الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الفجوة بين الأديان والعلم تزداد إتساعا

سمير زين العابدين
(Sameer Zain-elabideen)

2018 / 12 / 7
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


في البداية بحث القدماء في علاقة البشر بالكون, وماذا وراء الطبيعة, وبشكل عام في مشاكل الانسانية, وكيفية تنظيم العلاقة بين البشر في عالم يتنازعه الشر قبل الخير, فالأمور ملتبسة ولا يقين بشيء محدد, ثم بدأ الاجتهاد الشخصي الذي تحول الي عقيدة خاصة ما لبست أن صارت عقيدة عامة لكل جماعة من الناس يعيشون في تواصل داخل منطقة محددة.

هذه العقيدة أو كل العقائد شكلت ما يسمي بالدين فعرفنا الأديان القديمة, وهي في الحقيقة قد نشأت بعد أن هجر الانسان في الشرق الحياة البدائية التي كانت تعتمد علي الصيد وتحول الي الزراعة, وهنا يبرز الدور المصري بصفته من أوائل المجتمعات التي اكتشفت الزراعة منذ حوالي 10 آلاف سنة وطورتها.

حينها تشكلت المجتمعات كثيفة السكان وتطورت في تنظيمات كالقري والمدن وتزايدت لتتشكل في أقاليم مترابطة اكتنفها كثير من التعقيد والتنوع وظهرت التركيبات الادارية ومن ثم السياسية, وازدادت الحاجة الي تكوينات عقائدية دينية جديدة تكون أكثر شمولا من بعض الأساطير التي كانت منتشرة في العهود السابقة.

لقد كتب كثيرا في نشأة الأديان وهناك كتابات بدأتها من العصر الحجري, الا أن اكتشاف الكتابة عند المصريون والسومريون قبل خمسة آلاف عام كشف لنا النصوص الأولي لبداية التاريخ الديني.

جدير بالذكر أن فكرة الدين كانت سابقة لفكرة الإله, التي طورها الدين علي مراحل متعددة لزمن طويل كانت ذروتها هي فكرة الإله الواحد التي طورها المصريون, ولاقت مقاومات من الكهنة لفترة الي أن سادت, وتلاها مباشرة ظهور الأديان السماوية, التي تجاوزت كل عوامل التاريخ والجيولوجيا وكل العلوم الطبيعية وقفزت بنا الي فكرة الإله الأكبر أو الرب أو الخالق كما تشير اليه هذه الديانات.

أن هذا الكون المترامي الذي يحوي تريليونات المجرات بما تحتويه من مليارات النجوم والكواكب والأقمار والكويكبات والنيازك, وتحتوي أيضا على الغبار الكوني والمادة المظلمة وبقايا النجوم, وتتخللها مجالات مغناطيسية مروعة وكل نظريات البداية والانفجار العظيم .... الي آخره لابد وأن وراءه ما هو أعظم, وهو الإله الذي صورته لنا الأديان بشكل ناقص, في ضوء ضيق الرؤية والعلم وقصور المعرفة, فبدا وكأنه خالق للأرض أو للمجموعة الشمسية أو ما يتعداها بقليل, في حين أن الكون أكبر من ذلك بكثير.

الاشكالية الكبري التي يقف أمامها المفكرين في كل ما سبق, هي أن التجلي الإلهي, ليتعرف الإنسان عليه, جاء من خلال وسطاء هم الأنبياء والرسل, وهم بشر مثلنا, حتي لو نظرنا اليهم بقداسة, أو جاؤونا بما نطلق عليه المعجزات !

واشكالية أخري, أنه منذ نشأة فكرة الأديان وحتي نهاية الرسالات, استغرق هذا حوالي ألفين الي ثلاثة آلاف عام, في فترة يمكن اعتبارها بداية انطلاق الوعي الإنساني, ثم توقفت, في حين استمر الوعي الإنساني في التطور, مع ازدياد المعارف وتطور العلوم, ما تسبب في حدوث هذه الفجوة التي نشهدها بين الأديان في عمومها وبين العلم دائم التطور, وستزداد هذه الفجوة إتساعا مع الزمن, وما الحاجة الي تطوير النهج الديني الّا محاولة لسد هذه الفجوة التي لا يمكن تصورها بعد ألف عام مثلا.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. طلاب يهود في جامعة كولومبيا ينفون تعرضهم لمضايقات من المحتجي


.. كاتدرائية واشنطن تكرم عمال الإغاثة السبعة القتلى من منظمة ال




.. محللون إسرائيليون: العصر الذهبي ليهود الولايات المتحدة الأمر


.. تعليق ساخر من باسم يوسف على تظاهرات الطلاب الغاضبة في الولاي




.. إسرائيل تقرر إدخال 70 ألف عامل فلسطيني عبر مرحلتين بعد عيد ا