلك الوهم الذى ألم به فى الغار ! نقلت زوجته خديجة ماوقع له فى الغار ، الى ابن عمها ورقة بن نوفل ، الذى أكد لها ولمحمد بعد بضعة استفسارات أنه ، أى محمد ، هو نبى آخر الزمان الذى هو مذكور فى كتب اليهود ، وسواء أكان مارواه محمد لخديجة التى نقلته الى ورقة ، قد وقع معه بالفعل على سبيل التوهم ، أو أن محمداً اختلق الرواية من عندياته ، وذلك هو الأرجح ، فالنتيجة واحدة ؛ ألا وهى أن محمداً تأكد ، بعد اخبار ورقة لخديجة أن مارآه محمد فى الغار هو الملَك الذى يأتى بالوحى من السماء الى الأرض ؛ تأكد محمد أنه وضع أولى لبنات مشروعه الدينى الجديد ، الذى سيحقق له طموحاته السياسية ، بإقامة مُلك كمُلك فارس والروم ، وذلك بتوحيد قريش تحت راية واحدة هى ( لا اله الا الله ، محمدٌ رسول الله ) ، كخطوة أولى على طريق المُلك الذى وعد به قومه من قريش . ظل محمد بعد ذلك ثلاثة عشر عاماً فى مكة ، يحاول جاهداً اقامة تلك الراية التى يقود بها قريش الى تحقيق طموحاته ، لكنه خاب أمله ، فاضطر الى الهروب الى يثرب ، على أمل أن يجد له أنصاراً فى يثرب ، التى كان أهلها يغبطون قريشاً على زعامتها للعرب ، وقد كان له ماأراد . كانت يثرب هى البداية الحقيقية لتأسيس المُلك الذى طمح اليه محمد ، وخاصةً بعدما أخضع قريشاً ، زعيمة العرب ، لسلطانه ، الذى حرص هو والدائرة المقربة من حوله على الترويج له ، انه - أى المُلك – قد تم له بتأييد من الإله الذى دعا اليه من قبله ابراهيم وكل أنبياء بنى اسرائيل بما فيهم مؤسسا اليهودية والمسيحية ، وفى نفس الوقت حرص ومن حوله على التأكيد على أنه ماقام ليملك ، وإنما قام لينشر الدين الحق ، الذى كان عليه ابراهيم وموسى وعيسى وكل من سبقوه من أنبياء . وفى يثرب ، أتيح لمحمد وأتباعه الاحتكاك المباشر مع أهل الكتاب من اليهود ومن ثم الالمام بالملامح الأساسية فى الديانة اليهودية ، وأحكامها وتعاليمها وتشريعاتها ، مماكان له آثاراً واضحه على بعض التعاليم والتشريعات والقصص ، التى ضمنها فى قرءآنه وفى أحاديثه . كان من الممكن أن ينتهى ذلك المُلك بمجرد وفاة محمد وينتهى معه ذلك الدين الجديد الذى وضع لبناته الأساسية ، لولا أن خلفاؤه من بعده ، كانوا قد ذاقوا طعم الحياة فى ظلال الحرية والسيادة التى نالوها بسيوفهم ورماحهم تحت راية ( لا اله الا الله ، محمد رسول الله ) ، فعضوا على ذلك بكل ماأتيح لهم من سيوف ورماح وخيل وركاب ، حتى أنهم ، دخلوا فى معاك طاحنة ضد بعضهم البعض ، وفنى بسببهم عشرات الألوف من المحمديين ، كلهم يزعم أنه الأحق بها . لقد حرص محمد طوال حياته على التأكيد أنه لا يفعل فعلاً ولا يقول قولاً ، الا وفق ارادة الهه ، الذى ظل يؤكد حتى آخر عمره أنه هو نفس الإله الذى دعا اليه من قبله . وكذلك حرص جميع من خلفوه فى حكم الدولة الاسلامية الوليدة ، على التأكيد أنهم يسيرون على نهج محمد مؤسس الاسلام ، لأنه بحسب اعتقادهم لا ينطق عن الهوى ، وانما هو وحى ٌ يوحى . وفى اعتقادى الشخصى ، أرى أن مؤلفى أمهات الكتب الاسلامية ، كتفاسير القرءآن وجامعى أحاديث محمد ، فى بدايات الخلافة العباسية ، هم من أرسوا الدعائم النظرية والعملية للديانة المحمدية . تناول أى كتاب من أمهات الكتب التى جمعها فطاحل الفقهاء المسلمين كالبخارى أو الطبرى وغيرهم حتى عصرنا الحالى ، ستجدهم لا يفترون من الاستشهاد بما ورد فى قرءآن محمد أو ممايسمونه الأحاديث النبوية ، فى أى موضوع من الموضوعات التى يتناولها هذا المؤلف أو ذاك ! الحرص على ذكر محمد وإله محمد ، وربط كل مافى الوجود – ماكان وماهو كائن وماسوف يكون – بمحمد واله محمد ! ذلك هو ديدنهم بمناسبة وبدون مناسبة ، فى أى ساعة من ساعات الليل أو النهار ! منذ أربعة عشر قرناً وهم لا يكفون عن الترويج لمحمد وقرءآن محمد وطقوس وعبادات ديانة محمد وسيرة محمد وصحابة محمد وأحاديث محمد فى كل مكان به أتباع محمد أو ليس به أتباع محمد ، ولا يتوانون ثانية واحدة من التنكيل بكل من يشكك فى حقيقة محمد والديانة التى أسسها ، والذى قد يصل الى التصفية الجسدية ، اذا ماعجزوا عن تصفيته معنوياً ! هانحن نرى حرباً ضروساً تدور رحاها بين مرتزقة أنظمة الحكم الدينية بما فيها الاسلام ، وبين معارضيهم ، فى كل وسائل الاعلام ومواقع السوشيال ميديا ! لماذا كل ذلك ؟ هل لنشر دين محمد من أجل خير البشرية كما يزعمون ؟! لو كان الأمر كذلك لما نضحت كل أرضٍ دخلوها بدماء الملايين من الضحايا ، منذ بدء محمد لمشروعه الدينى وحتى يومنا هذا ! والسؤال الذى لا يمكن أن يخطر ببال أىٍ من أتباع محمد وأتباع غيره من الديانات الأخرى : هل حقاً اتصل ذلك الإله القابع فى السماء السابعة بمحمد أو غيره من مؤسسى مايسمى بالديانات التوحيدية ؟ ولماذا تركزت تلك الديانات فى تلك البقعة من العالم المسماة بالشرق الأوسط ؟ ! هل كوكب الأرض هو الشرق الأوسط ولا شىء سواه ؟ وهل حقاً وقع مايسمونه بالمعجزات على أيدى هؤلاء الذين زعموا اتصال الإله بهم ، سواء كانوا من مؤسسى تلك الديانات أو كانوا أشخاصاً من أتباعهم ممن يطلقون عليهم القديسين أو الأولياء ؟! ومالدليل على صدق ماورد فى ذلك الصدد فى الكتب التى يقدسها أتباع تلك الديانات أو التى تناقلتها الأجيال الأولى شفاهة قبل انتشار الكتابة ؟! ولماذا تتناقض الكثير من النصوص التى وردت فى كيفية تواجد الكون وكيفية تواجد الحياة على كوكب الارض مع مكتشفات العلم ؟!
بقلم / زاهر زمان








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - استاذ زاهر زمان
ابو ازهر الشامي ( 2018 / 11 / 27 - 05:50 )
1 هل تعطيني دليل واحد من القران او السنة
يعني مصادر المسلمين تقول ان ورقة كان قسا
2 ومن اين اكتشفت انه من المعلوم ان ورقه واتباعه كانوا يأمرون الناس بالحق


2 - صلوا على النبي
ماجدة منصور ( 2018 / 11 / 27 - 09:16 )
ما ذكرته حضرتك هي مجرد أساطير الأولين و لا دليل موثوق عليها جملة و تفصيلا0
لقد أتتنا السيرة النبوية بقلم أؤلئك اللذين أحبوا محمدا!!!! ألم يكتب كاره له بضعة أسطر يذمه فيها مثلا يعني؟؟؟
التاريخ يكتبه المنتصرون دائما...لذا فإني أستطيع أن أقول لجنابك ///وبضمير مرتاح::: إن كل ما وصل إلينا هو محض هراء و كذب كثير...صدقه أغلب اللذين (يصلون على النبي) بكرة و عشية0
احترامي أيها الأستاذ زاهر زمان


3 - أتفق جزئياً معك أخت ماجدة منصور
زاهر زمان ( 2018 / 11 / 27 - 14:04 )
بالطبع هناك الكثير من المغالاة فى الكتابة عن الاسلام بوجه عام وعن محمد مؤسس الاسلام بوجه خاص ، بواسطة الرواة المحمديون ، لكننا نحاول أن نستكشف ماهو موثوق فيه ومجمع عليه من كافة المصادر المتاحة .
تحياتى لحضرتك


4 - أرى أن هناك سلسلة طويلة من المقالات لتفى هذا البحث
سامى لبيب ( 2018 / 11 / 27 - 15:29 )
الأستاذ والصديق زاهر زمان
مقالك ممتع يخوض فى دهاليز الإسلام وأتصور أنه من الخطأ الإكتفاء بهذا المقال كإشارة بل نحن نطلب أن تمنحنا سلسلة طويلة تتناول السراديب الداخلية لنشأة الإسلام فنحن أمام تاريخ وحراك وصراع ونشأة وتكوين.
أرجو أيضا إلقاء الضوء على أصل محمد والقرآن فقد إطلعت على مواضيع خطيرة تتناول تاريخية محمد والقرآن ولم يتسنى لى الوقت فى التنقيب وراءها.
إستمر فى بحثك معتمدا على ثقافتك وإطلاعاتك ومنهجيتك الرائعة فى التحليل والإستقراء.
إحترامى وتقديرى.


5 - حقيقه تاريخيه
على سالم ( 2018 / 11 / 27 - 16:10 )
انا اعتقد بما لايدع مجالا للشك ان سبب وجود الاسلام وانتشاره الى يومنا هذا هو شئ هام جدا , هذا الشئ هو اتحاد عصابه محمد للسطو المسلح وعصابه الصعلوك ابى ذر الغفارى كما ذكر الكاتب العراقى جواد على , ابى ذر كان صعلوك دموى ولص محترف وكان يرأس عصابه الصعاليك البدويه المتوحشه , كانوا يهجموا على القوافل ويسرقوها وينهبوها ويقتلوا الناس ويغتصبوا النساء ويعيثوا خراب وقتل بين القبائل , تيقن محمد انه لو اتحدت عصابته مع عصابه الصعاليك فأن هذا سوف يكون له عظيم الاثر لتحقيق قوه وسلطه كبيره ساحقه له مما يزيد فى قوته وبأسه وبلطجته , وهذا الذى حدث تماما , كانت ضربه حظ خالصه لمحمد المحظوظ , تم دمج العصابتين الاجراميتين واصبحت عصابه واحده قويه ومؤثره وقاتله , خافت القبائل من هذه العصابه الاجراميه وارتعبوا وشيئا فشيئا توحشت العصابه وازدادت قوه وشراسه واجرام وبلطجه , بعد ذلك نرى ان الذى كان يسمى نفسه رسول الله كرم الصعلوك ابى ذر الغفارى واسماه الصحابى الجليل ؟؟؟


6 - اين الرابط
ابو ازهر الشامي ( 2018 / 11 / 28 - 09:31 )
استاذي زاهر هناك تعليق لي فيه رابط
اريده بعد اذنك


7 - استاذ علي سالم
ابو ازهر الشامي ( 2018 / 11 / 28 - 09:33 )
الحقيقة اني أرى ان تصبح كاتب لافلام هوليود لخيالك الخصب رغم ضعف معلوماتك وثقافتك
بس سؤال من الذي بدأ تسمية الصحابة
محمد ام المسلمين من بعده!!!!!!
ومن الذي قال انه صحابي جليل
وهل هناك أصلا صحابي جليل وصحابي غير جليل
متى ستتخرج من الروضة وتثقف نفسك

اخر الافلام

.. شاهد: الأقلية المسلمة تنتقد ازدواج معايير الشرطة الأسترالية


.. منظمات إسلامية ترفض -ازدواجية الشرطة الأسترالية-




.. صابرين الروح.. وفاة الرضيعة التي خطفت أنظار العالم بإخراجها


.. كاهنات في الكنيسة الكاثوليكية؟ • فرانس 24 / FRANCE 24




.. الدكتور قطب سانو يوضح في سؤال مباشر أسباب فوضى الدعاوى في ال