الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الفرصة لا تأتي دائماً!

مرتضى عبد الحميد

2018 / 12 / 11
مواضيع وابحاث سياسية


كل ثلاثاء
الفرصة لا تأتي دائماً!
ما حصل في جلسة الثلاثاء الماضي لمجلس النواب، هي محاولة مقصودة للعودة إلى المربع الأول، وتطبيقاً لشعار (ما ننطيها)، فالمحاصصة، ومسخ الهوية الوطنية، وإعادة إقتسام الغنائم، وبالتالي البقاء في السلطة " وعلى عينك يا تاجر" هي السائدة في الوقت الحاضر.
إن الفوضى التي سادت هذه الجلسة، كانت أشبه بفلم "كارتون" إعتاد البرلمان على إنتاجه بين آونة وأخرى، الأمر الذي يدلل على أن التغيير يجب أن لا يقتصر على الوجوه فحسب، فألاهم هو طريقة التفكير، والحرص على مصلحة الشعب والوطن فعلا لا قولاً.
لقد أستبشر العراقيون خيراً، بالاتفاق الذي ابرم بين تحالفي البناء، والإصلاح والأعمار، وعلى وفق الأسس السليمة، المتمثلة بتوزير شخصيات مستقلة، كفوءة، نزيهة، وتخويل السيد "عادل عبد المهدي" إختيار هذه الشخصيات، دون تدخل منهما، أو من أحدهما. لكن حسابات حقل الاتفاقات العلنية والإعلامية، لا تتطابق مع بيدر الكواليس والغرف المغلقة، ولامع التدخلات الإقليمية والدولية، التي تلعب دوراً كبيراً ومؤثراً في تشكيل الحكومة، وفي الشأن العراقي بصورة عامة.
ومن هذا المنطلق إتجهت وتتجه المساعي لتمرير بعض الوزراء الذين تظللهم رايات الفساد أو عدم الكفاءة، أو من المحسوبين على النظام السابق، كذلك يجري التشبث بشخصية واحدة، والإصرار عليها، كما لو أن العراق خلا من الكفاءات الوطنية والمهنية، لاسيما من أبناء المؤسسة العسكرية والأمنية، وفيهم من قاد عملية تحرير الأرض العراقية من دنس "داعش" التي سلمها الآخرون لهذه المنظمة الإرهابية، على طبق من الخيانة و اللاوطنية.
والملفت للنظر هذا الإصرار العجيب على إسم معين، كما لو انه عبقري زمانه، والمغامرة بأنفراط عقد الحكومة، وتدهور العملية السياسية برمتها نحو المجهول، وهو ما لا يقبله العقل أو المنطق، ولا أي عراقي يمتلك شيئاً من الوعي مهما كان بسيطاً، مع العلم أن الاتفاق بين الإطراف المعنية، ينص صراحة على تقديم ثلاثة أسماء أو أكثر، ورئيس الوزراء هو من يختار الأكفأ والأفضل من بينهم.
إن الادعاء بأن السيد "فالح الفياض" هو مرشح "عادل عبد المهدي" لا يخرج عن دائرة الضغوط العديدة المسلطة عليه، وتكبيله بطلبات ورغبات وإبتزاز القوى الأخرى، وهو من جانبه حريص على إرضاء الجميع، لتمرير كابينته الوزارية!
لا أحد يجادل في أن الدعم والــتأييد والإسناد، الذي حظي به السيد "عادل عبد المهدي" لم يحظ به أي سياسي عراقي، منذ تأسيس الدولة العراقية الحديثة وحتى ألان، بدءاً من التحالفين المذكورين، وعموم الشعب العراقي، والمرجعية، وإنتهاء بأمريكا والدول الإقليمية، لكنه مع الأسف الشديد فرط به، ولم يستثمره بشكل جيد، مفوتاً الفرصة على نفسه وعلى الشعب العراقي، في رؤية حكومة تختلف عن الحكومات السابقة، وتستطيع أن تنتشله من الكارثة التي يعيشها، بفضل الفاسدين، و المتحاصصين الفاشلين.
و الانكى من ذلك، وبعد المعمعة التي حصلت في البرلمان، ألقى الكرة في ملعب القوى السياسية، ورؤساء الكتل، وهو يعلم علم اليقين، أن الاتفاق بينهم أصبح عسيراً، وكان الأولى به، أن يكون أكثر جرأة، وأن يبادر إلى اختيار من يراه مناسباً، بعيداً عن الضغوط والانصياع إليها.
مازالت الفرصة سانحة أمامه، ليلعب هذا الدور المرتجى منه، ويكون رجل المرحلة فعلاً، فهل يقدم عليها، أم سيضيعها أيضاً؟!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. رفح: اجتياح وشيك أم صفقة جديدة مع حماس؟ | المسائية


.. تصاعد التوتر بين الطلاب المؤيدين للفلسطينيين في الجامعات الأ




.. احتجاجات الجامعات المؤيدة للفلسطينيين في أمريكا تنتشر بجميع


.. انطلاق ملتقى الفجيرة الإعلامي بمشاركة أكثر من 200 عامل ومختص




.. زعيم جماعة الحوثي: العمليات العسكرية البحرية على مستوى جبهة