الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الحكيم يغرد خارج السرب ؟!!

محمد حسن الساعدي
(Mohammed hussan alsadi)

2018 / 12 / 18
مواضيع وابحاث سياسية


اثارت تغريدة رئيس تيار الحكمة السيد عمار الحكيم متابعي وسائل التواصل الاجتماعي ، حيث عدته خروجاً عن السياق العام للتصريحات ، وابتعد فيها عن لغته المعهودة ، وخطابه الذي اتسم دائماً بالاعتدال والوسطية،إذ بدأ ببيت شعري للسيد مصطفى جمال الدين ، والذي أشار فيه الى النكبات التي مرت ببغداد وبكائها منذ تاسيسها الى يومنا، وجمع بين هذا البيت ومعاناة البصرة ، والتي عانت من الحرمان طيلة عقود مضت،وهنا لابد من اشارة ان الحكيم في هذه التغريدة المثيرة للجدل أعلان للانتفاضة البصرية ضد الفساد والمفسدين ، كما يمكن اعتبارها مرحلة جديدة بقوله " حان عهد الاصلاح " ، وان البصرة ستكون الخطوة الاولى لعملية الاصلاح وانهاء الفساد، والتي تاتي بالاتساق مع عملية تشكيل الحكومة ، والانتهاء من تشكيلة عبد المهدي الوزارية .
الحكيم في تغريدته بدا مصراً على نهاية الصفقات المشبوهة في اختيار المحافظ ، وينبغي اعتماد السبل الديمقراطية الشفافة في الاختيار،والابتعاد عن صفقات الغرف المظلمة التي اضرت كثيراً بالمشهد البصري ، وجعلته مسرحاً للجميع ، الى جانب ان يكون الصوت البصري حاضراً في تقرير مصير المدينة ، من قوى سياسية وعشائرية وقوى الحراك الشعبي ونخب وكفاءات وقوى فاعلة ، لاكمال صورة المشهد الديمقراطي ، وبما يليق بمدينة عانت الاهمال والضرر ، وما زال بؤسها في الصراع السياسي الدائر هناك،وإنهاء التدخلات الاقليمية والدولية التي زاد من محنة المدينة وجعلها تعيش الحرمان ونقص الخدمات ، وانتشار الفساد والامراض .
كما على الفعاليات الدينية والرسمية والثقافية والاكاديمية والاعلامية ان تاخذ دورها الفاعل في رأب الصدع الحاصل بين مكونات البصرة ، والحفاظ على اللحمة الوطنية ،والمثابرة دون الانزلاق الى متاهات لايحمد عقباها ، لان المرحلة حساسة وحرجة ، وان اي خلافات سياسية يمكن لها ان تفتح الباب واسعاً امام كل الاحتمالات من صراع (شيعي -شيعي)، او اقليمي على ارض البصرة ، ويكون وقودها جمهورها .
ان فشل الحكومات المتعاقبة وعدم اكتراثها بازمة البصرة ، من تدهور الخدمات الاساسية والاوضاع المعيشية ، تستدعي من جميع القوى السياسية هناك بمقدار من المسؤولية ، وان تتخلى عن طموحها الحزبي والفئوي في انتخاب المحافظ ، واختيار الكفوء والقادر على تغيير الواقع الماساوي للمحافظة،والسعي الجاد من مجلس المحافظة على مد يد العون للمحافظ من اجل انتشال المحافظة من مشكلاتها المستعصية ، لان اي حكومة تشكلها الاحزاب لن يكتب لها النجاح ، لانها ستكون منشغلة بالمكاسب الحزبية ، دون النظر الى مصالح جمهورها ، كما ان الوضع الحالي في البصرة يتطلب تضحيات من الجميع ، وان تكون البصرة وابناءها هي هم الاحزاب لا مصالحها .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. !ماسك يحذر من حرب أهلية


.. هل تمنح المحكمة العليا الأمريكية الحصانة القضائية لترامب؟




.. رصيف غزة العائم.. المواصفات والمهام | #الظهيرة


.. القوات الأميركية تبدأ تشييد رصيف بحري عائم قبالة ساحل غزة |




.. أمريكا.. ربط طلاب جامعة نورث وسترن أذرعهم لحماية خيامهم من ا