الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الأطر الفلسفية الكبرى (2) مشكلة الرصد

عصام شعبان عامر

2018 / 12 / 27
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


إنك لا تستطيع أن تعرف الحقيقة دون مواقعتها فإذا واقعتها لن تكون أنت ولن تكون هى الحقيقة
الحقيقة جدار مثقوب فى زوايا النفس مكمنه وبما أن النفس لا تكون نفسا إلا من مخابئ أكمنتها فلن تكون الحقيقة حقيقة وهى ظاهرة إذ أن الحقيقة مستورة مصونة ضمن جراب النفس فإذا انسلت من جرابها فقد الجراب وظيفته وفقدت الحقيقة كينونتها
لذا كان الدرب طويلا وعسيرا أمام هؤلاء العارفين الذين حاولوا التفتيش والتنقيب وولجوا فى اعماق أعماق اوحال النفس حتى تتجلى لهم الحقيقة دون حجاب وتتعرى فى كشف دون مكاشفة أمامهم
إن عملية الرصد تتطلب أربع أمور :-
الراصد الواعى – وسيلة للرصد – مرصود واقعى – تفاعلات رصدية تجمع بين الراصد والمرصود من خلال الوسيلة
الراصد الواعى مشكلته تدخل وعيه فى عملية القياس ليضيف على حقيقة المرصود معانى زائدة عن حقيقة المرصود
أما وسيلة الرصد فمشكلتها تعلقها بالراصد من جهة وبالمرصود من جهة فهى خيط ممتد من الراصد للمرصود والعكس فى مترية الزمكان الملتوى والتواء هذا الخيط هو ما يسبب المشكلة أحيانا إذ أنه يبعث للراصد الواعى صورا مشوهة ومعلومات مغلوطة يدخلها الراصد فى وعيه ويجعل منها الوعى صور متشابكة ومتراصة بالمنطق
أما المرصود الواقعى مشكلته واقعيته والواقعية تعنى عدم التحلل لمكونات أو التشتت بتفاعلات ومعنى ذلك أن معنى واقعيته أن يكون غير قابل للتغير والتبدل وأن يكون سكونه سكون كم قبل أن يكون سكون كيف كم لا يطرأ عليه تغير وكيف لا يتغير
أما التفاعلات الرصدية فمشكلتها كونها رصدية وكونها تفاعلات إذ أنها بذلك كسر ت تناظرية حياديتها فى تغيير النتيجة فبتفاعل مكونات العملية الأربع تنتج ولا ريب ريبة فى القياس
وتلك الريبة ليس سببها أى من مكونات العملية رغم ما سردناه بل إن الريبة حينها ستكون طبيعة الوجود ذاته لأنه لا يكون موجود إلا بهذا القدر من الريبة ولا يمكن الكشف عن وقائع وجوديته لا باستنطاق مكنونات وقائعه وباستنطاق مكنونات وقائعه من أجل مكاشفته تظهر كارثة الريبة لأن استنطاق المكنون يوقع المحظور عندها لا يصير الراصد راصدا ولا المرصود كما هو مرصودا بل يطرأ على الجميع التغير والتبدل
لن تعطيك الطبيعة الوجودية أسرارها من غير أن تدفع الثمن ودفع الثمن هنا هو ضياع الحقيقة بالريبة لتكتشف لاحقا أنه على الحقيقة ما من حقيقة وان الكل بلا استثناء صور لشئ أعمق خارج نطاق الوجود ذاته واننا كلنا تجليات لهذا الشئ والذى هو جزء فى الكل وكل الأجزاء فى آن
ومن هنا كانت الطبعيانية الوجودية أكثر مراوغة ولؤما من الطبعيانية العدمية
ولأن الوجود والعدم حينها لن يكون لهما معنى لأنهما من نفس الطبيعيانية وكلاهما طبائع وبالتالى جاز لنا أن نقول ان الوجود صار مشكوكا فى وجوديته كما أن العدم صار مشكوكا فى عدميته وانه بالريبة لا مقر ولا مستقر ولن نرسى للحقيقة يوما على بر واننا فى بحر النون كسابح يرجو النجاة وهو غريق وسيسقط حتما فى عمق البحر الازلى الأبدى المحيط
كل الأشياء واللاشياء لا بد أن تجتمع فى آنية خاصة تكسر فيها جميع عمليات الرصود لكل الإحتمالات هنا تصبح كل الإحتمالات حقيقة ومن هنا يتوه المعنى الميتافيزيقى للحقيقة فن نعرف الخير والشر وبالتالى تسقط كل القيم والأخلاق من تلقاء نفسها لأنه لا تستطيع على وجه التحديد أن تحدد تلك المثل الحاكمة للأخلاق فهى تختلف طبيعيانيتها من حيث الرصد
الراصد يؤثر على المرصود بالقياس والمرصود على الراصد بالتغير
وكلاهما فى مترية الزمكان صور مشوشة ومشوهة فى حالة صعود وهبوط دائمين
قد يكون ما نسمية نظام وتطور فى إطار آخر خارج مترية الزمكان فوضى وتخلف
قد يحجب عنك التشوه أعماق الحقيقة ويعطيك غلاف من الأوهام








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الصين تحذّر واشنطن من تزايد وتراكم العوامل السلبية في العلاق


.. شيعة البحرين.. أغلبية في العدد وأقلية في الحقوق؟




.. طلبنا الحوار فأرسلوا لنا الشرطة.. طالب جامعي داعم للقضية الف


.. غزة: تحركات الجامعات الأميركية تحدٍ انتخابي لبايدن وتذكير بح




.. مفاوضات التهدئة.. وفد مصري في تل أبيب وحديث عن مرونة إسرائيل