الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


جذور الحكاية الشعبية

حبيب النايف

2019 / 1 / 1
الادب والفن



الحكاية الشعبيّة هي عمل يستمد مقوماته من الحياة سوى كان واقعيا أو خياليا يتم نقلها من جيل إلى جيل شفهياً لجذب انتباه المستمعين أو القراء و تستند الحكاية لوقائع حدثت بالفعل أو تم نسجها من الخيال لكنها رغم ذلك فإنها تبقى عالقة في الذاكرة
إن إبداع الراوي يكون فرديا لكن بمرور الوقت وتواتر هذه الحكايات اعتمادا على الذاكرة ونقلها الشفاهي من جيل الى جيل فإنها لا تبقى على حالها حيت يتم الإضافة لها او التقليل منها لكنها تبقى محافظة على ثيمتها الأساسية مما يضيع دور المؤلف او الراوي الأصلي لتكون بذلك رواية شعبية جماعية استمدت أصولها وفكرتها الأساسية من الوعي الجمعي للمجتمع لتكون بذلك تراث شعبي يشمل كل المعتقدات والتقاليد والعادات التي كانت سائدة في وقت معين من حضارات الشعوب ليتم التعامل بها بشكل عفوي يستمد جذوره من تصرفات معلومة أو مسكوت عنها لتكون بذلك ذاكرة أرخت ما كان موجود في مرحلة معينة وقد تنقرض هذه العادة لتحل محلها أخرى استجدت في فترة مما يعطي لها صفة التواصل والبقاء .
أنّ الحكاية التي تنقل للأجيال وعلى الرغم من شكلها البسيط أو البريء فهي تحوي مجموعة من القيم التي تحكم مجتمع معيّن و تعالج القضايا الرئيسيّة في حياة الإنسان مثل الحب ,الصدق ,الوفاء, الإخلاص ,الكذب والرياء ,الغش والموت وغيرها من القضايا السائدة في تلك الفترة في مجتمع ما وهذا الحالات جعلت منها أدباً مشتركاً لكل شعوب الأرض دون أي استثناء .
والحكاية الشعبية الفلسطينية لها جذر تاريخي امتد مع تاريخ الشعب الفلسطيني التي اتخذت من صفة القص والسرد سمة مميزة لها ,وكانت مترافقة ومتزامنة مع ما عانى منه شعب فلسطين لتنقل الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية والسياسية التي كانت سائدة في تلك الفترة مما جعلها تختزن في ذاكرة الشعب الفلسطيني لتؤرخ تاريخ النضال ضد الصهيونية بطريقة بقت مستمرة من جيل لجيل مع محافظتها على أصلها التاريخي الذي استمدت منها طاقتها السردية والحكائية لتنقل وتؤرشف الأحداث التي عانت منها الأجيال المتعاقبة لتوصلها للجيل الجديد الذي ينشا فيما بعد وكان الراية التي نصبها الأجداد على رابية فلسطين بقت شامخة تحركها الحكايات التي تم تناقلها فيما بينهم حيث حافظت على ديمومتها وسحرها بالرغم مما حصل عليها من تغيير او إضافة أو حذف لكنها بقت تحمل الروح الفلسطينية الأصيلة التي استمد منها أكثر الشعراء والقصاصين الفلسطينيين مواضيعهم وتضمينهم تلك الحكايات وكأنها وشم علق بذاكرتهم .
ان الحكايات الشعبية عندما تأخذ طابع النصح والموعظة والتمثل بالقيم العليا وكيفية الاستفادة منها فإنها تقترب من المفهوم الفلسفي الذي يتمثل بالأسئلة المعرفية الباحثة عن الحقيقة وتكون بذلك قد تخطت بعدها الحكائي البسيط او الخيالي لتنفذ لأكثر قضايا الحياة عمقا وتتحول إلى أفق أسطوري يمنحها الديمومة والتواصل
وهذا ما تقودنا له الكاتبة (آمال محمود إبراهيم الحامد مدراسي )في كتابها (حكاية شعبية بعبارة فلسفية ) الذي صاغت شذراته من الحكايات الشعبية الفلسطينية لتواؤمها مع مفهوم فلسفي يكون عون في ولوج دروب الحياة وكيفية تخطي الوضع الراهن الذي يعيشه الشعب الفلسطيني بحنكة ودراية كي يتم تجاوز الصعاب والمخاطر المحدقة بهذا الشعب المقاوم الذي اعتبر قضية فلسطين هي همه الأول مستفيدا من الإمكانيات البسيطة المتاحة والعزيمة لغرض التأقلم مع وضعه المؤقت والوصول إلى أهدافه المتمثلة بإقامة الدولة الفلسطينية التي تعيد له أمله في الحياة والبقاء كشعب له خصوصيته واستقلاله .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فنانون مهاجرون يشيّدون جسورا للتواصل مع ثقافاتهم الا?صلية


.. ظافر العابدين يحتفل بعرض فيلمه ا?نف وثلاث عيون في مهرجان مال




.. بيبه عمي حماده بيبه بيبه?? فرقة فلكلوريتا مع منى الشاذلي


.. ميتا أشوفك أشوفك ياقلبي مبسوط?? انبسطوا مع فرقة فلكلوريتا




.. ياحلاوة شعرها تسلم عيون اللي خطب?? يا أبو اللبايش ياقصب من ف