الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أيها الاشتراكيون . انهضوا

محمد التهامي بنيس

2018 / 12 / 25
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي


- أيها اليساريون . يا من كنتم لزمن قريب , شرفاء هذا الوطن الذين ناضلوا بوقتهم وفكرهم وأحاسيسهم دفاعا عن الديمقراطية والعدالة والتحرير والمساواة - يا صناع التحرر ومبتكرو أدوات تطبيق الشرعية الإنسانية وحقوق الإنسان والعدالة الاجتماعية

- يا من أطرتم زمانا , الشرطية الاشتراكية , وقعدتم لها لتكون ملائمة للإنسان المغربي , وقابلة لأن تجعله يتحرر من الفكر الخرافي المعتمد على توجيهات المناطقة الأموات ومناطق الأشباح والعفاريت , بدلا من الاعتماد على منطق القيم الإنسانية التي تؤطر للتعايش والسلام من أجل الاندماج في العصر الذي نعيشه ونتجه للمستقبل من خلاله

- أيها الاشتراكيون . أيها الحداثيون . أيها المفكرون : إن إحجامكم . إن صمتكم . إن انزواءكم . إن طول فترة تأملكم في الوضع , أصبح هروبا للأمام لحد اللامعقول , وهروبا إلى الاستكانة لحد الخوف - أيها الاشتراكيون في كل الانحاء . إن شبابكم يتمزقون , وأطفالكم يصرخون في المستنقع الذي لوثته حيتان الليبرالية المتوحشة من جهة , وعصابات الحثالات من جهة أخرى , في عالم ليس عادلا يفرض البقاء للأقوى ويمحو فكرة البقاء للأصلح - أيها الاشتراكيون . مالي أراكم تعانون من الأزمة النوعية وأنتم النوع الأصلح ؟ وبإحجامكم الغير مفهوم تركتم المجال لصناع الإقصاء وصناع الإبادة , وتركتم المجال بعد أن أخصبتموه . لمن لا يملكون سوى العدة القديمة – والجماهير وإن صدقتهم لحظة – فهي تطالبهم بما لا يقدرون عليه , لأنهم لم يجددوا واقعهم ولا زالت تؤطرهم التقاليد والخرافية والإقصائية

- انهض أيها الاشتراكي , انهض مجددا , وإلا فهناك سفلة من الليبرالية وحثالات الماضوية , سيرمون أوساخهم أكثر , في المجتمع كما في صفوف الشباب وفي صفوف الأطفال , الذين أصبحوا بدون تلك العدة الفكرية والجسدية التي تفرضها تحديات العصر وإرهاصات المستقبل المظلم

- أيها الاشتراكيون الشرفاء الذين لم ينبطحوا ولم يجلدوا مبادئهم ولم يغيروا معطفهم ولم يبيعوا ضمائرهم للشيطان البشري . إن المشاكل لم تعد مجرد أشواك في طريق الحداثة , بل امتدت للمعيش اليومي بابتلاع الحيتان من كل التلوينات , للأقوات والأرزاق . والصورة لم تعد تحتمل الصبر . فكل الأفواه تسائلكم عن هذا الصمت المريع وكيف لم تستيقظوا من الغيبوبة . فمتى تفيقون ؟

إنه وقت النهوض من جديد , فبوسعكم أن تعودوا من جديد وتكسبوا الصدقية والثقة , وهذا لا يتطلب إلا التماثل بالكامل مع النضال الطاهر الذي ينتظره منكم الشعب , ضد كل الأخطار المحدقة بالمجتمع . هذا وإلا فليس هنا تراب يقبل جثامين خونة المبدأ

فاس








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. قادة الجناح السياسي في حماس يميلون للتسويات لضمان بقائهم في 


.. دعوات أميركية للجوء إلى -الحرس الوطني- للتصدي للاحتجاجات الط




.. صحة غزة: استشهاد 51 فلسطينيا وإصابة 75 خلال 24 ساعة


.. مظاهرات في العاصمة اليمنية صنعاء تضامناً مع الفلسطينيين في غ




.. 5 شهداء بينهم طفلان بقصف إسرائيلي استهدف منزلا في الحي السعو