الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


دور العلاقات الدولية في احلال السلام في شبه الجزيرة الكورية

فراس حاتم

2019 / 1 / 18
السياسة والعلاقات الدولية


دور العلاقات الدولية في احلال السلام في شبه الجزيرة الكورية
كتابة :فراس حاتم
-------------------------------------------------------------------
شبه الجزيرة الكورية من اكثر المناطق في العالم اهمية لموقعها الجغرافي و الاستراتيجي على مدى التاريخ و هي ايضا خزان تاريخي ضخم في الديانة البوذية و التي تعد النواة لانطلاقة الديانة البوذية و دراستها و جعلها معاصرة قبل الهند ,الصين و اليابان.عانت شبه الجزيرة الكورية من الغزو الياباني عام 1910 الى 1945 في اواخر الحرب العالمية الثانية و ما ان فتئت تلك المنطقة حتى دخلت في حرب دموية تدخلت فيها قوى كبري مثل الولايات المتحدة و الصين و روسيا و هي من اوائل صفحات سجل الحرب الباردة و التي نتجت عنها تقسيم شبه الجزيرة الكورية الى شطرين الاول شمالي ذو الميول الشيوغية و الاخر جنوبي ذول الميول الراسمالية لكن مع عداء تاريخي الى ان تم فتح صفحة جديدة في العلاقات بين البلدين في عام 1999 في زيارة وصفت بالتاريخية للرئيس الكوري الجنوبي كيم داي جونغ الى بيونغ مع الرئيس الكوري الشمالي كيم جونغ ايل و الاتفاق على عهد جديد في العلاقات بين البلدين و اعادة لم شمل العائلات التي مزقتها الحرب بين البلدين .لكن و مع تسارع الاحداث و تقاطع المصالح الدولية فيها و كشف برنامج كوريا الشمالية النووي المثير للجدل هنا توترت العلاقات و اصبحت على المحك بين البلدين في ظل مناخ يعج بالاحداث و التجاذبات الاقليمية و الدولية حيث فشل المحادثات السداسية و نجاحها احيانا و تلويح بحرب احيانا اخرى لكن هذا لم يمنع الامل من الصمود من اجل السلام و الوحدة بين البلدين و بقاء نوايا السلام قوية بين البلدين من خلال مساعدات لكوريا الجنوبية التي تتمتع بمستوى معيشي عالي الى جارتها الشمالية التي يسودها الفقر المدقع و الحرمان من مقومات العيش الكريم سواء كانت انسانية ,مادية او السماح للعبور و العمل في المنطقة العازلة بحرية و تصدير المنتجات الكورية الجنوبية لهم .و ليس هذا فقط ,فكلا البلدين كانت رغبة السلام و العيش المشترك موجودة فيهم من خلال رفضهم للحرب و العودة اليها مرة اخرى و تكرار مأساة لاتحمد عقباها بل جعل الخط بين البلدين مفتوح من خلال قنوات دبلوماسية صينية ,يابانية ,روسية و امريكية لنقل وجهات النظر و الاتفاق الضمني على الحفاظ على استقرار المنطقة لكن ليس قبل ان يقوم البلدين من كلا الكوريتين للجلوس على طاولة واحدة في محادثات المنطقة العازلة و الاتقاق على استئناف العلاقات بين بعضهم البعض من دون شروط و حل الخلاقات العالقة بالحوار و التفاهم بعيدا عن التشنجات ,التهديد و الوعيد من كلا الطرف و تبادل الاتهامات بل بوضع مصلحة شبه الجزيرة الكورية اولا و اخيرا قبل اي مصلحة اخرى .الامر الذي جعل الولايات المتحدة الامريكية الى الجلوس في طاولة محادثات في سنغافورة لنبذ كل الخلافات و الاتفاق على لقاءات جديدة بعد وساطات صينية و روسية في هذا الشان الامر الذي جعل الوصول الى اتفاق سلام في شبه الجزيرة الكورية امرا ممكن جدا بتحويل اتفاق الهدنة الى اتفاق سلام و ربما توحيد الكوريتين مستقبلا فمن يعلم ؟؟!! فمن كان يتوقع خفض التوتر هذا و الجموح الى الاستقرار في منطقة مزقتها الحرب لتكون منطقة تنعم بالازدهار السياسي و الاقتصادي و ارساء التنمية فيها من خلال توظيف العلاقات الدولية فيها لكن هناك اسئلة ما هي خيارات كوريا الشمالية في الوحدة مع جارتها الجنوبية هل ستطبق نموذج الثورة الثقافية الصينية او الانفتاح من خلال ابقاء النظام الشيوعي واجهة للراسمالية الجديدة لتواكب متطلبات العصر او ما حصل في المانيا الشرقية و الغربية بهدم جدار برلين الذي ليس فقط جدار خرساني بل رمز للجدار السياسي و الاقتصادي و الفكري ام مثل البروسترايكا الروسية التي انهى فيها الرئيس ميخائيل غورباتشوف الاتحاد السوفيتي سلميا ؟ كل هذه السيناريوهات وحدها الايام تثبت فكل واحدة ان حصلت هي خير للجميع .لكن هنا اسال هل الجانب الغربي من القارة اي الشرق الاوسط و الدول العربية ان تاخذ هذا الدرس بجدية في احلال السلام للمنطقة و جعل القارة الاسيوية العريقة قارة السلام و التنمية فهي ليست احسن من اي قارة اخرى و لا تكتل قاري اخر لكن المشكلة في ان العلاقات الدولية لم توظف فيها لاحلال السلام بل لديمومة الحرب الى ان يجلس ابناء المنطقة جميعا و يتفقوا على ان يكون السلام اولا و اخيرا من دون نزاع بغض النظر عن الانتماء الديني ,المذهبي او العرقي بل باسم الاخوة و الانسانية و الحضارة التي تجمعهم على غرار شرق اسيا في كوريا و الصين و اليابان لا من اجل شي بل من اجل الاجيال القادمة لتكون وريثة ثقافة سلام و ازدهار لا نزاع و اقتتال فلنتخيل لو هدمت الجدران و عبرنا العوائق للسلام كيف سنكون و اين يجب ان نكون ؟ الجواب هو ان حصلت الارادة فالتاريخ سيكون لنا خير منصف و سند لان الوقت حان له فالحاجة للسلام اصعب من الخيال في الشرق الاوسط .
تحياتي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الطاولة المستديرة | الشرق الأوسط : صراع الهيمنة والتنافس أي


.. رفح: اجتياح وشيك أم صفقة جديدة مع حماس؟ | المسائية




.. تصاعد التوتر بين الطلاب المؤيدين للفلسطينيين في الجامعات الأ


.. احتجاجات الجامعات المؤيدة للفلسطينيين في أمريكا تنتشر بجميع




.. انطلاق ملتقى الفجيرة الإعلامي بمشاركة أكثر من 200 عامل ومختص