الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العرب والإخفاق الحضاري المزمن

فارس إيغو

2018 / 12 / 19
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


1ــ
جذورنا تقتلعنا من حداثتنا
منذ استفقنا على جيوش نابليون في قلب القاهرة فسطاط العرب، نريد أن نكون حداثيين دون أن نُقتلع من جذورنا، وهذه معادلة صعبة، لا بل مستحيلة.
يقول الفيلسوف الفرنسي جيل دولوز صاحب فلسفة الجذمور عن الهوية:
" إذا أردتم أن تبحثوا عن هويتكم، عن أصالتكم، عن حقيقتكم، فإن هويتكم وأصالتكم وحقيقتكم، تكمن فيما تنجزون وتبدعون"
ودون ذلك، سوف نقلد الأصل بصورة مشوهة، حيث لا يوجد تقليدُ للأصل إلا بخيانة هذا الأصل كما يقول المفكر اللبناني علي حرب.
(١) الجذمور: هو الانتشار الافقي للنباتات والاشجار، ككناية عن انتهاء زمنية العلاقة العمودية ودخولنا عالم العولمة والمعلوماتية ذات الامتداد الافقي اللامتناهي.
2ــ
الانسان العربي وأثقال الماضي التي يجرها وراءه
مَثَلُ الانسان العربي في السباق الحضاري، كمَثَلُ ذلك العداء الذي يتسابق من أجل الفوز بإحدى الميداليات في الجري، وهو مُثقّل بأحمالٍ على ظهره تجعل حركته بطيئة ومتثاقلة. لقد حمَله النظام السلطوي المعرفي الثقافي المهيمن، سياسياً ودينياً، منذ دخوله المدرسة بكل أسباب الفشل والرسوب في المعركة الحضارية.
ومن هنا، فأي محاولة للتجاوز تبدأ بنقد الذات، لا بنقد الآخر كما يفعل الإسلاميون وكل أصحاب الأيديولوجيات المغلقة على ذاتها. ولكي يكون نقد الآخر مشروعاً، يجب أن يسبقه نقد الذات، وإلا كان دعوةً ودعايةً، وأدلجةً رخيصة.
3ــ
لقد تعبنا من التخلف وتعب التخلف منا؟
ربما آن الاوان لكي ننتقل من سؤال النهضة الشهير الذي مضى على صياغته حوالي القرن تقريباً: لماذا تأخرنا ولماذا تقدم غيرنا؟ الى طرح سؤالٍ جديد وهو: ما السر وراء اخفاقنا المزمن؟ هل لعقدة نفسية أصابت الانسان العربي فأصبح يرتضي بالشفقة وبوضعية الضحية الدائم، أي أصبح مازوشيا يستلذ لحالة الاخفاق والدونية. هل لدينا عوائق ثقافية للتخلف تلاحقنا حتى في بلاد المهاجر المتقدمة فنحملها معنا مسببين لأهلها وناسها المتاعب والمشكلات.
أم أن الامر عائدٌ لنخبنا الدينية التي تدغدغ مشاعرنا وعواطفنا بخطاب "كنتم خير أمة، وبنيتم حضارة عظيمة بفضل الدين ونشرتم المعرفة والحكمة على العالم كله، بينما كانت أوروبا تنوء تحت ظلمات العصور الوسطى وأوحالها، وأن الغرب، لولا الارث العربي الاسلامي، لما نهض من كبوته وانحطاط ".
أو أن اللائمة تقع على مثقفي هذه الامة الذين لم يتوقفوا عن نفخ الشعارات الكبيرة والرنانة في الحرية والتقدم والاشتراكية ومناهضة الامبريالية وهم أول من يخونونها.
أم أن التخلف هو اجتماع كل هذه الاسباب التي تنتهي بسد كل أفق للتغيير الجذري في عالم العرب المعاصر.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إدارة بايدن وملف حجب تطبيق -تيك توك-.. تناقضات وتضارب في الق


.. إدارة جامعة كولومبيا الأمريكية تهمل الطلاب المعتصمين فيها قب




.. حماس.. تناقض في خطاب الجناحين السياسي والعسكري ينعكس سلبا عل


.. حزب الله.. إسرائيل لم تقض على نصف قادتنا




.. وفد أمريكي يجري مباحثات في نيامي بشأن سحب القوات الأمريكية م