الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


طغيان -المادة- على علاقات الحب

محمد قويط

2019 / 1 / 9
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


الجدير بالذكر هنا أننا لا نحاول الدفاع عن شخص لصالح آخر ، أو الاصطفاف مع أيديولوجية ضد أخرى ، أو محاولة منا استعراض عضلاتنا الفكرية لإفحام الآخر بفكرة أو قضية لا يريد الإ قتناع بها بسابق إصرار منه ، أو نحاول تفريغ "مكبوتاتنا النفسية " لإثارة الآخر وجلب انتباهه، إن المسألة أعمق بكثير من بعض الثنائيات العمياء والترهات الباذخة والحوارات الفارغة كما وكيفا
إننا هنا بصدد الاعتراف بما هو مجسد وكائن بمعيشنا اليومي و الإجتماعي ، كيف لها وهو القادر على لململة علاقات المجتمع إنسانيا وقيميا ، ويساهم في استقراره واستمراره وكينونته ، وأيضا تحطيمه وتدميره كليا من زاوية معاكسة
وأنت تبحث بمحرك البحث "كوكل" أو منصات التواصل الإجتماعي بشبكة الأنترنيث ، و بمجرد أن تكتب على خانات بحثها التلقائية كلمة " حب " ستمدك بمئات التعابير والمقالات والصور والمرئيات والأبيات الشعرية النثرية والعلمية ...الدالة على هذا الشعور الإنساني الوحدوي الذي يلعب دورا هاما في تحقيق استقرارنا النفسي و الإجتماعي .
إن الحب مسألة كونية تسكن أعماقنا وذواتنا النفسية ، فهو إحساس نكنه تلقائيا لمن نأنس بوجودهم ونطمأن لحضورهم ، ونسعد للقياهم، إننا لا نستطيع بحق إعطاء تعريف واصف ودقيق لما يسكن قلبنا من وصف هذا الشعور" الغريب" الذي يفوق الإعجاب ويتجاوزه لدرجة الجنون و"العذاب النفسي"
واهم من ينكر عدم سقوطه في حب أحدهم ، بمرحة من مراحله العمرية ، سواء تعلق الأمر بالمرحلة الدراسية أو طيلة مرحلة الشباب الزاهرة أو حتى في مرحلة متأخرة من العمر ، لا يتعلق الحب بمكان أو زمان أو مرحلة عمرية بعينها ، بل بظروف التقارب النفسي والرضى والميول الطبيعي للآخر ،
يحكي لي العديد من الأصدقاء من كلا الجنسين بشكل شبه يومي على تجاربهم الحياتية الفاشلة والمتعلقة أساسا بعلاقة الحب التي كانت تجمعهم مع شخص معين في مرحلة من المراحل ، ويلخصون تجاربهم الفاشلة بطغيان المادة التي أقبرت أو لنقل أجهضت "علاقة حبهم الصادقة" ، الحديث هنا يجرنا لبسط مفهوم المظاهر الإجتماعية التي غالبا ما ترسم معالم المجتمعات المتخلفة ، حينها نتعلق بالمادة /الشكل / المال عوض الجوهر /الروح ،
لا يمكننا سوى التأكيد على هذا من خلال ما نعيشه وماعشناه وسط مجتمعاتنا المحلية ، التي لازالت تعطي الأولوية لصاحب اللباس والمظهر والسيارة الفاخرة ، عوض الإنسان الذي يحمل في رصيده الثقافي قدرا لا يستهان به من المعرفة والأخلاق ، لا تكفي هاته المعطيات الغير مادية (في مقابل المادة / المال) تحقيق الاندماج بشكل فعلي يحس معه صاحبه باستقرار اجتماعي ، فالإنسان العاطل أو الذي لايحقق استقرارا ماديا مهما بالمجتمعات المتخلفات قليل ما يفلح في تكوين أسرة ومنزل متواضعين وحتى وإن فعل ذلك ، ستقوم بملاحقته تبعات الغلاء والمصاريف الصادمة التي تفوق راتبه الهزيل
يعلل الكثيرون فشل علاقتهم العاطفية أو حتى الأسرية ، بعدم توفر العنصر المادي الكافي والقار الذي يحبط العملية الإجتماعية ويجعلها تسير قدما نحو الإستقرار الإجتماعي
قد تختلف الرؤى ووجهات النظر ، بشكل أو بآخر حول المسألة لكن الواضح الذي نعيشه من تجاربنا أثبت بشكل ظاهر ومؤسف مدى تعلق الشخص بالمظاهر المادية عوض الجوهر الذي يحركنا جميعا ويميزنا عن الآخر "الغير"
إننا لاننكر نجاح وجود علاقات "حب" انطلقت من مستوى الصفر إلى حين الاستقرار الفعلي ، كما لا ننكر أيضا التضحيات الكبيرة التي يبديها البعض اتجاه " حب صادق وعفوي" ، لكن الواقع الغالب يفوق تلك التضحيات المحدودة ، ولعل المثل الشعبي المغربي يلخص المسألة بالقول " اللي معندو فلوس كلامو مسوس"








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تفكيك حماس واستعادة المحتجزين ومنع التهديد.. 3 أهداف لإسرائي


.. صور أقمار صناعية تظهر مجمعا جديدا من الخيام يتم إنشاؤه بالقر




.. إعلام إسرائيلي: نتنياهو يرغب في تأخير اجتياح رفح لأسباب حزبي


.. بعد إلقاء القبض على 4 جواسيس.. السفارة الصينية في برلين تدخل




.. الاستخبارات البريطانية: روسيا فقدت قدرتها على التجسس في أورو