الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل تريد إيران، حقاً، تدمير إسرائيل؟

تسفي برئيل

2019 / 1 / 10
مواضيع وابحاث سياسية



جرى، مؤخراً، نقاش علني ساخن بين وزير الخارجية الإيراني، جواد ظريف، وبين مراسل الصحيفة الفرنسية «لابوام». في المقابلة التي أجرتها الصحيفة مع الوزير سئل ضمن امور اخرى عن نية ايران تدمير اسرائيل ولماذا كتب على صواريخها البالستية كلمات «الموت لإسرائيل». رفض ظريف مجرد طرح هذا السؤال: «متى قال أحد ما إن ايران تريد تدمير اسرائيل؟ اذكر لي شخصا واحدا قال ذلك». ورداً على ذلك اقتبس المراسل اقوال الرئيس الايراني، محمود احمدي نجاد، في 2007: «اسرائيل يجب أن تختفي من الخارطة». أجاب ظريف: «احمدي نجاد اقتبس عن آية الله الخميني الذي قال إن اسرائيل ستختفي من صفحات التاريخ. وهو لم يقل إنه يريد تدميرها». السياسة الاسرائيلية وسلوكها سيؤديان الى أن تتدمر ذاتيا، قال ظريف.
تردد صدى هذه المقابلة في ايران، حيث ظهر أن هذه هي المرة الاولى التي يقول فيها مصدر رسمي في ايران بصراحة إن ايران لا تريد تدمير اسرائيل، خلافا للتحليلات في الغرب وفي اسرائيل، التي بحسبها يشمل التهديد الايراني ايضا استراتيجية لتدمير اسرائيل. ايضا المتحدث بلسان وزارة الخارجية الإيرانية، بهرام قاسمي، قال إن «اقوال ظريف تتفق مع السياسة الثابتة لإيران»، وإن السؤال الذي وجه له هو سؤال مخادع، حيث إن «الخميني وخامنئي قالا حقا إن اسرائيل ستختفي عن وجه الارض خلال 25 سنة بسبب سياستها، لكنهما لم يقولا إن ايران هي التي ستدمرها... ايران لم تهدد بتدمير اسرائيل، بل اسرائيل هي التي تهدد بتدمير ايران».
لم يقتنع كل المحللين الايرانيين بذلك. صحيفة «كيهان» اتهمت ظريف بتشويه اقوال الخميني، وبالانحراف عن اهداف الثورة الاسلامية، التي تشمل حسب اقواله تدمير اسرائيل. محللون آخرون اقتبسوا اقوال زعماء ايرانيين تحدثوا عن اسرائيل وكأنها ورم سرطاني يجب تدميره، وتصريحات خامنئي في 2012 التي بحسبها، ايران ستساعد كل دولة أو منظمة تحارب الدولة الصهيونية.
في المقابل، كان هناك من لم يخافوا من نشر اقوال انتقادية ضد استمرار سياسة ايران المناوئة لاسرائيل، مثل هادي برهاني، استاذ في شؤون الشرق الاوسط في جامعة طهران، والذي كتب في مقال نشره في موقع «صديق أون لاين» أن ايران تدفع ثمنا باهظا لسياستها، حيث إن معظم العالم يرى بهجمات اسرائيل على ايران نشاطات مشروعة تهدف الى مواجهة نية ايران تدمير اسرائيل. «الهدف الاساسي لسياسة ايران هو صد السياسة العنصرية لاسرائيل وليس تدميرها».
المحلل الايراني المعروف، صادق زيبكلام، الذي يعيش في ايران، أضاف إن «السؤال ليس هل ايران ستدمر اسرائيل أم أن اسرائيل ستدمر نفسها، بل من اعطى ايران المسؤولية عن تدمير اسرائيل، وهل معظم الجمهور يؤيد ذلك». مراسلون ايرانيون آخرون طلب منهم الرد على اقوال ظريف قالوا إنه «يبدو أن هذه سياسة ايرانية جديدة، وهذا أمر مهم».
أكثر من الخلاف على الدقة في الصياغة أو حول التحليلات الدلالية لاقوال ظريف، فان مجرد الحساسية بشأن هذه الاقوال، والخلاف حول جوهرها الذي يجري في ايران، يجد صدى له ايضا في اسرائيل، التي لا يجري فيها مطلقا أي نقاش عام حول ما اعتبر هنا امرا مسلما به – الادعاء بأن ايران تسعى بنفسها الى تدمير اسرائيل.
المزاج العام، مقالات انتقادية للنظام، أو تحليلات سياسية تنشر في ايران، والتي لا تتفق مع التصريحات الرسمية، لا تصل تقريبا الى علم الجمهور الاسرائيلي. «عندنا يقرؤون الصحف الاسرائيلية المترجمة الى الانجليزية، نعرف من هم السياسيون الاسرائيليون، نتابع تحقيقات نتنياهو ونحاول فهم المجتمع الاسرائيلي»، كتب لـ»هآرتس» صحافي ايراني، يجري الاتصال معه عبر طريق ملتوية بوساطة البريد الالكتروني. في إسرائيل فقط هناك حفنة من المحللين في المستوى الاكاديمي ورجال الاستخبارات يقرؤون الصحف الايرانية، رغم أن عددا من الصحف المهمة تنشر في الانترنت، حتى بالانجليزية أو العربية.
ليس كل الايرانيين منشغلين طوال النهار بشؤون الذرة والصواريخ واسرائيل و»حزب الله» أو العقوبات منذ تشرين الثاني. عرض «البؤساء» يملأ قاعة المسرح في طهران في كل ايام الاسبوع، رغم أن أسعار التذاكر يتراوح بين 4 – 20 دولارا، وهو سعر مرتفع بالنسبة لمواطني ايران. الممثلات لا يسمح لهن بكشف شعرهن، وغناؤهن مصحوب باصوات خلفية كي لا يغنين بشكل منفرد خلافا للقانون، لكن المخرج حسين برسائي اهتم باضاءة مثيرة للانطباع، ثلج صناعي وفرقة موسيقية. هو يتفاخر بأن الزعيم الاعلى، علي خامنئي، اعطى شهادة أهلية للعرض عندما قال إن «كتاب فكتور هوغو مدهش، كتاب عن المحبة والشفقة».
من شاهد العرض أمكنه الاستمتاع باوبرا «كرمِن» التي تعرض هذه الايام في طهران. ولكنها مخصصة فقط للنساء. المسرح والاوبرا لا تحول النظام في ايران الى نظام ليبرالي اكثر. النظام لا يكف عن التسلح والتهديد، لكنه يعرف أنه من اجل أن يحظى بجمهور مطيع لا يستطيع الاكتفاء بتعليم الدين.
عن «هآرتس»








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. استعدادات إسرائيلية ومؤشرات على تصعيد محتمل مع حزب الله | #غ


.. سائق بن غفير يتجاوز إشارة حمراء ما تسبب بحادث أدى إلى إصابة




.. قراءة عسكرية.. المنطقة الوسطى من قطاع غزة تتعرض لأحزمة نارية


.. السيارات الكهربائية تفجر حربا جديدة بين الصين والغرب




.. طلاب أميركيون للعربية: نحن هنا لدعم فلسطين وغزة