الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ازمة التربية والتعليم في العراق

ضفاف ابراهيم علي

2018 / 12 / 22
التربية والتعليم والبحث العلمي


بالاطلاع على مجريات الاحداث فيما يخص التعليم لأبنائنا ومشاكل المناهج الدراسية والواقع التعليمي الان وخطورته على مستقبل بلادنا، وجدت من الضروري تحليل ما يحصل وتحديد الثغرات في المنظومة التعليمية، من اجل التعاون لإيجاد الحلول لطمسها والتمهيد لنظام تعليمي عراقي متماسك. وقد خرجت من متابعتي للوضع بالملخص الآتي:
اولا: معطيات الوضع الراهن:
1- المقاومة: ما يحصل الان في الساحة الاجتماعية العراقية من جانب قطاع التربية والتعليم والطلبة واولياء الامور هو ثقافة مقاومة لكن المقاومة (تساوي بالمقدار وتعاكس بالاتجاه الأسباب والمسببات لها). مثال على ذلك عندما اصبحت الدروس خارج استيعاب الطلبة وفي بعض الاحيان تخضع لسلطات سياسية غير متوازنة، تظهر المقاومة على شكل تسريب للأسئلة، او الغش واللامبالاة او الرسوب التسرب.. والاستهانة والتذمر من قبل الطالب.
2- المعلم والتعليم والمنهج: المعلم عنصر مهم في العملية التعليمية. والوسيط بين المنهج والطلاب. اهم مشكلتين: آ-الاعداد المهني وكذلك لاجتماعي والنفسي له. ب- في الغالب يكون لدى المعلم او المدرس نظرة دونية للمهنة. بسبب الدخل الواطئ نسبيا وخصوصا لأصحاب العوائل/وغياب السلطة التي تمنح لأصحاب الوظائف الأخرى.(ولدينا رأي وتعقيب على هذا الموضوع سنقوم بنشره لاحقا)

ثانيا: تطوير التعليم والمناهج: الحلول الانية- والمستقبلية

تغير المناهج أسهل امر يلجا اليه المسؤول. لكن في الحقيقة يجب الالتزام بالآتي:

1- ان يكون التغير او التطوير ممنهج، بوقت وبميزانية واضحة وشفافة. وبمسؤولية علمية،اخلاقية، ووطنية وانسانية.
2- الاخذ بنظر الاعتبار بعدم الشروع باستحداث منهج خارج استيعاب الطالب (العمر / المرحلة الدراسية) والقدرات العلمية للتدريسي.
3- الاخذ بنظر الاعتبار ان الهدف الأسمى للتربية والتعليم هو اعداد الطالب لمواجهة العالم اجمع بفكر واعي ثقافيا ومنفتح علميا. يجب ان توضع القاطرة العلمية العراقية على سكة الحديد العالمية كما كانت قبل الحروب والثورات ولكن بحلة ومضمون فاعلين وجديدين.

ثالثا: إنجاز وإنجاح الثورة التعليمية في العراق:

1-هناك ثلاث عوامل اساسية لإنجاح الثورات التعليمية: الخبرة، المال، والوقت: فالدولة ليست قبلة لمن يريد التغير، لكنها تلعب دور في ذلك.
أ-الخبرة (Talent): (معلمين / مدرسين/ وتربويين وقيادين)
الخبرات التعليمية: تتجسد وتعتمد بالإساس على فعاليات ومنتجات وزاراتي التربية والتعليم العالي. والتربية هنا مسؤولة بشكل تام ومباشر على اختيار المعلم الكفؤ وتنمية وتطوير مهاراته باستمرار عن طريق دورات عبر الانترنيت مع جامعات عربية وعالمية (كحل مناسب وسريع). ان تكون هذه الدورات معززة لقدرات المعلم وتمنحه شهادة مشاركة معترف بها دوليا وان كانت الدورات قصيرة الزمن. والخبرات يجب ان تهيا اخلاقيا ونفسيا ووجدانيا لخوض هذه المهنة. وكما قيل قديما: وكاد المعلم ان يكون رسولا”. هنا أدرج امثلة على النقاط المستهدفة في تطوير المعلمين: منها على جدير المثال تدريبهم على التدريس بطريقة التعلم (الممارسات والحوارات والتشاور وتبادل الآراء) بدلا من التلقين والحفظ. كذلك محاكاة الجانب الوجداني والثقافي للمتعلمين فالثورة الصناعية القادمة ستكون ثورة ربوت. وما نحتاجه انسان عراقي واعي انسانيا ووجدانيا ووطنيا.
ب- المال(Treasure):
يجب ان لا يكون الاعتماد على الموارد الريعية بشكل كامل لتجنب الفساد المالي الواضح والحاصل في الازمنة السابقة ويمكن ان يتكرر غدا ما يحصل اليوم (لا سامح الله). والاعتماد بشكل نسبي على الاستثمار. مثال على ذلك مشروع جمس تولي للمدارس منخفضة التكلفة. حيث قام جيمس ببناء هذه المدارس في اماكن مختلفة في العالم منها الهند والصين وغيرها. حيث تكون التكلفة مغطاة من الحكومة وأولياء الأمور للطلبة والمتعلمين. مثلا يدفع الاهل 25 ٪ (مقابل تعليم متميز وبيئة مدرسية نظيفة اخلاقيا واكاديميا) . المتبقي يمكن ان تساهم في تغطيته الحكومة والمتبرعين من رجال الاعمال والمؤسسات التعليمية العالمية. وهذا النوع من الصروح التعليمية ينافس المدارس الاهلية الغالية التكلفة والغير موحدة التنظيم. ولدي اقتراح وتعقيب على مكان وشكل البناية التعليمية. وتحت هذا الموضوع يندرج استثمار الطلبة الموهوبين في المجالات العلمية والثقافية والرياضية.

ج- الوقت Time
أخطاء العملية التربوية التعليمية تراكمية وبالنتيجة تحتاج الى فترة من الزمن لإصلاحها. لكن هناك لكل مسائلة وشذوذ في التطبيق (كما هو الظاهر في الوقع العراقي الان) حلول انية ومستقبلة يجب دراستها وتداولها من قبل السلطات واصحاب القرار منها:
1- التعليم من خلال التحاور والممارسة والنشاطات Active Learning
2- بناء علاقة وجدانية بين الطالب والمعلم اساسها الاحترام وتطوير وتنمية الذات لدى الطرفين (Socioemotional Learning) .
3-يجب ان لا تقتصر الية التقييم للطلبة بشكل كلي على الامتحانات التقليدية على الورق. بل يجب ادخال الالعاب التعليمية للتقييم والمتوفرة لكل المؤسسات التعليمية العالمية
4- تحديد اولويات المناهج التعليمية: من اخلاقيات التعليم بناء مجتمع متماسك اخلاقيا وعلميا. في هذه الحال يجب ان تكون التركيز في تدريس التربية الاسلامية (مثلا) في المراحل الاولى على الممارسات المستمدة من القران الكريم واخلاق نبينا الكريم واله (ص). ونشر ذلك بين الاطفال على شكل قصص وعبر سهلة الفهم وتطبيقاتها العملية يتعلمها الطالب. التركيز هنا يكون على ادب بر الوالدين فحب الوالدين يجب ان يترجم بتعامل، كذلك الصدق، و ثقافة احترام الجار، و النظافة، وغيرها من الاخلاق الانسانية. ثم بعد ذلك يكون الدخول لعلوم لاديان في مراحل متقدمة من المرحلة الابتدائية. وتشجيع الاهل لتربية الأولاد تربية دينية غير متطرفة في المنزل.

2-نظرا لخطورة مجريات الاحداث يجب على الهيئة الإدارية في وزارة التربية وبالتعاون مع الهيئة التدريسية واوليا الأمور التعاون للخروج من الازمة. الحلول الممكنة:
أ-عدم الاعتماد كليا على الامتحان التقليدي للتقييم مستوى الطالب. وذلك بتقسيم الاختبار الي جزئيين: الأول ممارسة وتمارين والعاب داخل الصف. وكذلك نشاطات لا صفية وغير مكلفة للطالب. مثال مشاركة 10 طلبة بإصدار بوستر او سرد بعض الحقائق عن الموضوع المطروح داخل الدرس. على ان لا تزيد المعلومات المقدمة عن جملتين او ثلاث (لقصر وقت الدرس/ وتجنب الملل). اما الجزء الثاني فهو الامتحان التقليدية في المواضيع التي تثبت جدليتها في الحوار القائم، والتي يتم تحديدها وتثبيتها ضمن المساحة الفكرية والاستيعابية للمتعلم او الطالب.
ب-على وزارة التربية استحداث غرفة عمليات تستضيف فيها خبراء وباحثين في مجال التعليم واعداد المناهج بجانب فريق الخبراء الذين اعدو المناهج(الحالية) والوقوف على الأخطاء في التقييم والاعداد. على ان تتم العملية بأعلى المستويات العلمية والأكاديمية وبشفافية ووضوح تامين.

نرجو ممن لدية تقوى لله ومحبة للإنسانية وحب للوطن العمل بشكل جدي لتصحيح المسارات الخاطئة للتعليم في بلدنا. الأطفال هم المحرك لمستقبلنا الاجتماعي والاقتصادي والسيادي.
والله يحب المحسنين.. ادامكم الله








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. قادة الجناح السياسي في حماس يميلون للتسويات لضمان بقائهم في 


.. دعوات أميركية للجوء إلى -الحرس الوطني- للتصدي للاحتجاجات الط




.. صحة غزة: استشهاد 51 فلسطينيا وإصابة 75 خلال 24 ساعة


.. مظاهرات في العاصمة اليمنية صنعاء تضامناً مع الفلسطينيين في غ




.. 5 شهداء بينهم طفلان بقصف إسرائيلي استهدف منزلا في الحي السعو