الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مشاورات السويد ( اليمنية ) لا تعزز الانتماء لوطن الوحدة والحرب ستستمر

مروان هائل عبدالمولى
doctor in law Legal counsel, writer and news editor. Work / R. of Moldova

(Marwan Hayel Abdulmoula)

2018 / 12 / 15
مواضيع وابحاث سياسية


يمكن للشخص أن يعيش كل حياته داخل مدينته أو قريته ولا يجد وطنه , ليس لأنه بلا وطن, وإنما بسبب أن بعض الجماعات المذهبية و السياسية والقبلية المستبدة , تعمل على محو هويته الوطنية و تقاليده الاجتماعية وتلغي من روحه الشعور بالوطن والاعتزاز به وتمسح من خارطته الذهنية حلم رؤية دولة النظام والقانون , لأن الوطن بالنسبة لهذه الجماعات حيز جغرافي خاص بها ونظام الدولة السياسي يجب أن لا يتجاوز أشخاصها وحاشيتها , والبقية مواطنون من الدرجة الثانية والثالثة تابع لها و صالح للدفاع عنها وعن كرسي حكمها .
نظام الإمامة في الشمال واحد من هذه الأنظمة , التي عملت على نشر التخلف والجهل والهيمنة الذهنية على المواطنين و سلخ الوطنية عن غالبيتهم وإجبارهم على الخضوع للإمام وعائلته وهضبته وحاشيته وحتى اصغر العكفة , استمرت مسيرة النظام الخضعي و تقديس الحاكم حتى بعد ثورة 26 سبتمبر وتغيرت فقط المسميات القديمة إلى جديدة منها الجمهورية و المسيرة القرآنية والسيد والشيخ و الزعيم, الذين واصلوا تطبيق سياسة العقل المغلق للمواطن , التي تعتبر سببا في استعباد الإنسان , وتحويله إلى آلة خاضعة ليس إلا.
الوطنية ترتبط ارتباطًا وثيقا بمفهوم العزة والكرامة وحتى بالأمن القومي وهي واحدة من القيم العليا وخسارتها تجعل المجتمع غير قابل للحياة , وقد حاولت بعض الفئات المثقفة في الشمال قبل الوحدة من الشريحة العليا في الطبقة الفقيرة و الوسطى أن تتجه نحو التنشئة المدنية و فكرة التعليم الوطني و أن تحل إشكالية الانتماء الوطني وأن تنزع الهالة القدسية عن الهضبة ورجالها وشيوخها ولكنها فشلت , لأنها واجهت موانع زرعتها عصابات الهضبة منذ سيطرتها على الحكم في الشمال وأهمها :
- قلة الوعي والشعور الوطني وفقدان الدعم الداخلي الشعبي بسبب تشتت وتنوع الانتماءات بين المذهب و القبيلة والشيخ والسيد والزعيم .
-عدم احترام مؤسسات الدولة وغياب المشروع والوطني وانتشار الفساد المنظم تحت إشراف وإدارة جهلة قساة وعنيفين من نخبة الهضبة والمنبطحين التابعين من بقايا مناطق الشمال كافة .
- تكديس السلاح والقوة والاستخبارات وبرامج التعليم والمال و مهمة توزيع المناصب والوظائف والتسهيلات في أيادي جماعة الهضبة.
في وقتنا الحاضر لا احد يتكلم عن الانتماء الوطني فهناك جولة جديدة من حروب وانقلابات هذه الهضبة السوداء ضد الوطن والإنسان والشجر والحجر , هناك حرب تدور رحاها بين طرفين الأول يسمى الشرعية , مزيج من أبناء الجنوب و أبناء قبائل ومحافظات الشمال كافة من بسطاء ومن نخب وضباط الهضبة المنشقين عنها , والطرف الثاني ليسوا فقط من الحوثييين ( pure ) الجماعة الدينية المذهبية الجاهلة ,وإنما أيضا بقايا جنود وضباط عفاش والإصلاح ومجاميع كثيرة من البسطاء تقاتل معهم , هؤلاء البسطاء البعض منهم يقاتل من اجل المال وآخرين تحت تخدير الحوثنه و وعود الجنة والثالث هم طبقة من ملاك الوعي البسيط , الذين يقاتلون أحيانا بشراسة تحت تأثير حالة ذهنية مشوشة مرتبطة بمسقط الرأس وباسم الدفاع عن الجمهورية العربية اليمنية وعاصمتها صنعاء يقاتلون في سبيل بلادهم الأم وهم لا يعلمون في الأساس بأنهم يقاتلون في سبيل لصوص الهضبة وسيد يختبئ في كهف و مثل هؤلاء البسطاء المدافعين عن الجمهورية العربية اليمنية هناك نسخ منهم , حتى في صفوف الشرعية وقواتها الزاحفة من جبهات نهم ومأرب والجوف والبيضاء وتعز وصرواح لان الوطنية الحقيقية إنسانية بطبيعتها و الانتماء للوطن عند البعض يُكتسب من تلقاء ذاته .

نتائج مفاوضات السويد هي اتفاق سلام صوري و لا تعزز الانتماء لوطن الوحدة والحرب لن تتوقف وستستمر, فالحوثيين مثل عفاش مخادعون وينكثون بالاتفاقيات و العهود , حيث نكث عفاش بعدة اتفاقيات مع شعبه في حروب صعده ومع الجنوب في وثيقة العهد والاتفاق 1994 , وتاريخ الحوثيين في نكث الاتفاقات والعهود أبشع من عفاش منها أربع اتفاقيات لوقف إطلاق النار في هذه الحرب فقط كما وقع الحوثيون في 2014 اتفاق السلم والشراكة برعاية أممية ونكثوا بها , ومفاوضات السويد هي بين عصابات مليشياوية قبلية شمالية بينها البين لا تعرف من الوطن سوى السلطة و الفيد , والمفاوضات في الأساس هي لترتيب البيت الشمالي من الداخل بعد أن ضاعت بوصلة الصراع هناك , فالمؤتمر يجمع قواه والحوثي يريد نصيب الأسد وجماعة الإصلاح " ميه من تحت " تبن على قولة إخواننا المصريين , ينتظرون الفرصة للانقضاض على السلطة والكارثة أن جميعهم لا يثقون ببعضهم البعض , كما أن المفاوضات تأتي بعد تحرير تراب الجنوب من برابر القرن 21 , الذين رحلوا بغير رجعة بعد أن علموا الجنوبيين دروسا بعدم فائدة الانتماء لوطن الوحدة , ورغم التهميش المتعمد للجنوبيين في مفاوضات السويد إلا أن هذا التهميش يستحيل أن يمحو انتماء الجنوبيين لوطنهم وحقهم في استعادة دولتهم الجنوبية .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. شهداء وجرحى إثر غارة إسرائيلية استهدفت منزلا في مخيم النصيرا


.. الشرطة الأمريكية تعتقل طلبة معتصمين في جامعة ولاية أريزونا ت




.. جيك سوليفان: هناك جهودا جديدة للمضي قدما في محادثات وقف إطلا


.. سرّ الأحذية البرونزية على قناة مالمو المائية | #مراسلو_سكاي




.. أزمة أوكرانيا.. صاروخ أتاكمس | #التاسعة