الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل الأحزاب الدينية وحدها سبب فشل الحكومات المتعاقبة في ظل الديمقراطية الفتية في العراق !؟

زهور العتابي

2018 / 12 / 1
مواضيع وابحاث سياسية


هناك موضوع كثر الحديث عنه وتداوله هذه الأيام...وهو أن اغلب الناس باتت تحمل الأحزاب الدينية مسؤولية فشل الحكومات المتعاقبة يوم أن اقحمت هذه الاحزاب الدين بالسياسة...هناك من يقول إن (أهل العمايم ) هم سبب التدهور الحاصل في العملية السياسية ....أنا معكم أن هناك من أساء فعلا لهيبة العمامة بلونيها !!! ولكن علينا أن لا نخلط الأوراق ونقول انهم ودون غيرهم مسؤولون عن تراجع وفشل التجربة الديمقراطية في العراق !! مثل هذا الرأي مبالغ فيه كثيرا ..ربما هم جزء من سبب... هذا صحيح ..لكن هناك أسباب لاتقل أهمية عن تاثيير هؤلاء ...أولها التغير الذي حصل أبان الاحتلال كان له الأثر الكبير في تدني الأوضاع بالعراق فكما وضع المحتل دستورا خاطئا اعتمد فيه المحاصصة المقيتة التي إلى اليوم يدفع ثمنها العراق والعراقيون...هناك ما هو أشد و أقسى حينما عمد إلى حل الجيش والشرطة وأغلب مؤسسات الدولة مما أحدث خللا وارباكا كبيرا في ادارة البلاد وساهم الى حد كبير في الفلتان والخروقات الامنية التي حصلت فيما بعد والتي عانينا منها طويلا وأفرغت ميزانية العراق وقلبت أوضاع البلد رأسا على عقب !! ناهيك عن إفرازات الحروب المتعاقبة ماقبل التغير أساسا تلك التي أضعفت البلاد وكانت سببا مباشرا في احتلال الأمريكان للعراق....ولمن يقرأ التاريخ جيدا يرى أن ما حصل ابان الحرب العالميين الأولى والثانية يفهم الذي اقول !! حيث أن البلدان التي طالتها تلك الحروب عانت كثيرا وحصل فيها ما هو اقسى مما يحصل لنا الان وصل الحال بهذه البلدان ان الكثير من مواطنيها اخذوا يتاجرون بأحد ابناءهم من أجل البقاء و لقمة العيش ودفع البعض منهم ايضا لأكل لحوم الكلاب لشدة الحاجة والعوز !! اضافة الى تفشي ظاهرتي الفساد والسرقة وغيرها.....اذن لسنا وحدنا من اتعبته الحروب فمخلفاتها كثيرة وغالبا ما تحدث خللا كبيرا في البلاد يدفع ثمنها أبناء الشعب ......
أعود لموضوع النقاش ..بدا أقووول ...كلنا مع الرأي القائل أن رجل الدين يجب أن يكون بعيدا تماما عن السياسة ....هذا أمر مفروغ منه وسبق أن تناولت هذا الموضوع وتكلمت عنه بإسهاب وأنا معكم تماما في ان هناك من لبس العمامة بدافع استمالة عواطف الناس عن طريق الدين والمذهب حبا بكسب المال !! أو لغايات أخرى كتسليط الضوء عليه مثلا ليستخدمها كورقة رابحة بالانتخابات.....نعم ذلك ماحصل ...لكن هذا لا يعني ان الساحة تخلو من الخيريين من المعممين الذين يؤمنون بوحدة الصف وشرف الكلمة وبقاء العراق موحدا قويا..متماسكا...فالسيد علي السيستاني رعاه الله أحد هؤلاء فلم يكن يوما طائفيا... ابدا...كان ومازال ينادي بوحدة الصف وهو اول من أطلق شعار(السنة انفسنا) يوم ان أستشعر بخطورة الطائفية على البلد ولازال خطابه معتدلا إلى يومنا هذا ولاننسى دوره في فتوى الجهاد الكفائي من أجل تحرير البلد وتطهيره من دنس داعش ..وهذا الدور يحسب له ويؤكد وطنيته وحبه للعراق ...وهناك ايضا العلامة خالد الذكر عميد المنبر الحسني أحمد الوائلي والذي له تاثيرا كبيرا في الشارع العراقي رغم رحيله !! لو تابعنا محاظراته جيدا لرأيناها قمة في الوعي والأعتدال الديني النظيف والدعوة للتعايش السلمي والحب والتسامح بين الأديان والابتعاد كليا عن التعصب والحقد والكراهية ...وبالمقابل هناك ومن بين إخوتنا السنة الكثير من المعممين الذين ترفع لهم القبعة ...كمحمود العيساوي أمام وخطيب الحضرة القادرية الشريفة..فمن يتابع خطبه يوم الجمعة يشعر كم يحمل هذا الرجل من النقاء والطيبة والإنسانية.. رجل وطني بمعنى الكلمة وغيور ..خطابه معتدل على الدوام ويدعو إلى الحب والسلام ...وهناك الكثير ممن يحمل تلك الصفات...إذن الساحة لا تخلو أبدا من أمثال هؤلاء.......
علينا أن نؤمن أن المعممين. موجودون بيننا شئنا ام ابينا شأنهم شأن الآخرين من المثقفين ..العلمانين وسائر طبقات الشعب الاخرى ..وهم جزء لايتجزأ من هذا البلد لهم نفس الحقوق وعليهم ذات الواجبات.. إذن لابد أن نكون دقيقين ولا نطلق الحكم جزافا...علينا ان نميز مابين من هو معتدل ونزيه وبين من هو عكس ذلك ...
من كل ما تقدم أنا أرى أن هناك مسحة من التشاؤم بدات تظهر على الجميع في الأونة الأخيرة سيما ما بعد الانتخابات الاخيرة !! لكن..ماذا بعد !؟ ماذا وراء هذا التشاؤم وتلك الخيبة !؟ لما هذا الأستسلام المخيب للآمال !؟ أي نعم هناك خيبة بل خيبات من الحكومة وصحيح ان سياسيونا خذلونا كثيرا ...لكن هل نبقى ابدا في هذه الدوامة ونعيش الحزن والالم ونبكي على الأطلال !؟ لما لا نتعامل مع الواقع بروية وأكثر اعتدال وعقلانية !؟..على الأقل من أجل أنفسنا ومن اجل راحة البال وما أحوجنا اليها الان...ففينا ما يكفي من المتاعب والهموم وليس من المعقول ان نبقى هكذا اعصابنا مشدودة على الدوام ..صحيح ان وضعنا الحالي مزري جدا وليس بخير .. لكن دعونا لاننظر للأمور بسوداوية ولا إلى الإناء بنصفه الفاااارغ ..لنتفائل قليلا ونعيد الأمل لنفوسنا المتعبة الحزينة من جدييد كي نحسن التفكير ثم التدبير ونعيد ترميم ما بقي من العراااق لننهض به من جدييييد .....








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حماس: تلقينا رد إسرائيل على موقفنا حول وقف إطلاق النار وسندر


.. كارثة غزة بالأرقام.. ورفع الأنقاض سيستغرق 14 عاما | #سوشال_س




.. قوات النيتو تنفذ مناورات عسكرية متعددة الجنسيات في سلوفاكيا


.. طلاب جامعة كاليفورنيا الأمريكية يقيمون مخيم اعتصام داخل حرم




.. رئيس سابق للموساد: حماس متمسكة بمطالبها ومواقفها ?نها تحررت