الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الكون الواسع والعقول الضيّقة 7

مؤيد الحسيني العابد
أكاديمي وكاتب وباحث

(Moayad Alabed)

2018 / 12 / 2
الطب , والعلوم


الكون الواسع والعقول الضيّقة 7


طالت غيبتك يا أسمر علينا! أين اللازمن إن وجد؟
تمهّل وكن معي فليس معي لا سوشي يابانيّ ولا صينيّ! إنّما كلمات إنْ إنتفع بها من ينتفع، وإعتبرَها من هلوسات هذه الأيّام التي تعصف بالشّعوب كما تعصف طائرات عربيّة بإطفال اليمن وتمزّقهم أشلاءً وللأسف! هناك من يبرّر! والفرق أنّني لستُ ظالماً! ليس عندي من ظلم لأحد ولله الحمد! وكما يقول عبقريّ الشعر العربيّ أبو فرات الجواهري الكبير:
ليسَ عندي ما يبتزّه الألمُ خَوْفي من الموحشاتِ الهمّ والهرمُ
لو عرِفنا الإدراك، اللازمن لتوسّع الكون، هل يمكننا أن نفهم الزّمن أو اللازمن؟ هل يمكنك أن تعرف سرعة التمدّد والتقلّص لهذا الكون ومنه تستطيع فهم الزّمن أو اللازمن؟!
إنّ القدرة التي يمتلكها الإنسان في شعوره بالأشياء تلعب الدور الأكبر في المساهمة الفعّالة بوضع مصطلح للزمن وفهمه. الشيء الذي يربطنا بالزّمن والوقت هو الآلة التي تشدّنا إليه وتسحبنا من التفاعل المباشر معه!والتي تكون سبباً للرّبط بيننا وبين الزّمن بالأسلوب غير المباشر، ألا وهي السّاعة، بل وكلّ آلة ترتبط بقياس الزّمن. لكنّ الذي يشدّنا إلى الأهمّ، هو هل بإمكاننا أن نستغني عن هذه الآلة كي نفهم الزّمن من خلال ما يتوفّر لدينا من موجودات لا علاقة لها بتلك الآلة الصمّاء! هل يمكن لك أن تخلعَ السّاعة لأيّام عديدة كي تقيس شعورك بمعنى الزّمن من خلال التغيّرات التي تحدث (ولو أنّ هذا العامل مازال يلعب الدور بتفسير الزّمن المعتمد عليه وغير المستقل إلّا أنّنا يمكن القول أنّه مرحلة من المراحل!)، هل تستطيع أن تتفاعل مع الأكل والوضع الخاصّ بجسدك دون الإعتماد على الزّمن إلّا من خلال شعورك بالجّوع؟! هل تستطيع أن تتفاعل مع الطبيعة بشروق وغروب الشمس كي ترى تقلّب وضعك وتأثيره لمعرفة: ما الزّمن؟! حيث من المعروف أنّ هذا الذي نقيسه معتمد على حركة الشمس والقمر والحركات التي تحدث للأجرام في السماء.
ليس من السهل التعامل مع الزّمن مستقلا بلا أدوات تدلّ عليه، (ولكنّه ليس مستحيلاً!) وهنا تكمن صعوبة التعامل مع وضع جديد ومع مفاهيم جديدة لا تعتمد على الزّمن المستقل ذاتيّاً إلّا مع معرّف أو مرافق يدلّ أحدهما على الآخر. هل يمكن للإنسان أو للكائنات التعامل مع الزّمن في مكان معزول عن العالم الخارجيّ؟ فمثلًا يكون تعامل روّاد الفضاء مع الزّمن ضمن محيطهم الذي يختلف عن الزّمن على الأرض كما هو معروف. حيث يدرّب هؤلاء على محيط إفتراضيّ على الأرض خالٍ من مؤثّرات الأرض، من ضوء، والشّعور بالمكان والتعامل مع الصّوت وغير ذلك، تلك التي تعتبر من ضمن المحيط المرتبط بالزّمن بتأثير وتأثّر. سيأتي الوقت المناسب لفهم هذا المجهول ذاتيّاً بل وسنعرف ضديده آنف الذكر! اللازمن.
تعتبر عمليّة التجرّد من المؤثّرات والتعوّد على المفهوم الذاتيّ مرحلة مهمّة للوصول الى ذات المقصود. فالظروف خارجة عن ذاته بل ومعرفته لأنّ الإنسان يتعامل مع الزّمن من خلال الآخر، لذا لم يصل الى نتيجة حتى في المجال الفيزيائيّ الذي يهمّنا، فقد عرفنا كم عانى العلماء من الكيفيّة المناسبة للتعامل مع ذات الزّمن والذي سيحلّ لنا الكثير من المعضلات على نطاق التعامل معه كما القوّة وتقسيماتها (أنواعها المتعدّدة وفق المحيط المؤثّر لا يعني عدم معرفة التعامل معها فقد لوحظ أنّ لأنواعها مؤثّرات من مؤثّر المجال الكهربائيّ والمجال المغناطيسيّ والمجال الميكانيكيّ والمجالات الأخرى) وغيرها.
قسم من أهل العلم يطلق على الزّمن عبارات بحيث يدخله الى عالم حاسّة سادسة (من المعروف منذ مدّة طويلة أن الشخص لديه خمس حواس هي البصر،السمع،اللمس،الشم والذوق. تمّ وصفها من قبل أرسطو، العالم الشهير في العصور القديمة الذي عاش في اليونان في القرن الرابع قبل الميلاد).

طيّب، وما علاقة هذا باللازمن الذي شددنا النّاس إليه؟!
لا، هناك إرتباط كبير لإدراك اللازمن حينما نصل الى تعريف الزّمن ذاتيّا كما قلناه أكثر من مرّة، وهذا ليس بَطَراً، فليس لي وقت لأطرح فلسفة لا تجدي ولا تغني (البينا مكفّينا!)، لكنّني أشرت الى أنّني أريد أن أطرح مشروعي في كيفيّة الوصول الى المعنى الذاتيّ للزمن ثمّ التعريج الى مفهوم اللازمن ومن خلال مدخلات غير تلك المتيسّرة عندنا، فهذا الذي أطرحه مزيج من تفسيرات علميّة منطقيّة (أي تمتلك الدليل بصفتها إن كانت علميّة أو غير ذلك حيث كما معروف لدى أهل الاختصاص أنّ المنطق والتفسير المنطقيّ لا يقتصر على الدليل العلميّ فحسب!)،وفلسفيّة وعرفانيّة علاوة على الجانب العلميّ الفيزيائيّ، كذلك في المجال الذي يتضمّن الكثير من التجليّات التي لا أرى فصلاً ما بين هذه المؤثّرات جميعها وتلك التجليّات التي ستوصلني الى ساحة رحبة من راحة الوضع غير القلق لمعنى الزّمن واللازمن، البتّة. ولو أنّ بعض علماء الفيزياء وغيرها من العلوم ينظرون الى الفلسفة بعين الرّيب والخوف بل والشبهة أحياناً! (يقول الفيزيائي ماكس تيكمارك من معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا: لأقول لك الحقيقة،أعتقد أن معظم زملائي مرعوبون من التحدث إلى الفلاسفة، مثلما يتمّ القبض عليهم وكأنّهم يخرجون من سينما إباحية!). بينما نلاحظ في الكثير من الإنصاف الخسارة الكبرى التي يخسرها أهل العلم إن لم يُدخِلوا المؤثّرات والفروع الأخرى الى عالم البحث عن الحقيقة. هناك بعض الفيزيائيين يجادلون مع الفلاسفة كي يصلوا الى برّ أمين وهو واحد من المبادئ التأسيسيّة للنظريّة النسبيّة التي بانت للكثير من أهل العلم بعدها الفلسفيّ العميق في جوانب مهمّة ومنها كما أتصوّر جانب ميتافيزيقي حسّاس لم يدخل فيه الفيزيائيون بل يحاولون الإبتعاد عنه (ربّما كي لا يصرّحوا بوحدة الإنتماء لهذا الوجود بوجوهه المختلفة والتي تصبّ في النتيجة في رافد واحد كما رأينا جزءاً منها وسنرى لاحقا المتبقي الذي لا أعتقد أنّه سينتهي كلياً!: لو فكّرنا قليلاً بشيء من ملاحظة حول قوانين الفيزياء في هذا الجانب ونأخذ البحث في مراقبَينِ لحدث ما وهو ذلك الزمكان والذي سيكون له شكلان مختلفان من وجهة نظر لكلّ مراقب:حول من يتحرك وما هي القوى التي تؤثّر عليه من وجهتين متباينتين. سنلاحظ صورتين قالت فيهما النظريّة النسبيّة أن الاختلاف بين الصورتين لا يمكن أن يكون ذا مغزى. وكلّ منهما تكون مكافئة للآخرى فيزيائياً.
ولا غرابة من وجود ميتافيزيقيّة الجانب المرتبط بالنسبيّة للسيد المحترم أنشتاين، حيث في أواخر الثمانينيّات من القرن العشرين، حدث جدال مهم لجون إيرمان وجون نورتون، اللذان يعملان في جامعة بيتسبيرغ، بأن النسبيّة العامّة لها آثار مدهشة لمسألة ميتافيزيقيّة قديمة، وسؤال معقول: هل يوجد مكان وزمان بشكل مستقلّ عن موادّ في هذا الكون كالنّجوم والمجرّات ومحتوياتها الأخرى أم أنّ الزمان مجرد أداة إصطناعيّة لوصف كيفيّة إرتباط الأشياء الماديّة؟
لقد لعب الفلاسفة دوراً حاسماً ومهمّاً في العديد من الثورات العلميّة السّابقة، بما في ذلك التطوير الذي رافق الميكانيك الكميّ والنظريّة النسبيّة في أوائل القرن العشرين (وقد أشرت الى الكثير من هذه الأمور في مقالاتي السابقة!). وحاليّاً لدينا تحوّل مهمّ الى مستوى الثورة العلميّة الكبيرة حينما يسعى بكلّ جهد الفيزيائيّون لدمج النظريتين المتعلّقة بالجاذبيّة والأخرى المتعلّقة بالكوانتيّة أو الكميّة لوضع نظريّة يطلق عليها بالنظريّة الجاذبيّة الكوانتية النظريّة والتي يجب أن توفّق بين مفهومين مختلفين إلى حدّ كبير للمكان والزمان. يؤكّد كارلو روفيلي من جامعة أيكس- مرسيليا في فرنسا، وهو رائد في هذا الجّهد، حيث يقول (إنّ إسهامات الفلاسفة في الفهم الجّديد للمكان والزمان في الجاذبيّة الكميّة ستكون مهمّة للغاية).
هناك مثال عن الوصول الى إجمال في العمل ما بين الفيزيائيّ والفيلسوف، فيما يتعلّق مثلًا بمشكلة الزّمن المجمّد أو تجميد الزّمن! (وهذا موضوع شيّق جداً حيث عملت إحدى الدّراسات على تطبيق مهمّ على النظريّة الكهرومغناطيسيّة، وحالة النسبيّة لتنتج علاقة مهمّة ولطيفة هي علاقة أو معادلة ويلر- ديويت والتي لا تحتوي على الزّمن. وهذه المعادلة تتنبّأ بوجوب تجميد الكون في الزّمن المناسب، وسنعرّج عليها في حينه على تجميد الكون وكيفية التعامل مع تجميد الزّمن كذلك!) ولنا فيه جولة في وقت آخر. ينشأ ذلك عندما تحاول النظريّات تحويل نظريّة آينشتاين النسبيّة العامّة إلى نظريّة كمومية باستخدام إجراء يسمى التكميم أو الكموم المعياريّ أو الأساسيّ، وهذا الإجراء مهمّ في الفيزياء حيث تكمّم النظريّة الكلاسيكيّة وفي نفس الوقت يحافظ على التركيب الشكليّ مثل تماثلات النظريّة الكلاسيكيّة. وقد قام فيرنر هايزنبرك برسم طريق مهمّ للحصول على ميكانيك الكمّ وكذلك قيام بول ديراك بوضع منهج يطلق عليه بنهج هاميلتون للميكانيك وهي طريقة لقياس كلاسيكيّ للتكميم، والتعريج على أقواس بواسون المعياريّة والتي يتمّ الحفاظ عليها جزئياً في الكموم المعياريّ آنف الذكر.
لقد طرقتُ أبوابَ الكثير من أهل الاختصاصات المذكورة ولم أرَ منهم هذه الشموليّة في المؤثّرات والتي أراها منقصة تعود الى هذا الفصل الحسّاس والخطير الذي لم يتح لنا تفسير معنى مستقلاً للزمن واللازمن. وأقول سائراً في طريقي بلا أضوية حمراء توقفني عند تلك الإشارة:
الشيء الرئيس والذي نستطيع من خلاله السير لتفسير جيّد لما ورد هو أن ندرك السبب في توسّع الكون (الذي له علاقة كبيرة كسبب لفهم الزّمن كما قلنا سابقاً) الذي يمتدّ من جميع جهاته اذا ما أدركنا معنى الجّهات (كلاسيكيّاً والتي لا تعني شيئا يذكر فيما نفصده حول وجود الزّمن)، كيف يتوسّع الكون أو سيتوسّع اذا ما فهمنا معنى الزّمن المستقل؟ التوسّع مرتبط بإدراكنا معنى الزّمن المؤثّر في القياس لمعنى التوسّع، وإذا كان الأمر كذلك فعلا فماذا أسمّي وضع الثقب الأسود الذي يكون ضمن عالم الكون المتوسّع وهو يدخل ضمن محور اللازمن في عالمه الداخليّ كما أشرت سابقاً؟!
كيف؟
لقد وضع أحدهم تصوراً الى أنّ الثقوب السود بمعناها المعروف ربّما لا تكون كذلك، فنحن نعرف أنّها موجودة فرضاً أشار إليها العلماء بتفسيرات علميّة إفتراضيّة لأنّهم لم يكونوا هناك ولم يدركوا ما يحصل إلّا رياضيّاً ونظرياً كما هو معروف. لكن بنفس الإفتراض أشرت الى أنّ الكثير مما وضعه العلماء حول الثقب الأسود وأشير إليه في العديد من الكتب المقدّسة والتي ينكرها البعض من العلماء لسبب واضح! وقد لاحظت يا عزيزي من خلال سؤالي عن: هل توجد الجحيم في الثقب الأسود؟ ولست ممن يمزح في هذا!
الثقب الأسود نجم أو كوكب يحمل مواصفات ذاتيّة قد فقد الكثير منها وإكتسب الكثير من مميّزات عجيبة يذكرها العلماء. ولو لاحظت الصور التي صوّرتها التلسكوبات عن طريق ناسا مثلًا ترى العجب خاصّة فيما يتعلّق بالغبار ودهاليزه التي تحيط بالمجرّة التي ستتحوّل بعدها الى ذلك الثقب الأسود والذي سيتحوّل فيه الزّمن الى اللازمن في حدّ من حدوده ولا أقول داخله لأنّني وضّحت لك معنى الإتّجاهات وفق النظريّة الكميّة بالشّرح العام ولا أدخلك في التفاصيل كي لا تملّ منّي (ومن تفلسفيّ!). دهاليز الغبار المذكور الذي يلملم بصورة أو صور متعدّدة كي يقوم بإفتراس النّجوم والكواكب فيكون حينها ما نطلق عليه بالثقب الأسود (وهو لا أسود ولا هم يحزنون، سوّد الله وجوه أهل السّياسة الفاشلة الذي حرموا النّاس من أبسط الحقوق في عالمنا العربي!). لقد إحتوت من هذا الغبار مجرّتنا درب التبّانة والذي تحوّل الى ثقوب سود ملايين منها وهي بقايا كثيفة للغاية لتلك النّجوم والكواكب الميّتة. وقد أشار علماءنا الأجلّاء الى أنّ هناك أدلّة على وجود سلالة من هذه الثقوب الذي وصلت به الى حجم غير مفهوم والى قوى مدمّرة حتى ربّما ستكتسح كوكبنا في يوم من الأيّام، أي أنّنا سنكون في اللازمن شئنا أم أبينا (خلينا نلحق أنفسنا ونتفاعل مع هذا اللازمن بسرعة قبل ما يفوت الأوان!! عرفت لماذا أركض وراء تفسير اللازمن؟!). هناك ما يخبّأ لنا من كون شكله يختلف عن الكون الذي يصوّره العلماء والذي يخضعونه الى النظريّة (او النظريّات!) الكميّة، لقد تم ضبط آلات عالية التقنيّة أرسلت الى الفضاء للإستشعار بأشكال الضوء أو الإشعاعات عالية الطاقة مثل الأشعة الذريّة المسمّاة أشعّة رونتغن والأشعّة الكهرومغناطيسيّة المسمّاة أشعّة غاما وهذه الإشعاعات تكون غير مرئيّة لأعيننا ولا تخترق غلافنا الجويّ على الأرض، وكانت الآلات المستخدمة دقيقة وبتقنيات تسمح لها بالإلغاء لأيّ أثر من الآثار غيرالواضحة التي ربّما تظهر هنا أو هناك. وتتمّ المراقبة الى شيء مهم هو أقاصي الكون أو ما يطلق عليه حدوده (إن وجدت!)، فالإشعاعات هي أثر مهمّ من نتاجات التفاعلات التي تحدث في الأجرام وغيرها والتي تكون أدلّة من الكثير من الأدلّة على الدراسات المستمرّة لتوسّع هذا الكون وفيها إشارة الى أنّ من المحتمل أن يكون التعامل القادم مع سرع لأجرام تكون أكبر من سرعة الضوء والتي ستساعدنا من ضمن ما تساعدنا على فهم الكثير عن الزّمن (وأقول عن اللازمن!). في المجرّات البعيدة، يجد علماء الفلك الآن دليلاً على أنّ المكان والزمان يجري تحطيمهما بثورات بركانيّة لدرجة تحيّر العقل. حيث تستمرّ الإنفجارات الكونيّة وتنتشر الكثير من العناصر في جميع أرجاء الكون مع إشعاعات هائلة وطاقات متعدّدة والتي لا نكون من خلالها بعيدين عن هذه التحوّلات وهذه التأثيرات. (أقول ربّما ستتكوّن لنا أرض جديدة بمواصفات لا علاقة لها بالزّمن ولا تأثير كبير عليها من هذا المؤثّر الذي يشعرنا دائما بأنّنا أضعف الكائنات على هذه الأرض، عندما نشعر بأنّ الإنقضاء لنا آت لا محالة!)، إنّ هذه التغييرات التي تحصل للكون هي تؤسس لتأريخ جديد لهذا الكون (أو لغيره!). لقد قام أشهر التلسكوبات المراقبة للكون وهو هابل بمراقبة مهمّة لمناطق صغيرة وضيّقة ما بين المجرّات والتي تعتبر من المناطق المهمّة التي يكون فيها الكون كما لو كان مراهقا ينضج فيه شيء وينتهي فيه شيء آخر. ومن العديد من هذه الصور الملتقطة لوحظت كيفيّة تطوّر الكون وحركته وتوسّعه. وقد شكّلت الصور الملتقطة الإندهاش لدى العلماء حيث ظهرت بشكل واضح العديد من المجرّات اللولبيّة والبيضاويّة والتي يكون قسم منها قريبا منّا. وهنا نشير الى أهميّة مراقبة تطوّر الكون من خلال هذه الأجرام والتي تبيّن لنا اللبنات الأساسيّة التي بها ومنها يتطوّر الكون. هناك العديد من المجرّات التي تدور حول بعضها البعض. وقسم منها يتحطّم بعض على بعض والآخر يمزّق بعضه بعضاً! (بالضبط مثلما يفعل السياسيّون العرب حينما يختلفون مع بعضهم البعض!). والغريب الذي يثير فضولي أنّ المراقبين لهذه التطوّرات المهمّة لم يتطرّقوا الى أيّ شيء يتعلّق بإحتماليّة وقوف أو تعطّل أو تمزّق الزّمن أو تحوّله الى حالة اللازمن! حيث المرحلة المهمّة بل الأهمّ كي نفهم ما الذي يحدث وما الذي ينبغي أن يحدث كي نتفاعل مع الوضع الجديد الذي يكون فيه الذئب مسالما للخراف ويعيشون بوئام على حدّ سواء (!).
تلعب الجاذبيّة الكثير من الأدوار في تجميع وتقليص المجرّات وتبادل أماكنها والتناغم مع الزّمن (واللازمن أحياناً!) كي تشكّل ما يعرف بالصورة الهرميّة للكون والتي تبيّن التطوّر الكبير الذي حدث للكون من بداياته الى الآن. أين سيكون فعل الزّمن في هذا التصوّر أو هذا التشكيل؟!
لنا عودة...
د.مؤيد الحسيني العابد
Moayad Al-Abed








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ازدحام شديد للحصول على مياه الشرب في مخيم للنازحين غرب دير ا


.. مش مصدقين التكنولوجيا هتودينا فين..خالد أبو بكر عن مشروعات ش




.. في تشيلي.. صحراء أتاكاما مكب نفايات للملابس العالمية!! • فرا


.. عودة خدمات الإنترنت الثابت إلى مناطق وسط وجنوب قطاع غزة




.. مراسل العربية: احتجاجات بمدرسة العلوم السياسية في باريس تندي