الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ذهنية تقزيم الكورد وتقبيحه لدى المثقف الشريك العربي

فياض اوسو

2019 / 1 / 2
القضية الكردية


المُلاحظ والمؤسف جداً ان في كل ازمة او الشعور بالمخاطر تواجه الكورد في شرقنا العظيم، تظهر بعض شخصيات عربية هنا وهناك ذات الشأن الثقافي او السياسي، ليقول كلمتهم الشهيرة عن المكون الكوردي "لعلهم يتعلمون هذه المرة" مبينا في المقام الاول شعوره دون مستوى الانساني تجاههم ليتوعظ فيهم ان حلفائهم يخونونهم دائما.
هذا الموقف يعطي انطباعين واحلاهما مرٌ، الاول عندما يكون نابع عن علم ومعرفة جيدة فيمكن توصيف الشعور بانه الحقد لاغير، اما اذا كان نابع عن الجهل فلا يجوز سوى الشفقة على المجتمع العربي العريق على انه مازال عالمهم جاهل.
كما قالها "عبدالباري عطوان" قبل ايام والمعروف عنه مثقف عربي ومواقفه المؤيدة لقضايا الشعوب الشرق، بل وزاد من الجملة الشهيرة بقوله: "الكورد خنجر مسموم في ظهر العرب"، ويستشهد بموضوع الاستفتاء الذي جرى في اقليم كوردستان العراق قبل عام، لما في ذلك من تعميم في رؤيته لتنوير العقل القارئ العربي لفهم القضية الكوردية كما يريد هو، وذلك عبر موقعه الرسمي على موقع يوتيوب.
فلا يعلم الكوردي كيف يرضي قائد العروبة هل يتحالف مع حاقد او جاهل في احسن الاحوال ويعيد التاريخ والحاضر ذاته، ام انه يلجأ للثقافة العربية ليتعلم التاريخ والجغرافيا لكي لا يخرج عن طور العشيرة في مفاهيم السياسة ويعادي كل ماهو غير عربي وغير اسلامي بسبب او بدون سبب.
بكل الاحوال الكوردي يضع كل ما يقال عنه او يحاك ضده في جعبته ويمضي قدما نحو اهداف انسانية يشهد لها العالم المتحضر، فمن كان يهاجم الامس القريب اقليم كوردستان عندما كان على رأس الحكومة المركزية في بغداد "حيدر العبادي" يطلب اللجوء الانساني الى اقليم كوردستان العراق اليوم.
فاذا ماتم الاصغاء الى الخطابات العنصرية كهذه، فذلك يعطى الحق في الرد بخطاب توجيهي للشعوب العربية لكي ينتفضوا على تاريخهم وجغرافيتهم ويراجعوا مفاهيمهم عن الانسانية قبل الخروج بانتفاضات وثورات ضد انظمتهم، وإلا سوف يعاد فشل تجاربهم ومنها القريبة ك"ربيع العربي" كما يسمونه، واتركوا الشعوب الاخرى تنال حقوقها وتأخذ مكانتها الطبيعية بين العالم، لتبقى لكم مايمكن الاشادة به في التاريخ المعاصر تجاه غيرك من الشعوب والاقوام.
على الرغم من سماع وقراءة عدد كبير من المثقفين والسياسيين والمحللين في تردد مصطلحات وجمل غير لائقة محاولة منهم في تقزيم الكورد كمكون اساسي من مكونات المجتمع البشري في الشرق الاوسط، مع ذلك لا يمكن ولا يجوز التعميم صفتا الجهل او الحاقد على عموم المجتمع العربي الشقيق والشريك في السراء والضراء ويجمعنا كل شي بمافيهم الاشخاص الذين يحملون فكر تطرفي وعنصري تتأذى منه قضايانا الانسانية, والاذى يمكن معالجته اذا تم تداركه، وتبقى الاساءة لمن افتعلها.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أردنيون يتظاهرون وسط العاصمة عمان تنديدا بالحرب الإسرائيلية


.. الأمم المتحدة تحذر من التصعيد في مدينة الفاشر في شمال دارفور




.. تكدس خيام النازحين غرب دير البلح وسط قطاع غزة


.. ما حدود تغير موقف الدول المانحة بعد تقرير حول الأونروا ؟ •




.. نتنياهو: أحكام المحكمة الجنائية الدولية لن تؤثر على تصرفات إ