الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


خطر عصاب الاضطهاد

الشهيد كسيلة

2018 / 12 / 27
القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير


هل كان كوردل هل Cordell Hull وزير الخارجية الأمريكي (ما بين 1933 – 1944) يوحى إليه ؟ ولو أنه لا يزال على قيد الحياة لقلت أنه زار أوراس الكبير وأقام بين شعبه فكتب عبارته الشهيرة https://scontent-mrs1-1.xx.fbcdn.net/v/t1.0-9/20525999_1910690949147751_7236876907263930303_n.jpg?_nc_cat=110&_nc_ht=scontent-mrs1-1.xx&oh=421ed160b91381660a72071020a559e6&oe=5CD19A00
في أوراس ، أمّة على حافة الاندثار والزوال ، لغة تاريخية اخترقت القرون ووصلت عصر الانترنت والفضائيات المرئية والمسموعة تحتضر ولا أحد من أبنائها يهتمّ أو يستشعر حجم الكارثة ... في المنزل الواحد جيلان بلغتين جيل الآباء تلقى لغة أسلافه من والديه شفويا وجيل الأبناء تتمّ تنشئته على لغة أخرى يقال أنها لغة جمهور الشارع بثقله وضغطه وجبروته ، شارع يستقوي بوهم من صنع تراكمات القرون وجيل جديد يتم فصله نهائيا على اللغة التاريخية للبلد التي تنتهي عند جيل الآباء وتصنَّع له لغة وهوية مفبركة لم يعرف لها التاريخ مثيلا .
ما الذي حدث عبر القرون حتى يتمكن الوهم من شعب فيهجر لغته ويمتنع عن توريثها لابنائه ويكون كمن يقدم على الانتحار أو كشجرة ازيل لحاها في جذعها لكي لا تصل العصارة إلى الاغصان ليجفّ ربيعها فلا تورق ولا تثمر ...
يا جيل الآباء إنك ترتكب حماقة ، ويا جيل الأبناء لا تكن ضحية لحماقة جيل الآباء ، ليس الموقف موقف خيار بين لغة وأخرى ، بل الخيار أن تتقن أكثر من لغة وأن تحتفظ بالمكانة الاولى للغتك التاريخية لانها هي هويتك وروحك ولا يمكن أن تكون إلا أنت ، لغتك مثل أمك وأبيك اللذين لا يمكنك الاستغناء عنهما أو استبدالهما بآخرين .
إن الذي يستقوي عليك بالدولة وخطاب الوطنية المغشوش يكذب عليك فالدولة حتى في أيام جبروت النظام لا تدخل عليك منزلك لتمنعك من مخاطبة أبنائك باللغة التاريخية للبلد ، بل إن تخاذلك وسذاجتك هي التي جعلت هراطقة الوطنية المغشوشة يمارسون عليك تعسفهم وأنت مستسلم بسبب الوهم الذي يحجب عنك رؤية الحقيقة .
الوطنية الحقة غير المغشوشة هي الوطنية الناطقة بلغتك ، لغة البلد التاريخية ، لقد كانت أيأم حرب التحرير بديلا للغة الاشارة في نقل المعلومات بين فصائل جيشنا الوطني وتغنت بها اهازيج البطولات والاستبسال في الكفاح ، وكانت لغة طاهرة بعيدة عن سخافات التغني بالغرائز البهيمية عند البهائم التي تتبجح عليك بتحضّر مفتعل بائس وحقير .
يا أهل أوراس الدولة دولتكم وهي لم ولن تهين أبدا اللغة التاريخية للبلد لقد دسترتها ورسّمتها لا لتكون بديلا للعربية ولا لتكون العربية بديلا لها كما كان الهراطقة يهمونكم ، أنتم من أهنتم لغتكم وقطعتم حبل الصلة بين السلف والخلف فما الذي يبقى من أوراس إذا فقد لسانه لا تتركوا عصاب الاضطهاد يقضي عليكم .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الشيف عمر.. طريقة أشهى ا?كلات يوم الجمعة من كبسة ومندي وبريا


.. المغرب.. تطبيق -المعقول- للزواج يثير جدلا واسعا




.. حزب الله ينفي تصريحات وزير الدفاع الإسرائيلي بالقضاء على نصف


.. بودكاست بداية الحكاية: قصة التوقيت الصيفي وحب الحشرات




.. وزارة الدفاع الأميركية تعلن بدء تشييد رصيف بحري قبالة قطاع غ