الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل للشحوم ضرر على صحة الإنسان؟؟؟

حميد طولست

2018 / 12 / 25
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


هل للشحوم ضرر على صحة الإنسان؟؟؟
مند نعومة أظافري وأنا من محبي أكل الشحوم وخاصة منها "الشحمة ديال الغنمي" التي لازلت ، رغم تقدمي في السن ، أستلذ بطعمها الطيب ، وأشتهي إلتهامها كلما سنحت الفرصة ، ما يجر عليّ الكثير من إنتقاد أهلي ، خوفا على صحتي ، وتحذيرهم لي من ارتفاع الضغط الدموي والإصابة بالكوليستيرول وما يجره من أمراض القلب ، ونصحهم الذي لا يتوقف بالابتعاد عن تناول كل أنواع الشحوم -الأبقار والأغنام والابل - ظنا منهم أنها وغيرها من الأطعمة الدسمة ،هي المسؤول الأول عن كل المضارالتي تصيب صحة الإنسان من نوبات قلبية وتصلب الشرايين ووو، الأمر المنتاقض تماما لما كان عليه المغاربة قبل سنوات ، والذي لازلت أذكر منه جيدا ، شغفهم بالشحوم واستهلاكها بكميات كبيرة ، على شكل خليع وطواجن ومخبوزات محشوة بالشحوم كـ"الخبزة بدوازها" و"الخبزة المدفونة" و"الخبزة المخلعة" والملاوي بالشحمة، وغيرها من الأطعمة الدسمة التي تشكل شحوم الأغنام ودهون الأبقار"السمن" أهم مكوناتها ، والتي كانت تُلتهم بشراهة دون توجس أو مخاوف من الإصابة بأي أدى ، كمصدر هام للطاقة المزودة للجسم بالمواد الغذائية الأساسية لبناء العضلات ومنحها المرونة والقوة ، ومساعدة الجسم على امتصاص الفيتامينات ومضادات الأكسدة، للحصول على الطاقة اللازمة للمحافظة على الحياة .
أمام إختلاف أوجه النظر وتضاربها حول كون الشحم مليئ بما يضر الناس ، و خلوها مما يفيد صحتهم ، وجدتني أغرق في تيارات الحيرة ، تتقادفني موجاتها المستبدة ، وتضعني في موقف عصيب لا أحسد عليه ، لما يتطلب مني ذلك من قرار حاسم بين شبقية الإستمرار في تناول الشحوم ، كما تعودت ، أو الفطام عنها مرغما ، ما استدعى مني البحث والتحقيق في الموضوع، ودراسته دراسة موضوعية من أجل معرفة حقيقة هواجس ضرر الشحوم، واحتمالات منفعتها ، من خلال وجهة نظر علماء الدين ، من جهة، وعبر استقراء التجارب العلمية والطبية من جهة أخرى، حيث أننا إذا إستخدمنا المنطق في تحليل وجهتي نظر رجال الدين والأطباء، فإننا سنجد أنهما مكملتين لبعضهما ، حيث أن قضية أكل الشحم محلولة عند علماء الدين في كتاب الله الكريم ، من خلال الآية الكريمة التي يقول فيها سبحانه وتعالى: "وَعَلَى الَّذِينَ هَادُوا حَرَّمْنَا كُلَّ ذِي ظُفُرٍ وَمِنْ الْبَقَرِ وَالْغَنَمِ حَرَّمْنَا عَلَيْهِمْ شُحُومَهُمَا إِلاَّ مَا حَمَلَتْ ظُهُورُهُمَا أَوْ الْحَوَايَا أَوْ مَا اخْتَلَطَ بِعَظْمٍ ذَلِكَ جَزَيْنَاهُمْ بِبَغْيِهِمْ وَإِنَّا لَصَادِقُون" والتي إذا تدبرناها جيدا لوجدنا أن شحوم الأغنام والأبقار كلحومها واللحوم الحيوانية الأخرى مُفيدةُ للإنسان ، بدليل أنه لو لم يكن في أكل شحوم البقر والغنم منفعة لما حرم على اليهود أكلها جزاءً على بغيهم وصَدِّهِمْ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ ، كما في قوله عز و جل: "فَبِظُلْمٍ مِنَ الَّذِينَ هَادُوا حرمنا عليهم طيبات أُحِلَّتْ لَهُمْ وَلصَدِّهِمْ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ كَثِيرًا" أي أن التحريم هنا ليس لمنفعة لهم ، بل عقوبة بالحرمان من الشحوم التي اعتبرها سبحانه وتعالى من الطيبات ، وبناء عليه ، فإنه اذا كانت الشحوم الحيوانية مضرة لصحة الانسان وتزيد من نسبة الكوليسترول في الدم، فكيف يكون تحريمها عقابا وجزاء لليهود؟
أما بالنسبة لوجهة نظر العلم والطب ، فإن الشحوم والأطعمة الدسمة بريئة من تهمة رفع كلسترول الدم والإصابة بالنوبات القلبية ، بل يحسب لها أنها تقوم بإخراج السموم من الجسم وتمنح الليونة والمرونة للشرايين والجلد وتغذي الكبد والأمعاء وكافة أجهزة الجسم وتدفع الطاقة به لأعلى مستوياتها ، بينما يبقى المسؤول الأول عن وقوع تلك الأمراض ، هو عدم إلتزام الناس بالقاعدة الذهبية ،"لا إفراط ولا تفريط"، في نمط التغدية ،والإكثار من استهلاك الدهون النباتية السمن والزبد النباتي والزيوت النباتيه المهدرجة ، التي يتمّ الاعتماد في تصنيعها على الزّيوت المتحوّلة أو المهدرجة المحتوية على الهيدروجين ، الذي يحسّن من قوام ومذاق الغذاء ، ويحميه من العفن ، ويزيد من صلاحية المادة الغذائيّة المصنّعة لأطول فترة ، ما يجعلها تبقى في الجسم طويلاً لأنّها صعبة الهضم، ولا تتوزّع في الجسم وإنّما تتراكم في البطن ، فتتسبب في إضطرابات المعدة ، الذي يؤدي إلى رفع نسبة الكولسترول في الدّم والتّعريض إلى خطر الإصابة بتجلط الدّم في الشّرايين، ومشاكل في القلب، والإصابة بمرض السّكري، والإصابة بمرض الزّهايمر..
ومما سبق يمكن أن نستنتج أن الشحوم بريئة مما ينسب إليها من مضار، وأن الصحة والمرض تتحكم بهما عوامل وراثية جينية ، وعوامل تكوينية خلقية في بناء جسد الإنسان ، إلى جانب الأسلوب الغدائي المضطرب ، والمبالغة في تناول الشحوم وغيرها من الأغذية الأخرى ، وتجاوز المقادير المسموح باستهلاكها ، والذى رمى إليه الحديث المأثور "البطنة تذهب الفطنة" تلك البطنة التي تتحول معها الشحوم -كما هو حال كل الأغذية ، مشبعة كانت أو غير المشبعة- إلى دهون ضارة ، تؤدي ، إذا لم ترفق بما يهم الجسد ، من نوم جيد وممارسة للرياضة، ومجمل دقائق العناية بالذات ، إلى إختلالات في توازن كمية الغذاء المستهلكة وكمية الطاقة المنتجة ومقدار الحركة ، والتي تؤدي إلى اختلال وزن الجسم وزيادة تراكم المواد الدهنية في الأنسجة الدهنية ، التي تؤدي إلى أمراض القلب وتصلب الشرايين وغيرها من الأمراض التي تتهم بها الشحوم الحيوانية ظلما وعدوانا..
حميد طولست [email protected]
مدير جريدة"منتدى سايس" الورقية الجهوية الصادرة من فاس
رئيس نشر "منتدى سايس" الإليكترونية
رئيس نشر جريدة " الأحداث العربية" الوطنية.
عضو مؤسس لجمعية المدونين المغاربة.
عضو المكتب التنفيذي لرابطة الصحافة الإلكترونية.
عضو المكتب التنفيدي للمنتدى المغربي لحقوق الإنسان لجهة فاس مكناس
عضو المكتب التنفيدي لـ "لمرصد الدولي للإعلام وحقوق الأنسان "








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تأهب أمني لقوات الاحتلال في مدينة القدس بسبب إحياء اليهود لع


.. بعد دعوة الناطق العسكري باسم -حماس- للتصعيد في الأردن.. جماع




.. تأبين قتلى -وورلد سنترال كيتشن- في كاتدرائية واشنطن


.. تحقيق: -فرنسا لا تريدنا-.. فرنسيون مسلمون يختارون الرحيل!




.. طلاب يهود في جامعة كولومبيا ينفون تعرضهم لمضايقات من المحتجي