الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تاثير اصلاحات الملك اورنمو على ازدهار المملكة السومرية الحديثة

فراس حاتم

2019 / 1 / 8
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات


تاثير اصلاحات الملك اورنمو على ازدهار المملكة السومرية الحديثة
كتابة :فراس حاتم
01/02/2019
----------------------------------------------------------------------
الحضارة السومرية كانت و لازالت من اعظم الحضارات في التاريخ القديم لما قدمت الى الانسانية من انجازات ساهمت في تغيير حياة الانسان نحو الافضل لكن و بدافع الفضول ما قصة نمو هذه الحضارة و من هو ابو النمو الشامل لها بالرغم ان المملكة السومرية مرت بمراحل تغيير مختلفة لها بين عامي (2047-2030 ق م) من حكم الملك اورنموالذي يعد من الملوك السومريين العظماء الذين وضعوا اصلاحات سياسية و اقتصادية و اجتماعية قادت لبناء دولة سومرية قوية يحترم فيها القانون الذي سن قبل مسلة حمورابي بثلاثة قرون .حيث البداية في رحلة الملك اورنمو الاصلاحية ارساء دولة المؤسسات و القانون من خلال سن اول دستور في التاريخ. وتأسيس اول نظام ملكي دستوري يقوم على اساس سن تشريعات قانونية تعد الأولى من نوعها في تاريخ بلاد ما بين النهرين والشرق الأدنى القديم تقوم على مبدأ تنظيم العلاقات بين افراد المجتمع من جهة وبين المعبد وبين القصر الملكي من جهة أخرى ونصت القوانين على فصل الدين عن الدولة من جهة و ترسيخ مبدأ فصل السلطات من جهة اخرى و التي تضمن قوانينها العادلة و الصارمة منع الكهنة وكبار الموظفين من استغلال وظائفهم الدينية والحكومية لتحقيق السلطة والثراء على حساب الشعب. وتعتبر من أقدم القوانين و افضلها على الاطلاق التي تم الكشف عنها حتى الآن والتي كتبت باللغة المسمارية، حيث أن القانون كان يتألف من مقدمة تليه مواد قانونية ثم ينتهي بالخاتمة، وكانت المقدمة مخصصة للحديث عن اورنمو ثم المواد القانونية التي تعالج اثنتان وثلاثون قضية سياسية اقتصادية واجتماعية. الاساس لاول نظام فيدرالي اتحادي في التاريخ يكون النظام الرسمي للدولة من خلال انشاء الاقاليم التي اغقبت توحيد البلاد بعد تحرير الاقاليم من سلطة الكوتيين و اعلان أور كعاصمة سياسية للمملكة السومرية. بينما إريدو التي بناها الملك ماردوخ و لها قيمة تأريخية تم وضع العاصمة التاريخية للمملكة السومرية لكونها موقع بناء برج بابل الشهير. اما أوروك التي كانت مزدهرة تجاريا انذاك و تقارن اليوم بدبي و نيويورك و هونغ كونغ و في ذات الوقت كانت لها سلطة عسكرية ضخمة لحماية تجارتها الضخمة مع دلمون اي البحرين و بلاد فارس في ايران و مجان في سلطنة عمان و الهند .اما لكش التي كانت مركز زراعي مهم و تجاري بالرغم الصراغ مع مملكتي اداب واوما التي تم ضمهما لاحقا الى الاقاليم لنفس امكانيات لكيش مع نيبور و كيش ذات القيمة الروحية التي هي اول مدينة يتربع فيها ملك بعد طوفان النبي نوح الشهير. تمكن الملك أورنمو من توحيد المدن و اتحادها بعد حرب تحرير ضد حكم الكوتيين ليتمكن من استعادة حكم بلاد الرافدين من الكوتيين الذين سيطروا على البلاد سابقا واسقطوا الإمبراطورية الأكدية،حيث لقب نفسه بملك بلاد سومر وأكد و اعتماد النظام الفيدرالي اساس لحكم البلاد و تنظيم سياستها الداخلية و الخارجية على حد سواء يقوم على اساس التكامل السياسي و الاقتصادي و الاجتماعي بين المركز و الاقليم من خلال ترسيم ووضع الحدود الفاصلة بين المدن والأقاليم التي اختلطت بعد الفوضى التي قام بأحداثها الكوتيين ولان النظام الفيدرالي في الدولة السومرية كان الضمانة الوحيدة لقوة الدولة بكل مكوناتها من خلال نظام اتحادي حيث تتحد هذه الأقاليم على أساس امكانياتها السياسية و الاقتصادية و الاجتماعية سواء طبيعية او بشرية لتكون مصدر قوة للفرد و المجتمع من خلال تحديد سلطة كل من الحكام المحليين وحكام المدن والأقاليم و مسؤولية ادارتهم لتشجيعهم على المشاركة في صنع القرار في ارساء مبدأ الحكم الرشيد في ادارة الدولة السومرية بمهنية عالية و شراكة كل مكوناتها آشوريين و كلدان وأكدبين و بابليين و سومريين فابتحادهم تكمن قوتهم .غير عن ذلك ،حل الخلافات والمنازعات المتعلقة بالحيازات البيئية المتعلقة بالأراضي ومصادر المياه حيث أوصى بشق قنوات للري لايصال مياه نهري دجلة والفرات إلى الأراضي الزراعية، وصيانة القديم منها الأمر الذي ساهم في تعزيز الحكم المحلي للأقاليم السومرية و جعل المملكة لقوى و أفضل و مزدهرة في كل نواحي الحياة . اما المجال العمراني قد شهد تقدم و ازدهارا كبير لما كان انعكاسا إيجابيا على وضع البلاد المتقدم سياسيا و اقتصاديا حيث تمكن الملك أورنمو من بناء وتشييد عدة معابد منها مبنى الزقورة في أور وكذلك قام ببناء معابد في المدن نيبور ولارسا وكيش وأداب واوما و غير عن بناء بنى زقورة للآلهة إنّيانا في عاصمة دولته اور، وتشييد وبنى العديد من المباني وترميم ما تهدم من معابد الآلهة في المدن السومرية المختلفة و بناء حصن المدينة التي تطل على نهر الفرات من جهاتها الثلاث ليحمي المدن من اي هجمات معادية او غزوات ليعيش المواطن السومري بامن و امان . و ان ارساء الحكم الرشيد لم يتوقف على الملك اورنمو الذي سار على خطاه ابنه الملك شولكي (2093 – 2046) قبل الميلاد في حكم مدينة أور وحكم المملكة حوالي 48 عاماً مكنته من إنشاء وتعمير المملكة وإعادة توسيع بعض المنشآت في مدن سومر وأكد وفي مقدمتها إكماله بناء عدد من المعابد والزقورات كزقورة اور نفسها وزقورة الوركاء واهتم بمدينة اريدو ومعابدها. و كان تاثير هذا العمل الدوؤب هو ازدهار المملكة السومرية من خلال نضوج حركة العلم و المعرفة و اختراع الاختام و العجلات و ازدهار التجارة بسبب استقرار النظام السياسي السومري الاتحادي الذي يقوم على احترام المؤسسات الحكومية و القوانين و التشريعات التي سنت من اجل نهضة المملكة السومرية و ريادتها و جعل الحياة فيها افضل و اكثر احتراما لقيمها .ولكن من يرى اليوم يظن ان هذه الارض مزدهرة و لا يعرف بعد 9000 عام كيف هي ارض سومر التي كانت حلم و امل الجميع فلنتخيل لو يتم تطبيقها في عصرنا الحديث ما النتائج التي ستكون عليها لو تكون هذه الاسس في بناء دولة حديثة قادرة على احترام القانون و الدستور واحترام مبدا فصل السلطات و الدين عن الدولة لتكون دولة مدنية تلبي احتياجات الانسان المعاصرة ؟ ترى لو اطلعنا عليها اي سنكون الان في رحلة بناء الدولة الحديثة ؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مظاهرات الطلاب الأمريكيين ضد الحرب في غزة تلهم الطلاب في فرن


.. -البطل الخارق- غريندايزر في باريس! • فرانس 24 / FRANCE 24




.. بلينكن في الصين.. مهمة صعبة وشائكة • فرانس 24 / FRANCE 24


.. بلينكن يصل إسرائيل الثلاثاء المقبل في زيارة هي السابعة له من




.. مسؤولون مصريون: وفد مصري رفيع المستوى توجه لإسرائيل مع رؤية