الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الإسلام السياسي

سمير زين العابدين
(Sameer Zain-elabideen)

2018 / 12 / 8
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


ان أولي خطوات التنوير تقتضي أن نواجه أنفسنا أولا, وندع النفاق جانبا, ونعترف أن لا فرق بين الإسلام الذي وصلنا, والاسلام السياسي الذي ندّعي أنه غريب, يسيء أول ما يسيء الي الاسلام ذاته, هذه مقولة باطلة, فمنذ اللحظات الأولي في يثرب, وابتداءً ببدر وما تلاها من غزوات ثم حروب الردة والحملات المسلحة علي مناطق الجوار التي امتدت لتشمل مناطق أكثر بعدا لم يكن الهدف منها الا إنشاء ودعم دولة إسلامية كانت ارهاصاتها الأولي في يثرب.

ان قراءة التاريخ بحيادية ودون تعصب تضعنا أما حقيقة جليّة مفادها أن تلك الحملات لم تهدف الي نشر الاسلام بقدر ما كانت تهدف الي توسيع الامبراطورية الوليدة علي غرار ما سبقها من امبراطوريات, واذا كان الدين عقيدة مكانها العقل فما الحاجة الي كل هذا العنف والقتل والغنائم, ما الحاجة أصلا الي السلاح, الا اذا كان الهدف هو الاستعمار والحكم والسيطرة ونهب الخيرات؟

ما علاقة الدين بالجزية والاسترقاق واستعباد الناس والتعالي عليهم والحط من قدرهم؟.

عند مدّعي العلم لن تجد ردا سوي أن تلك هي أحكام الله وتلك هي شريعته, والحقيقة أنها أحكامهم هم وشريعتهم هم التي جردت الدين من جوهره, وحرمت الإنسانية في هذه المنطقة من العيش في أمان وبسلام مع النفس ومع الخالق الذي يجب أن يكون هو الأكبر الأعظم الذي يستحيل أن تكون تلك هي غاية رسالاته.

الأمر اذن يضعنا أمام نظام حكم نشأ منذ زمن بعيد, لم يختلف عن باقي الامبراطوريات السائدة في حينها, ولكنه لم يصبه ما أصاب بقية أنظمة الحكم من تطور ضخم, استغرق قرونا طويلة, مدعما بالعلم والتقدم والرقي, وما زال هناك من يقاوم الحداثة, وينادي بتطبيقه كما كان في صورته الأولية البدائية, وهي أمور لا تقاوم, لإرتباطها الجذري بالطبيعة الإنسانيه القائمة علي التغيير, فيسيء لأصل الدين لنري الناس يخرجون منه أفواجا.

لقد تجاوز التاريخ الحكم الديني منذ قرون عدة وتطورت أساليب الحكم وأنظمته وصار لها أسس ومباديء وعلوم وآثار ايجابية ملموسة علي حياة الناس وظهرت الحاجة الشديدة الي فصل الدين عن السياسة التي هي في صالح الدين قبل أن تكون في صالح السياسة.

في صالح الدين حيث يطهره من كل ما يسيء الي الانسانية وقيمها الرفيعة لتتجسد من خلاله علاقة روحانية نقية خاصة بين الانسان وربه, بعيدا عن مساوئ الحكم وسوءات السياسة.

وفي صالح السياسة حيث لا طوائف ولا طبقات ولا عبودية, بل مساواة ومواطنة وحرية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الاسلام حزب سياسي كبير
ابو اخلاص الزيادي ( 2018 / 12 / 8 - 01:52 )
هذا ما يعزز القول ان الاسلام هو حزب سياسي كبير ليس الا تمت صياغته بغلاف قدسي وتجهيزه بكتاب قيل عنه انه كتاب سماوي وكلام الله وصنع وسيط لنقله تارة بالايحاء وتارة بالتلقين وتاه المفسرين بترقيع التفسيرات وتهيئة التبريرات لارغام العقول لقبولها والاقتناع بها مرة بالترغيب والأكثر بالترهيب . التفكر بتجرد وحياد وموضوعية تظهر بجلاء لا لبس أو غموض فيه أنه حزب سياسي كبير ويمكن لأي شخص متعلما كان أو غير متعلم أن يلحظ ذلك بشرط أن يضع القداسة والعواطف والعصبية جانبا ...


2 - الاسلام تحت الاضواء
على سالم ( 2018 / 12 / 8 - 03:30 )
من المؤكد ان الاسلام تحت اضواء كثيفه وساطعه ودراسه وبحث عميق , الصوره النمطيه للااسلام الطاهر القدوس والعدل والرحمه بدأت تهتز كثيرا , حقيقه الاسلام الدموى اصبحت تؤرق الشيوخ وتحيل حياتهم الى صداع مستمر ازاء الاسئله المستمره عن مصداقيه هذا الدين البدوى الصحراوى , القدسيه التى كان يتميز بها الاسلام طوال اربعه عشر قرن من الزمان اهتزت اصبحت فى شك كبير بسبب ثوره المعلومات وعدم الخوف من القاء الاسئله , السؤال الملح دائما هو لماذا كانت هذه الغزوات الاجراميه للسلب والسرقه وامتلاك ارض الغير بالقوه واغتصاب النساء والبلطجه والسطو المسلح واجبار الناس على الدخول فى ديانه غامضه عنيفه والا كان قطع الرقاب او دفع الجزيه ؟؟ كيف تجبر شعب لايعرف لغه العرب ان يؤمن بدين لايفهمه ؟ من المؤكد ان الاسلام الرهيب سوف يتعرض مستقبلا الى اسئله محوريه ومؤرقه حول مشروعيته وان كان حقا الهى او بشرى , المستقبل والانتيرنيت اكيد سوف يعرى الاسلام تماما من ورقه التوت المهترأه التى كان يختبأ ورائها منذ الف وربعمائه عام

اخر الافلام

.. الجماعة الإسلامية في لبنان: استشهاد اثنين من قادة الجناح الع


.. شاهد: الأقلية المسلمة تنتقد ازدواج معايير الشرطة الأسترالية




.. منظمات إسلامية ترفض -ازدواجية الشرطة الأسترالية-


.. صابرين الروح.. وفاة الرضيعة التي خطفت أنظار العالم بإخراجها




.. كاهنات في الكنيسة الكاثوليكية؟ • فرانس 24 / FRANCE 24