الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


في انتظار غودو عراقي

اياد حسن دايش

2018 / 12 / 11
مواضيع وابحاث سياسية



صمويل بكيت كاتب مسرحي فرنسي الموطن، ايرلندي الأصل ،من أشهر كتاب العبث في القرن العشرين. تطغى على كتاباته طابع العبثية في الحياة . معبراً عن العبث بوضوح في مسرحية (في انتظار غودو) عمل مسرحي يتحدث عن رجلين معدمين فقيرين يدعيان "فلاديمير" و"استراغون" ينتظران شخصا قرب شجرة يدعى "غودو" الذي وعدهم بالمجيء ليخلصهم مما هم فيه من الحزن والكأبة والبؤس، عند نهاية اليوم يأتي رسول من غودو يخبرهم أنه لا يستطيع القدوم اليوم سياتي لهما غدا ،هما يعلمان انه لن يأتي لكنهما ينتظرانه ، تتنقل المسرحية من فصل الى اخر على هذه النمط الملل من الانتظار الغير مثمر. غموض الفكرة ، عدم وجود حل. حالة من الاحباط واليأس، تترك القارئ يسترسل بالتساؤلات التي لا نهاية لها، باحثا عن اجابات بين كلمات غودو وغموضه . (في انتظار غودو) بداية مشروع صمويل بيكت العبثي يقدم فيه لامعقول الكثير من ظروف الحياة ، ولا معنى الوجود الانساني ، قسوة الحياة بما تحمله من ظلم وكأبه وبؤس وحزن. أن الاسئلة التي طرحها صمويل بيكت في مسرحيته عن المنقذ أو المحرر متسائلا. من هو؟ هل سيصل؟ متى سيصل؟ ماذا سيفعل أو يقدم؟ هل سيجعل حياتهم أفضل أم اسؤء؟.. مبقيا باب السؤال بلا جواب إمام العديد من الافكار التي تقدمها عبثيه هذه العمل المسرحي .هذا النموذج من العمل الأدبي قريب جدا مما نمر به في بلداننا خاصة في العراق. حيث مواقف لا معنى لها، صراعات مستمرة ،وضع سيء إجابات غير مقنعه، أسئلة غير مفهومه، لا حلول واقعيه لا حوارات تحقق نتائج جيده . خاصة في الجانب السياسي حيث جدل دائر حول هوية العراق، نظامه السياسي، هويته الدينية. كذلك وضعه الاقتصادي المتدهور.
استشراء الفساد في كل مكان ، سراق باسم الدين والمذهب والقومية، تسرق قوته وحياته كل يوم ،بحجج واهية ترتدي رداء الوطنية أو التدين لتبقى حياتنا رهينة بمزاجية الحكام والساسة. كذلك عدم الاكتراث الواضح لما يعانيه الانسان العراقي من ضنك العيش وبؤسه. الشعوب الحية لا تنتظر غودو ينقذها وإنما تختار لها منقذ يحررها من الظلم والجهل والتخلف. يبقى السؤال مفتوح هل يلد العراق من يصنع له حاضره ومستقبله، ام ينتظر غودو الذي لا يأتي ،لينقذه من جحيمه الذي يعيشه بين نظامين سلباه منه كل شيء.


وضمة :
هل حاولت ؟ هل فشلت ؟ لا يهم , حاول مجدداً وافشل مجدداً ولكن افشل بصورة أفضل .
صمويل بيكيت


اياد حسن دايش








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. احتجاجات الطلبة في فرنسا ضد حرب غزة: هل تتسع رقعتها؟| المسائ


.. الرصيف البحري الأميركي المؤقت في غزة.. هل يغير من الواقع الإ




.. هل يمكن للذكاء الاصطناعي أن يتحكم في مستقبل الفورمولا؟ | #سك


.. خلافات صينية أميركية في ملفات عديدة وشائكة.. واتفاق على استم




.. جهود مكثفة لتجنب معركة رفح والتوصل لاتفاق هدنة وتبادل.. فهل