الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


من الملفات المسمومة للعائلة الملكية المصرية

طارق المهدوي

2018 / 12 / 9
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات


من الملفات المسمومة للعائلة الملكية المصرية
طارق المهدوي
1- في بداية القرن التاسع عشر أرسلت الدولة العثمانية إلى مصر أحد ضباطها هو محمد علي القللي في مهمة رسمية وأرسلت الدولة الفرنسية إلى مصر أحد ضباطها هو جوزيف أنتيلمي سيف في مهمة رسمية، ليصبح الأول والياً على مصر ويتولى حكمها هو ومن بعده أولاده وأحفاده ويصبح الثاني قائد جيشها بعد تغيير اسمه إلى سليمان وتغيير ديانته إلى الإسلام ويشترك هو ومن بعده أولاده وأحفاده في توجيه دفة الحكم حتى منتصف القرن العشرين.
2- أنجب محمد علي الوالي إبراهيم الذي أنجب الخديوي إسماعيل الذي أنجب سنة 1868 الملك ٍفؤاد، أما سليمان سيف فقد أنجب نازلي التي أنجبت توفيقة التي أنجبت سنة 1894 نازلي، التي أمضت فترة من صباها في العاصمة الفرنسية باريس حتى سنة 1919 عندما رأتها الليدي جراهام زوجة المستشار البريطاني للحكومة المصرية حيث كان عبد الرحيم صبري أبو نازلي أحد منتسبي الحكومة باعتباره محافظ المنوفية فقامت الليدي جراهام بترشيح نازلي كي يتزوجها الملك فؤاد بعد طلاقه من زوجته الأولى الملكة السابقة شويكار لتصبح هي الملكة نازلي.
3- رغم أنها أنجبت له ولي العهد فاروق والأميرات فوزية وفتحية وفايقة وفايزة فقد رأى الملك فؤاد أن زوجته الملكة نازلي لاهية عابثة مما اضطره إلى تحديد إقامتها في قصر القبة سنة 1920 لتستمر حبيسة جدران القصر حتى وفاة فؤاد وتولي ابنهما فاروق العرش سنة 1936 لتحصل على حريتها مع لقب الملكة الأم.
4- كان محمد حسنين الشيخ الأزهري المقرب من قصر الحكم وسفارة دولة الاحتلال البريطاني قد حصل على توصية خاصة من الحاكم العسكري البريطاني لمصر اللورد ميلر كي يلحق ابنه أحمد بجامعة أوكسفورد ليعود أحمد حسنين فيعمل في دواوين الحكومة التي كان عبدالرحيم صبري أبو نازلي أحد منتسبيها باعتباره وزير الزراعة ويتزوج أحمد حسنين من ابنة الملكة السابقة شويكار ثم يلتحق خلال عهد فؤاد بالديوان الملكي ويرتقي فيه حتى يترأسه سنة 1940 في عهد فاروق.
5- بعد وفاة زوجها الملك فؤاد أقامت الملكة نازلي علاقة غرامية سرية مع أحمد حسنين كللت بزواج عرفي استمر حتى مقتل أحمد حسنين سنة 1946 في حادث سير اتهمت نازلي ابنها فاروق بتدبيره فسافرت مع ابنتها فتحية المولودة سنة 1930 إلى فرنسا ومنها إلى الولايات المتحدة الأمريكية بصحبة رياض بشاي غالي موظف الأرشيف القبطي المصري الذي كلفته وزارة الخارجية المصرية بمرافقتهما ليكون في خدمتيهما.
6- أشارت تقارير استخباراتية عديدة وردت إلى الملك فاروق من واشنطون في حينه لإقامة كل من أمه نازلي وشقيقته فتحية في الوقت نفسه علاقة غرامية مع رياض الذي اختار أن يتزوج فتحية سنة 1950 مما أغضب فاروق فاستصدر سنة 1951 من مجلس البلاط الملكي قراراً بتجريد الملكة الأم وابنتها الأميرة من كافة ألقابهما الملكية كما استصدر من المجلس الحسبي للأحوال الشخصية الإسلامية قرارين بإبطال زواج فتحية من رياض وبالحجر العقلي على نازلي وتعيين ناظر الخاصة الملكية نجيب سالم قيماً قانونياً عليها لإدارة أموالها وللوصاية بدلاً منها على أموال ابنتها فتحية كما استصدر من وزارة الخارجية المصرية قراراً بسحب جوازي سفريهما.
7- ردت نازلي على تلك القرارات بقرارات مضادة شملت فيما شملته حصولها على الإقامة ثم الجنسية الأمريكية وارتدادها عن الدين الإسلامي وعودتها إلى المسيحية الكاثوليكية باعتبارها ديانة جدها سليمان سيف الأصلية حسب قولها في حينه إلا أن القرار الأهم كان اتفاقها مع دار نشر أمريكية على نشر مذكراتها التي تكشف فيها مستور العائلة الملكية المصرية المسمومة.
8- في تلك الأثناء نجح انقلاب الضباط الأحرار على الملك فاروق سنة 1952 لتتعرض نازلي إلى ضغوط وتهديدات قوية مارسها عليها الأمير اللواء إسماعيل شيرين ابن عم زوجها الملك فؤاد وزوج ابنتها الأميرة فوزية وآخر وزراء حربية العصر الملكي مكلفاً من مرؤوسيه السابقين الضباط الأحرار الذين أصبحوا حكام القاهرة الجدد حتى تمكن من إثنائها عن قرار نشر مذكراتها رغم اضطرارها لدفع مبلغ مليون ونصف المليون دولار كشرط جزائي لدار النشر ولا أحد حتى الآن يعلم على وجه الدقة ماهية المصادر الحقيقية لهذا المبلغ الضخم.
9- لم توفر الإدارة الأمريكية للملكة الأم وابنتها الأميرة اللاجئتين إليها أي حماية أو رعاية فضاعت أموالهما على أيدي رياض غالي الذي حكمت إحدى المحاكم الأمريكية سنة 1973 بتطليقه من فتحية وتدهورت أحوالهما المعيشية حتى أن نازلي اضطرت للتسول من بعض العائلات الملكية الأخرى كعائلة شاه إيران بينما اضطرت فتحية للخدمة في منازل الأمريكان وفي سنة 1976 أرسل الرئيس المصري أنور السادات مع لويس عوض أستاذ الأدب المقارن في جامعة كاليفورنيا عرضاً بعودتهما إلى مصر قبلته فتحية واستعدت للتجاوب معه وفي يوم سفرها لمصر قتلها رياض غالي وحاول الانتحار بنفس المسدس لكنه لم يمت بل أصيب بالشلل والعمى وفقدان الذاكرة ولا أحد حتى الآن يعلم على وجه الدقة ماهية الدوافع الحقيقية لهذا القتل البشع.
10- ماتت فتحية برصاص رياض غالي سنة 1976 وماتت أمها نازلي بالحسرة عليها سنة 1978 أما رياض غالي فقد مات وهو أعمى ومشلول بسجنه سنة 1982 وتوارى عن الأنظار نهائياً الأبناء الثلاثة لفتحية ورياض وهم المواطنين الأمريكيين رفيق ورائد ورانيا ولا أحد حتى الآن يعلم على وجه الدقة ماهية التقاطعات الحقيقية في هذا الملف بين الاعتبارات الشخصية وبين العمليات القذرة لهيئات الخدمات السرية الاستخباراتية المصرية والإقليمية والأمريكية والعالمية!!.
طارق المهدوي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الولايات المتحدة و17 دولة تطالب حماس بإطلاق سراح الرهائن الإ


.. انتشال نحو 400 جثة من ثلاث مقابر جماعية في خان يونس بغزة




.. الجيش الإسرائيلي يعلن قصف 30 هدفا لحماس في رفح • فرانس 24


.. كلاسيكو العين والوحدة نهائي غير ومباراة غير




.. وفد مصري يزور إسرائيل في مسعى لإنجاح مفاوضات التهدئة وصفقة ا