الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ماذا انتم فاعلون ؟ ماذا انتم تنتظرون ؟

سعيد الوجاني
كاتب ، محلل سياسي ، شاعر

(Oujjani Said)

2019 / 1 / 7
مواضيع وابحاث سياسية


ماذا انتم فاعلون ؟ ماذا انتم تنتظرون ؟
في 31 دجنبر 2018 نشرنا بالموقع الالكتروني العربي التقدمي " الحوار المتمدن " ، وبحائطي الفيسبوكي ، مقالة بعنوان " سؤال وجيه الى قيادة جبهة البوليساريو " .
وفي 5 يناير 2019 نشرنا بنفس الموقع دراسة عنوانها " مساهمة بسيطة كي تخرج جبهة البوليساريو من الجمود " .
في الدراستين تساءلنا ، وسؤالنا كان بريئا ، لأنه لم يكن يقصد الاحراج او التنغيص ، بقدر ما كان يخص الوضع الاجتماعي ، والإنساني المزرى ، لصحراويي المخيمات المتمركزين بتندوف ، سائلين قيادة واطر الجبهة : ماذا انتم فاعلون ؟ ماذا انتم منتظرون ؟ :
1 ) إذا فشلت مفاوضات جنيف ، وهي حتما فاشلة ؟
2 ) إذا فشل مجلس الامن ، والجمعية العامة للأمم المتحدة ، عن إيجاد حل لنزاع من اقدم نزاعات العالم دام ثلاثة وأربعين سنة مضت ؟
3 ) إذا رفع العالم يده ونفضها عن المشكل ، وترك الحبل على الغارب ، بدعوى الملل ، والتعب ، وبدعوى استعصاء النزاع عن الحل ؟
4 ) إذا ضغطت واشنطن ، وهذا امر متوقع ، بسحب " المينورسو " لفشلها في القيام بمهامها التي حددها لها اتفاق وقف اطلاق النار سنة 1991 ؟
فهل ستستمرون في العيش ثلاثة وأربعين سنة أخرى بمخيمات تندوف ؟
وقد طرحنا انجع حل ، لا يخرج عن احد امرين :
ا – العودة بدون شروط ، وستكون عودة ذليلين ، منكسرين ، مستسلمين ، وهنا فان ما سينتظرهم سيكون اقرف مما يتعرض له الشعب المغربي ؟
ب – او الرجوع الى لغة السبعينات والثمانيات من القرن الماضي ، لغة السلاح ، وهذا لا ولن ينجو من مخاطر متعددة ، لان شروط الحرب السابقة ، ليست هي نفش شروط اليوم ، حيث تغيرت معادلات ، وخطط ، واستراتيجيات ، غيرت أصلا طبيعة أي مواجهة عسكرية مرتقبة ؟
وفي هذا الاطار دعونا الى اعتماد بيان مدينة سان سيباستيان الاسبانية ، الذي وصف الوضع ب " النفق الأسود " ، ودعا الى دمقرطة مؤسسات الجبهة ديمقراطية حقيقية . وهنا ، وللوصول الى هذه الدمقطرة ، اقترحنا عقد مؤتمر استثنائي لمعالجة جملة من الأمور ، التي على أساسها يصبح التحضير للمؤتمر الخامس عشر ، في متناول كل الصحراويين ، ولن يكون إعادة الى سلبيات المؤتمر الرابع عشر .
جبهة البوليساريو وكالمعتاد ، أعطت جوابها عن سؤالنا : ماذا انتم تنتظرون ؟ وماذا انتم فاعلون ؟ هل تقبلون العيش ثلاثة وأربعين سنة أخرى كمحتجزين عند عسكر الجزائر ؟
الرد هذه المرة ، كان مناورات عسكرية نظمتها الجبهة بالذخيرة الحية ، وبإطلاق كبة صواريخ من الأراضي الخارج عن الجدار . وهذا يعني ان قرار الجبهة في حالة فشل مسلسل السلام ، لن يكون غير الحرب .
من وجهة نظرنا نرى ان المناورات التي قامت بها الجبهة ، ليست رسالة بالعودة الى السلاح ، في حالة الفشل التام لحل النزاع . فما قامت به الجبهة ، عودتنا على القيام به ، كل مرة استشعرت هزة، او خطرا يهدد مصالح قيادتها ، كبيان سان سيباستيان ، او كلما قرب موعد لمجلس الامن ، او للأمم المتحدة لمناقشة اطوار النزاع .
فحتى تمارس القيادة الستالينية فن المراوغة ، والضغط ، وتفجر البالونات الهوائية ، اعتقادا منها ان هذه الأساليب ستضغط على مجلس الامن في اتخاذ قرارات تحت البند السابع ، او اتخاذ إجراءات تعاكس وحدة أراضي المغرب ، فهي تلجأ دائما الى تنظيم مثل هكذا مناورات عسكرية ، تكون بالنسبة للمجتمع الدولي كصيحة في واد .
والسؤال كم مناورات عسكرية بالأسلحة الحية نظمتها الجبهة بالتنسيق مع عسكر الجزائر ؟ وماذا أحدثت من ضغط ، او تغيير في اطار الصراع ؟ لا شيء .
ان المناورات التي أجرتها الجبهة امس الاحد ، لا تخيف حتى ذبابة ، فأحرى ان تخيف شعب التصق بوحدة أراضيه ،ووحدة عنصره لقرون ماضية .
ان مناورات الامس ، هي دليل ساطع على ارتباك العناصر القيادية الستالينية ، التي أصبحت تداهمها أمواج احرار الصحراويين الذين داقوا درعا باستبداد القيادة الجاثمة على صدر الصحراويين ، وداقت درعا من تحكم عسكر الجزائر في قراراها الذي لم يكن مرة بقرار .
ان مناورات الامس ، هي دليل ساطع على الخوف والارتباك السائد وسط القيادة ، وهي لم تكن غير اجراء تكتيكي ، لامتصاص غضب الصحراويين الذين داقوا درعا بالعيش ثلاثة واربعين سنة بمخيمات الاحتجاز بتندوف .
ان مناورات الامس ، ليست بجواب عن سؤالنا : ماذا انتم فاعلون ؟ وماذا تنتظرون ؟ لان اصل الحرب خدعة ، وسبق في توجيه الضربة . ومن سيحارب لا ولن يكون مجبرا للتهديد بمناورات لن تزيح دجاجة عن بيضها .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بلينكن ينهي زيارته إلى الصين، هل من صفقة صينية أمريكية حول ا


.. تظاهرات طلابية واسعة تجتاح الولايات المتحدة على مستوى كبرى ا




.. انقلاب سيارة وزير الأمن الإسرائيلي بن غفير ونقله إلى المستشف


.. موسكو تؤكد استعدادها لتوسيع تعاونها العسكري مع إيران




.. عملية معقدة داخل المستشفى الميداني الإماراتي في رفح وثقها مو