الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الشهيد قيس الرحبي-مسيرة الوفاء والصمود

محمد فخري حسن

2018 / 12 / 27
الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية


الشهيد قيس الرحبي .... مسيرة الوفاء والصمود ..............
محمد فخري حسن
حاتم الملا عبد اللطيف علي

الشهيد قيس الرحبي
ولد الشهيد قيس الرحبي في بهرز ...... من ابويين عربيين هماالحاج عبد الله خليل محمد الرحبي وهو من سكان بهرز ووجهائها المعروفين ... ومن ام هي الحاجة نعيمة محمد عبد الله الرحبي ....وهو الاصغر من بين سبعة اشقاء اربعة من الذكور وثلاثة من الاناث وهو الاصغر سنا بينهم ...... نشا وترعع في بهرز ودرابينها وبساتينها العامرة منسجما مع بيئته الاجتماعية بكل مافيها .
دخل المدرسة الابتدائية في بهرز عام 1948.. منذ نعومة اظفاره ذو شخصية عنيدة ومتمردة وكان يلاحظ عليه قيامه بتثقيب صورة الملك الملصقة على دفتره بالقلم الرصاص مما كان يثير دهشة معلميه في اشارة مبكرة لموقف سياسي يتبلور عند طفل صغير في هذه المرحلة سيكون له شان اخر في المستقبل ....... وقد قام وهو بهذه السن بالمشاركة في مظاهرة خرجت من مدرسة بهرز(ايام الوثبة ) التي كانت يومها على سفح نهر ديالى في منطقة ( السنية ) ضد معاهدة بورتسموث يقودهم الطالب الشيوعي حسام نجف ورشقوا مركز شرطة بهرز بالحجارة وهم يهتفون ( الله واكبر ياشعب .... شبابنه كتلوه ) فتصدت لهم الشرطة واعتقلتهم جميعا ... مما دفع المرحوم خليل الرحبي والد الشهيد للتدخل لاطلاق سراحهم بحجة انهم صغار وربما يصابون بالجنون ان بقوا في الحجز .... فافرج عنهم ....... وكانت حالة فريدة يومها نالت الاعجاب والتقدير ....
انتمى الشهيد للحزب الشيوعي العراقي بتاثير من خاله عبد الوهاب الرحبي احد اعمدة الشيوعية العراقية في بهرز ومحافظة ديالى وشقيقه عبد اللطيف الرحبي الشيوعي البارز رغم انه كان من عائلة ميسورة (الملاكين المتوسطين ) الا انه انحاز الى الفلاحين والعمال الى مبادىء العدل والمساواة التي بشر بها الحزب الشيوعي يومها وما زال ...وكان اول اختبار له هو مشاركته في المظاهرة التي نظمها التنظيم الشيوعي في بهرز نصرة لثورة 14تموز عام 1958والتي جابت شوارع بهرز بقيادة المرحوم وهيب الكروي .
حياة الشهيد قيس الرحبي النضالية ... عبارة عن معاناة مستمرة وطويلة نال خلالها عناء الاعتقال والمطاردة وعرفته السجون في بعقوبة وبغداد ....حيث لفقت له تهمة تمزيق صورة رئيس الجمهورية يومها وشهد عليه البعض (زورا ) مما جعله يقبع في السجن اربع سنين .
لم يكمل الشهيد دراسته الا المرحلة المتوسطة لعوامل عديدة منها البيئة الاسرية المكتفية ماديا وانغماسه اليومي والتفصيلي في النضال وتفرغه للعمل في املاك عائلته وعرف عنه الشجاعة والاقدام والثقة بالنفس والصلابة الفكرية والتنظيمية وكان شديدا مهابا من خصوم الحزب الشيوعي ...وقد تمرس في العمل الحزبي طيلة فترة قيام الجمهورية الاولى .ليتوج ذلك بتكليفه بمسؤلية قيادة تنظيم بهرز عام 1961.
وبعد وصول البعثيين الى السلطة عام 1963والحملة الدموية الشرسة التي تعرض لها الشيوعيون في العراق والذي نالت منه بهرز الشيء الكثير تمكن الرحبي من الفرار الى بغداد والتواري عن عيون رجال السلطة حتى تمكن من العودة الى بهرز ..ليقع على عاتقه عمل جبار هو اعادة بناء تنظيم الحزب الشيوعي فيها ..حيث بادر رفيقه وصديق عمره ناجي مجيد الصافي مع صديق شيوعي كردي هو زوران عبد العزيز بشتيوان الى الاستماع الى ما تبثه اذاعة صوت الشعب العراق ويقومان بكتابة البيانات التي تذاع على الورق وتسلم للرفاق الذين يكونون مستعدين للعودة للتنظيم في ذلك الوقت وفعلا تم تسليمها الى اثنين من الرفاق هم جميل زيدان ( ابو رائد) ومحسن علوان الحربي .... وتكونت اول خلية شيوعية بقيادة قيس الرحبي مؤلفة من(شوكت التاجر ومحمود عبد القادرالسلمان وفخري مجيد الصافي والدكتور عماد مجيد الشمري ) حيث جرت الا جتماعات في بساتين بهرز ..وهكذا بدات عجلة اعادة التنظيم تدور بخطى واثقة وراسخة وكان تفكير الشهيد الرحبي يؤكد على ظرورة ضخ دماء جديدة وشابة للحزب وفعلا تمكن التنظيم من كسب عدد من الشباب كان لهم دور مشهود في مسيرة الحزب منهم الشهيد دهش علوان الدهش والشهيد فاروق محمد عبد الكريم الدبش واخيه صادق والفنان التشكيلي منير حميد ناجي والمحامي منعم مجيد الصافي ....
ويذكر احد القيادين الشيوعين الذين كلفوا باعادة تنظيم المنطقة الوسطى بعد انشقاق عزيز الحاج بان الذين لم ينجرفوا مع المنشقين من تنظيم بهرز هم الشهيد قيس الرحبي والدكتور عماد مجيد الشمري.
وفي عام 1970 وبعد انتخابات نقابة المعلمين شنت السلطة حملة اعتقالات كان لبهرز نصيبها حيث تعرض الرحبي لاطلاق نار من قبل القوة الامنية التي جائت لاعتقاله لتمكنه من الفرار منهم باعجوبة اذهلت الجميع بيننما تم اعتقال عبد الجبار الدليمي (ابو افاق ) والشهيد دهش علوان الدهش وجميل زيدان حيث تعرضوا لتعذيب شديد في مديرية امن بعقوبة .
بعدها وتنفيذا للتعليمات الحزبية التحق الرحبي بقوات الانصار الشيوعية التي كانت تقارع السلطة من شمال العراق واصيب في احدى المعارك ونجم عنها تدا عيات صحية مما تطلب العناية به لابعاده عن اعين الامن فاتصل رفيقه ناجي الصافي بالرفيق كريم احمد الداود لمعالجة الرحبي ايضا فكان ان زوده الداود بورقة اعطاها للمرحوم الدكتور رحيم عجينة الذي ادخله الى المستشفى لمدة شهر في بغداد.
وفي عام 1974واثناء حدوث موجة الفيضان في نهر ديالى والذي يلتف حول قرية بهرز بشكل شبه كامل مهددا باغراق القرية وبساتينها ودورها اصدر الحزب الشيوعي في ديالى امرا الى كوادره بمساعدة الاهالي في تحصين اكتاف النهر فكان الشهيد ابا واثق مسؤلا عن تنظيم العمل بين الرفاق والاهالي حيث قسمهم الى وجبات متتابعة تعمل بلا انقطاع في محاولة للحيلول دون غرق القرية وقد كان لتوجيهاته السديدة ودوره المشهود ان نال تاريخا مشرفا في التعاون والايثار يضاف لسجله المشرف .
اصبح مسؤل منظمة بهرز عام 1973 عند قيام الجبهة الوطنية مع البعث ..وفي عام 1976نال ثقة الحزب ليكون ممثلا لمحافظة ديالى في المؤتمر الثالث للحزب الشيوعي العراق الذي عقد في بغداد .وقد كان يقود تنظيم محلية ديالى الى جانب المناضل الشيوعي المعروف كمال شاكر .
ارسل الشهيد بدورة الى الاتحاد السوفيتي في المدرسة الحزبية لمدة سنتان اعقبتها دورة اخرى في بلغاريا لغرض الحصول على دبلوم زراعي وقد اجتازهما بنجاح كبير .... وعند عودته للعراق عين في دائرة الزراعة في محافظة ديالى ..
تزوج الشهيد من السيدة الفاضلة منيرة جبار ابو الياس وانجب منها اربعة ابناء اثنان ذكور وبنتين
وعند اشتداد الحملة القمعية ضد الشيوعيين بعد انفراط عقد الجبهة مع البعث سنة 1978
ورغم الالحاح عليه من رفاقه بان حياته في خطر وان عليه ان يغادر البلاد او اللجوء الى شمال العراق للتواري عن الانظار الا انه رفض ذلك بشكل قاطع متعللا بعدم وجود اوامر من الحزب .
اعتقل من قبل الاجهزة السلطوية عام 1980 عند ذهابه الى عمله يومها حيث انزل من السيارة التي كانت تقله.
عانت عائلته مصاعب كبيرة جدا ..حيث صودرت املاكه وحتى المنزل الذي يسكن فيه مع عائلته .....بل وصل الامر الى جرد مقتنيات المنزل بما فيها الملاعق والصحون ؟؟؟؟!!! مما دفع والد زوجته المرحوم جبار ابو الياس الى دفع مبلغ (500) دينار لشرائها من المزاد واعادتها الى العائلة لتكمل مسيرة الحياة ......
لم يتم العثورلليوم على جثة الشهيد قيس الرحبي..... رحمه الله .*
*-اعتمد هذا المقال على لقاات مع عدد من شيوعيي بهرز وابنائها منهم . الابن البكر للشهيد قيس الرحبي ( واثق ) المرحوم اكرم قدوري وجميل زيدان والدكتور عماد مجيد الشمري ابن شقيقة الشهيد .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. سيارة تحاول دهس أحد المتظاهرين الإسرائيليين في تل أبيب


.. Read the Socialist issue 1271 - TUSC sixth biggest party in




.. إحباط كبير جداً من جانب اليمين المتطرف في -إسرائيل-، والجمهو


.. الشرطة تعتقل متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين في جامعة كولومبيا




.. يرني ساندرز يدعو مناصريه لإعادة انتخاب الرئيس الأميركي لولاي