الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عصر التحولات!

سليم نزال

2019 / 1 / 2
مواضيع وابحاث سياسية



!
كتبت مقال قبل بضعة سنوات عن نهاية عصر الايديولوجيا .و كثير من الاحداث التى تحصل فى العالم تؤكد ما اعتقدته فى ذلك الوقت . مرت مرحلة كان هناك من يقول انه ليس من الضرورى لبلاد ما كان يعرف فى العالم الثالث ان تشق طريقها عبر تبنى انماط الغرب السياسية و لكن يبدو لى ان هذا القول لا بد من مراجعته الان.هذا ليس دعوة لتبنى التجربة الغربية بل العمل على فهمها .و المستقبل ينبغى ان يبقى مفتوحا لانتاج نموذج حضارى عربى .

.
قيم الغرب انتصرت على مستوى الكرة الارضيه كلها .و ان قيم الغرب فى الكثير منها من انماط عيش صارت فى كل مكان محل تقليد .و ان كان هذا لا يعنى بالضرورة عدم وجود مشاكل فى الغرب المتجه فى معظمه نحو نموذج نيو ليبرالى و هو نموذج خطر فى راى و سيؤدى ان استمر الى طريق مسدود قد يتبعه انتفاضات و ازمات كبرى قد تبدا فى الولايات المتحدة.مثلما هو ضرورى الاستمرار فى مقاومة هذا النهج من جانب شعوب و دول العالم الثالث.

لقد انتهى الغرب من عصر سيطرة الكنيسة و انتهى الغرب من سيطرة الحزب الواحد و انهارت كل النظم ذات الطابع الايديولوجى و على راسها الاتحاد السوفياتى التى كان يملك قدرات عسكرية كبيرة.لكن كل هذا لم يساعد فى وقف حركة التغيير . المجتمعات تتغير دوما و حتى الثورات القديمة تشيخ و تحتاج الى التجديد و ان لم تفعل انتهت حتى لو حققت نجاحات فى بعض الاماكن لكنها فشلت فى ايجاد التوازن المطلوب.
.
نحن الان فى مرحلة العولمة التى ستطيح فى راى بكل المنظومات. اجيال جديدة ولدت و تربت فى ظل تحولات عصر العولمة و الانفتاح الكونى
اعتقد ان اكبر مشكلة تواجها الدول ذات الطابع الايديولوجى انها تغرق فى خطابات ايديولوجية و تبتعد عن الواقع .الابتعاد عن الواقع اكبر خطر تواجه الدول و الاحزاب . ساعتها لا تعد تسمع سوى صدى لصوتها و ليس صدى الواقع .و فى العصور القديمة سمعنا روايات عن ملوك حكماء تنكروا و ذهبوا الى الاسواق و سمعوا ما يقوله الناس من اجل ان يقتربوا من الواقع .
.
اما المشكلة التى نواجهها فى الشرق الاوسط ان الطموح نحو التغيير يتم توظيفه لمارب سياسية لدول كبرى .و هو ما راينا فى اكثر من بلد .يتحرك الناس مطالبين بالتغيير فيسارع اصحاب الاجندات الدينية و القوى المعادية الى التدخل تحت يافطة الدفاع عن الحرية.و لذا كنت قد حذرت اكثر من مرة ان لا يسمح بنوع من التقاطع بين القوى الامبريالية و المطالبين بالتغيير ,و هو تقاطع مصالح خطر جدا و سيكون فيها للقوى المعادية كلمة الفصل لانها الاقوى .
لا بد من محاولة فهم ما يجرى فى المنطقة بعيدا عن ثقافة الاستقطابات الحادة خاصة بين العرب . هذه ظواهر سوسيو سياسية لا بد من السعى لفهمها من اجل تكوين فكرة افضل لما يجرى .خاصة و قد اثبتت الاحداث ان مصير المنطقة مرتبط ببعضه البعض. .اعتقد اننا ما زلنا نعيش عصر تحولات كبرى على مستوى الشرق الاوسط قد تستمر لجيل اخر .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. رفح: اجتياح وشيك أم صفقة جديدة مع حماس؟ | المسائية


.. تصاعد التوتر بين الطلاب المؤيدين للفلسطينيين في الجامعات الأ




.. احتجاجات الجامعات المؤيدة للفلسطينيين في أمريكا تنتشر بجميع


.. انطلاق ملتقى الفجيرة الإعلامي بمشاركة أكثر من 200 عامل ومختص




.. زعيم جماعة الحوثي: العمليات العسكرية البحرية على مستوى جبهة