الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لضمان الاجتماعي ملهاة لقضايا كبيرة ستنهي القضية الفلسطينية

محمود الشيخ

2018 / 12 / 3
القضية الفلسطينية



بلا أدنى شك أن السلطة الفلسطينية منذ نشأت والأخطاء فيها تتكرر وليس هذا فحسب بل أنها عزت كل تقصير حدث ناتج عن تقصير في الفهم والوعي السياسي للناس، وليس هذا صحيحاً ، بل أنه ناتج عن قصور في إدراك طبيعة المهمة الواقعة على المسؤول الفلسطيني،خاصة وأنها وقعت في جملة من الأخطاء كان على رأسها الاتفاق الأوسلوي الذى عقد بعيداً عن الشعب الفلسطيني،ليس لأنها تتمتع بأمراض لا طائل منها ،وضعف وعدم مصداقية البعض الذين اندثرت ملامحهم شخصيتهم الوطني،ومن الجدير بالذكر ان الشخصية الوطنية هدمت،بفعل ممارسات قام بها اصحاب اوسلو.
إنّ الواقع السياسي الحالي الذى تمر به القضية الفلسطينية ، يؤكد لنا أنّ قصورنا في تأدية مهامنا على أكمل وجه،وعدم قدرتنا على تجنيد العالم العربي شعوباً ودولاً ، وارتضائها بالقليل من التأييد خاصة من دول الخليج فاجأنا بزيارات لمسؤولين اسرائيليين لتلك الدول،وبالتأكيد هذا دليل قصور قيادتنا في إدراكها لمهامها ودورها وقبلت على نفسها أن تخدع من قبل هؤلاء أو أنها كانت تعرف ما يدور في دور الخليج ولا تريد التصادم معها ، او تقصيرها،وتريدها دولاً داعمة للنهج السياسي الفلسطيني وفي حقيقتها معادية له،وتعلم القيادة ذلك،ومع ذلك لا زالت تُنظّم أفضل العلاقات معها،حتى أن مسؤولاً فاجأنا بتصريح "أن السعودية دولة عدل وحرية" "دولة الإجرام دولة قانون وعدل" وليست دولة شياطين .
وفي نفس الوقت تصرفاتها مع شعبنا مليء بأخطاء وقفت ضد المقاومة الشعبية اعتقلت وسجنت،ثم أن سوقنا ضم (400) ألف عاطل عن العمل ، و( 360) ألف عائلة تتلقى المعونات من دوائر الشؤون الاجتماعية ، ففي غزة أكثر من 80% من أهلها يتلقون مساعدات ، وتشتدّ الأزمات الاجتماعية في البلاد حتى باتت الأمور لا تطاق ، واتسعت دائرة الأفراد الذين حاولوا الهروب من الحياة ، عن طريق إما الانتحار أو حرق أجسادهم ، وارتفعت نسبة الطلاق إلى أعلى مستوياتها بفعل الأزمات الاجتماعية حيث أن الأب لم يتمكن من تأمين احتياجات بيته ولذلك نشأت مشاكل بين الأزواج خاصة الشابة منها مما تسبب في طلاق المئات بل الآلاف منهم .
واتسعت دائرة مصادرة الأراضي وإقامة المستوطنات والمستوطنين ، والاعتقالات والقتل بين أوساط الشباب بدعوى محاولتهم القيام بعمليات ، كل ذلك والسلطة صامته صمت أهل القبور، غير عمليات القتل بفعل مشاجرات في البلاد سواء في غزة أو الضفة الغربية ، إن الفقر والعوز والفاقة المنتشر في البلاد انتشار النار في الهشيم ، حتى تشكلت في البلاد طبقتان الطبقة العاملة وفقراء الفلاحين والموظفين وأصحاب الدخل المحدود ، والأغنياء ، وهناك فئة الفاسدين الذين انتفخت جيوبهم انتفاخاً مزّق جيوبهم من كثرة الأموال الآتية بطرق غير مشروعة ، وهؤلاء ليس لهم أي مصلحة في التصادم مع الاحتلال ولذلك وقفوا ضد أي مشروع يستهدف تشديد النضال ضد الاحتلال ، شاهدنا ذلك في منع وصول الشباب إلى نقاط الجيش بحجة حماية الشباب من القتل ، حتى تقبل حججهم ، يعني أنهم يحاولون تغطية وقوفهم ضد المقاومة في حماية الشباب ، ادعاء غير صحيح والصحيح هو وقوفهم ضد أي شكل من أشكال المقاومة .
وشعبنا سجل على السلطة والأحزاب عيوباً هائلة أبعدته عنها وانتهت الثقة فيها وفي الأحزاب ، التى لم تقول للمخطىء أنت مخطىء ، ولأنها وقفت عاجزة عن حماية المقاومة الشعبية أو عدم تجنيدهم الشباب للمقاومة الشعبية ، سجلت عليهم موقفاً يؤكد أنها أصبحت أحزاب السلطة أو أحزاب قبض الثمن ، على أية حال سقنا هذه المقدمة حتى نصل إلى لماذا الحراك ضد التضامن ومن هم ومن يوجههم وأي اتحاد نشأ أو قوى تحالفت ليس ضد الضمان بل الضمان حجتها ، إنما الضمان شماعة استعملتها لتقويض السلطة ومنعها من ممارسة مهامها ومن تفحص الشعارات التى طرحها المتظاهرون يصل إلى نتيجة مفادها أن القوى المتحالفة لإسقاط الضمان لهم موقف بسبب أو بدون سبب من السلطة وشعاراتها فمنهم من يدعو إلى اقامة الخلافة بالطرق السلمية ، وانتظر يا قديش تايجيك الحشيش ، ولم تساهم هذه القوى يوماً في الخروج بتظاهرات بهذا الحجم يوماً في الخليل لحماية الحرم الإبراهيمي الشريف بل امتنعوا طيلة حياتهم عن أي مشاركة ، فمن منا سمع عن حزب التحرير أن له دور في النضال ضد الاحتلال ، لم يظهروا في الشارع يوماً أبداً فلماذا اليوم برزوا وبشكل كبير لأن التظاهرات ليست ضد الاحتلال ، بل ضد السلطة ومن أجل إحراج السلطة الفلسطينية ، هذا لا يعني أنني مع الضمان بل أسجل عليه مجموعة ملاحظات ، أولها أنه أتى في ظل فترة زمنية حتى السلطة في مكانتها مهزوزه كما جاء بالفلاحي المشبرح ( امكلكزه) ابتتروجح واقفة على أرضية رخوة ، ليس لها سيادة والقانون غير محمي من السلطة ، وأن غرض السلطة من التضامن هو قبض (6) مليارات دولار موجودات في صندوق الهستدروت الإسرائيلية ،وايضا أن النسب المطروحه فيه لم توافق عليها المؤسسات الاقتصادية ، واعتبرته في غير صالحها ولا يخدمها لذلك جندت كل طاقاتها لمنع تطبيقه فتحالفت مع حزب التحرير وغيره ،وربما الإحتلال ايضا مع هذه الفوضى،خاصه وانه يسجل هو الأخر ملاحظاته على السلطه السلبية منها كي يحرض عليها ويضعفها،لا اقول انهم تحالفوا معه بل ربما دخل بطرقه الخاصه لزيادة اشغال الشارع الفلسطيني في قضاياه الداخليه، لاحظوا أن المواصلات من جنين وطولكرم ونابلس والخليل وبيت لحم ومن مختلف المناطق يحتاج إلى مصروفات عالية ،والى ميزانيه ، واحتلال دوار المنارة لمدة ثلاث أيام يحتاج إلى مصروف عالي أيضاً ومن يداوم في المنارة لمدة ثلاث أيام بلياليها يحتاج إلى مصروف والاتصال بالهستدروت عمال لن يتمكنوا من الاتصال بل يحتاج إلى جهات ورجال أعمال أصلاً لهم صلات بإسرائيليين، إنما عمال من الصعب جداً أن يتحدوا السلطة ويؤمنوا اتصالاً مع الهستدروت لمطالبتها الإمتناع عن تسليم ما بحوزتها من أموال للسلطة ، والإعلان أيضاً عن حل الاتحاد العام للعمال اعتباراً من يوم الأحد .
شخصياً راقبت كلماتهم والشعارات التى طرحت في ليالي دوار المنارة كانت جميعها تعبير عن تحدي السلطة الفلسطينية ولم ألاحظ مشاركة القوى المشاركة في ( م.ت.ف) ومن شارك فقط الذين أصلاً لم يشاركوا يوماً من الأيام في النضال ضد الإحتلال لم يشاهَد أيٌّ فيهم في تظاهره ضد الإحتلال ، ومهمتهم هو انتقاد السلطة سواء سلكت سلوكاً صحيحاً أو خطأ ، يعني يسيرون حسب المثل ( خالف تعرف) فماذا يعني مجيء " ختيار " مسن بالأمس ليلاً الساعة تقريباً الثامنة ليلقي كلمة باسم عشائر الخليل ،ويتطرق الى حزب التحرير ،مطالباً المتظاهرين بمنع الفشل ، ويدعوهم للنجاح ، فهذه فرصة هؤلاء المتحالفين اي " فرصة ولاحت " كما يقول المثل السلطة كومة من الأخطاء والمصائب على رأسها اتفاق أوسلو ثم التنسيق الأمني الذى يخدم الإحتلال ولا يخدم شعبنا ، الاستيطان المستمر ومصادرة الأراضي ، والفساد المالي والإداري وحتى الأخلاقي ، كل ذلك جَمَعَه هؤلاء واستغلوا الفرصة مستعملين شماعة الضمان الإجتماعي للاقتصاص من السلطة ، فمن يرفع شعار (بدك تحرر القدس قوم احنا جنودك) ولم يشارك يوماً في تظاهره ضد الإحتلال .
مرة أخرى أنا لست مع الضمان الإجتماعي ، بل ما أردته هو تبيان حسب ما شاهدت من الجهات التى توجه الحراك ضد الضمان ، هي فئات إما معادية للسلطة ، ليس من باب أنها جهات رفعت شعارات سياسية أكثر من أوسلو لتحرير فلسطين بل شعارهم الخلافة ، وكما قلنا ، ( انتظر يا قديش تايجيك الحشيش ) أو جهات متضررة من الضمان ، وأيضاً جهات لا تريد للمصالحة أن تتم ، ومن منا يستبعد أن يكون لإسرائيل دور فيها ، لإشغال الشعب الفلسطيني في قضايا داخلية تلهيه عن القضايا الأهم المتعلقة بالقضية الفلسطينية ، وتشغله عما يجري في المنطقة من أحداث مهمتها تنفيذ صفقة القرن ، دون علم أصحابها المنشغلون في قضايا داخلية .
من هنا إن لُمنا نلوم السلطة والأحزاب السياسية الواقفة متفرجة عما يحدث في الشارع الفلسطيني وهي تعلم ما ينتظر شعبنا من صعوبات جمّة ، في مواجهة السياسة الإسرائيلية القاضية بتصفية القضية الفلسطينية ، فمن قام في إحدى المظاهرت بالتعدي على عضو اللجنة التنفيذية مطالبينه بالرحيل هذا تعبير عن حقد أسود موجه من جهات تنتظر هذا اليوم لتمارس حقدها على قوى سياسية وزعماء شعب ، لم يكن لمن طالب برحيله ولا لقواه السياسية أي دور كان مناهض للاحتلال ، اعتقد على السلطة أن تنهي الصراع القائم هذا بأقصى سرعة ممكنة خاصة وأن المستفيد الأول منه هو الإحتلال ، ابحثوا عن طريقة أخرى وأنتم حكومة الرأسمال تقنع العمال غير الموجهين من قبل هؤلاء ، ويلاقي قبولاً من قبل جميع الفئات المستفيدة من الضمان الإجتماعي لإنهاء أشكال التظاهر الذى يستهدف السلطة ولا يستهدف الإحتلال حبّذا لو أن هؤلاء تستهدف نشاطاتهم الإحتلال ، فلم نشاهد يوماً أشكال احتجاجية يصل العدد فيها إلى (4000) ولم نرى يوماً شكلاً احتجاجياً يصل الليل بالنهار بشكل متواصل إلا على السلطة ولم نشاهد ذلك ضد الإحتلال ، ولم نشاهد هؤلاء يوماً في أي تظاهره مثلاً في الخان الأحمر، أو أي شكل احتجاجي ضد الإحتلال ، فكيف برز هؤلاء اليوم في تظاهرات حاشدة ، أهُوَ انتقاداً مزمناً لديهم اليوم انفجرت حناجرهم ، حبذا لو ظهر هؤلاء في أشكال ضد الإحتلال ، وعندما تسألهم عن دورهم يقولون لك عندما نصل للخلافة سترى ، وغيرهم من أصحاب رؤوس الأموال وأصحاب المصانع والمؤسسات الإقتصادية الذين يرون أن الضمان ليس لصالحهم ، مع مجموعات من العمال موجهين من قبل هؤلاء للوقوف ضد الضمان وهم بالأصل ضد السلطة مستغلين مجموعة الأخطاء التى وقعت في السلطة ، ليصبح بمقدورهم وبكل بساطة التحريض ضد السلطة وتجنيد فئات اجتماعية ترى في السلطة حجر عثرة في طريق نضال الشعب الفلسطيني ، فبكل سهولة يمكنها التحريض على السلطة وليس على السلطة وحدها بل وعلى الأحزاب المشاركة في (م.ت.ف) ومشاركة في السلطة .هذا هو دافعهم الحقيقي،فلماذا لا تقوم السلطه بمراجعة حساباتها والاحزاب دورها ومكانتها وتعيد ثقة الشارع الفلسطيني فيها،وتحدد الايجابي في الضمان ورفض السلبي،في حين علينا ان نعرف ان الضمان في دولة مستقلة ذات سياده،وليس سلطة تحت الإحتلال،نفذوا قانون العمل قبل تنفيذ قانون الضمان الإجتماعي.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مظاهرات الطلاب الأمريكيين ضد الحرب في غزة تلهم الطلاب في فرن


.. -البطل الخارق- غريندايزر في باريس! • فرانس 24 / FRANCE 24




.. بلينكن في الصين.. مهمة صعبة وشائكة • فرانس 24 / FRANCE 24


.. بلينكن يصل إسرائيل الثلاثاء المقبل في زيارة هي السابعة له من




.. مسؤولون مصريون: وفد مصري رفيع المستوى توجه لإسرائيل مع رؤية