الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


خطوات عملية على الصعيدين التنظيمي والجماهيري

الحزب الشيوعي السوداني
(Sudanese Communist Party)

2019 / 1 / 21
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان



بقدر ما تستطيع الجماهير تنظيم صفوفها بقدر ما تستطيع احراز النصر والحاق الهزيمة بمخططات النظام..
لا نناضل فقط من أجل التغيير السياسي وإنهاء حكم الرأسمالية الطفيلية بل نناضل من أجل أن يظل السودان دولة واحدة وشعب يملك إرادته وموارده
هذه الخطوات المتسارعة باتجاه الهبوط الناعم.. لم تأت وليدة رغبات ذاتية أو بسبب توازن الضعف (كما يطلقون عليه)، أو نتيجة هبوط المعنويات الثورية لأقسام من المعارضة كانت حتى وقت قريب تنادي بالانتفاضة الشعبية لإسقاط نظام الرأسمالية الطفيلية.. ولكنها مخطط امبريالي دولي يعيد الآن تشكيل العالم.. وبخاصة الدول النامية – وفق خارطة تُكرِّس مصالحه.. الاقتصادية والعسكرية والسياسية. تحت مختلف المسميات ( الشرق الأوسط الجديد- محاربة الإرهاب- الفوضى الخلاقة الأفريكوم.. الخ).

ولكي ينجح هذا المخطط في بلادنا فإن المطلوب:

توسيع قاعدة النظام الاجتماعية والسياسية بما لا يغير من طبيعته الطبقية.. أي إعادة إنتاج النظام مرة أخرى.. بعد جر اقسام من المعارضة إليه.. بوسائل عديدة ( إحياء خارطة الطريق.. اجتماعات باريس وبرلين.. أديس أبابا.. الخ).
إضعاف.. أو ضرب القوى التي يمكنها عرقلة هذا المخطط. وعلى رأسها الحزب الشيوعي وتحالف قوى الإجماع.. أيضاً بمختلف الوسائل ( اعتقالات - تفتيش – مراقبة _ تغيير القوانين مثل قوانين الصحافة والأحزاب... الخ).
على مستوى المحاولات المستمرة لقطع الطريق أمام الانتفاضة وإشاعة اليأس والاحباط وسط الجماهير، كانت دورة ل.م مايو 2016 قد استعرضت اجتماع اطراف نداء السودان بما فيها قوى الإجماع الوطني والتي خرجت آنذاك بميثاق نداء السودان وهو البديل الديمقراطي وبرنامج ما بعد اسقاط النظام وجاء تتويجاً لاجتماعات سابقة في برلين 2015 وباريس.وأعلنت أطراف اللقاء بوضوح عدم موافقتها على أي مقترح او طرح لأن يكون الحوار مع النظام بمثابة حوار دستوري وطني يفضي إلى وضع دستور واجراء انتخابات في إطار النظام دون تفكيكه وإنهاء هيمنته. بيد أن ما خرج به الاجتماع اعترض عليه المبعوثون الدوليون (مندوبو الترويكا + كندا + مندوبة ألمانيا)- ففي اليوم الأخير من اجتماع باريس أبريل 2016 وبعد انقضاء اعماله عُقِدَ اجتماع مع عدد من المبعوثين الدوليين وفق البرنامج المُعدِّ من منظمي الاجتماع وهي منظمة الحوار الإنساني. حضر الاجتماع مندوبو الترويكا ومندوب كندا ومبعوثة ألمانية مسؤولة عن شؤون القرن الافريقي. وقد كان طرحهم صادماً وصلفاً أبان بوضوح تام موقف المجتمع الدولي وانحيازهم التام للنظام وسياساته إذ لا يرون حلاً لقضية السودان إلا عبر خارطة أمبيكي واعتبارها الفرصة الاخيرة للحل، فالهبوط الناعم هو مشروعهم الذي لن يتخلوا عنه، وطالبوا بضرورة توقيع المعارضة عليها ورفضوا واستنكروا بشدة محاولة المشاركين في اجتماع أديس ابابا الاخير من قوى المعارضة في لقائها مع الحكومة، ذم تصرفات أمبيكي تجاههم وإلقاء اللوم عليه بطرحه الخارطة مباشرة في الاجتماع دون اطلاعهم عليها وافاض المبعوثون في حديثهم بأنهم قاموا بتدبير هذا الاجتماع لقوى المعارضة الرئيسية للتوافق حول الحوار مع النظام واضافوا (لم تتم دعوتكم للحديث عن الانتفاضة على حساب دافعي الضرائب في بلادنا)، وهددوا باتخاذ عقوبات ضد كل من يعرقل أو يرفض الوصول إلى حل عبر الحوار مع النظام. إذن فالهدف من تلك اللقاءات كان ولازال توحيد المعارضة لأجل التسوية السياسية مع النظام وفق المخطط الامبريالي. وما زال مستمراً حتى اللحظة الراهنة الترويج والدفع بالمخطط، فما خرج به اجتماع نداء السودان في باريس والأجندة المطروحة من نداء السودان لاجتماع برلين نهاية يونيو 2018 ترمي لإحياء خارطة الطريق الإفريقية وهي بوابة الهبوط الناعم.. والتسوية مع النظام يتزامن معها بالداخل.. اللقاءات الثنائية بين المؤتمر الوطني وبعض القوى السياسية حول الانتخابات والدستور.. الخ. من أجل تمهيد الأرض لخارطة الطريق.. وجر أقسام أخرى من القوى المدنية والمهنية لهذا الطريق كما أعلن ذلك اجتماع نداء السودان بباريس في فبراير 2018م.

على صعيد آخر فإن هَبَّة يناير 2018 وصعود الحركة الجماهيرية في مقاومتها لإسقاط النظام.. وما تلاها من تداعيات بعد ذلك (ميثاق الخلاص الوطني – تغييرات داخل الحزب الحاكم) تأتي دليلاً على أننا في خضمِّ أزمة ثورية.. وبمثلما يتوقف استمرار الثورة على العديد من العوامل المختلفة والتي من بينها عمق الأزمة الاقتصادية والاجتماعية والسياسية للنظام وفشله في إدارة الحكم بذات الأسلوب المتبع من قبل، ومدى تفكُّك وتماسك الطبقة الحاكمة أثناء محاولاتها إحتواء الأزمة وإضعاف الحركة الجماهيرية وهزيمة الثورة. لكن العامل المُكمِّل ذو الأهمية هو وحدة وتنظيم الجماهير لصفوفها أثناء النضال، وبقدر ما تستطيع الجماهير تنظيم صفوفها بقدر ما تستطيع احراز النصر والحاق الهزيمة بمخططات النظام.. وتحقيق النصر والحفاظ عليه للوصول إلي غايات الشعب المُبتغاة والتقدم بالثورة إلى الأمام.. هذه المسألة بالذات هي الواجب الأكثر أهمية لنا نحن في الحزب الشيوعي.. أو في تحالفنا التكتيكي (قوى الإجماع).. ولكن لا يكفي فقط وضع الإطار النظري أو تلقين الدروس للحركة الجماهيرية.. دون خطوات عملية واستقراء الواقع.

أولاً: نكرر هنا القول بأن الطريق للانتفاضة الشعبية و تنظيم وتعبئة الجماهير يمر عبر لجان المقاومة في السكن والعمل..الخ. ولكن كيف الطريق إلى لجان المقاومة نفسها؟!.

ثانياُ: أن الانتفاضة الشعبية تتطلب اوسع جبهة لإسقاط النظام.. ولكن أي جبهة.. وأي تحالفات أو حدود دنيا ؟!.

إن السودان أمام منعطف تاريخي حاد، وبقاؤه واستمرار وحدة نسيجه الاجتماعي على المحك الآن.. لا نناضل فقط من أجل التغيير السياسي وإنهاء حكم الرأسمالية الطفيلية بل نناضل من أجل أن يظل السودان - أو ما بقى منه بعد فصل الجنوب - دولة واحدة وشعب يملك إرادته وموارده، في ظل مؤامرات دولية تهدف لتقسيم بلادنا وخلق دويلات متناحرة.. يسهل ابتلاعها.. وسرقة مواردها.

كيف الطريق إلى لجان المقاومة وأي تحالفات تتخذها؟

إن الاجابة على ( أولاً وثانياُ) هي تحقيق الحزب للوحدة الفكرية والتنظيمية بإعتبارها أمراً في غاية الأهمية للانطلاق بموقفنا الثوري إلى الأمام، ليس بمعزل عن الجماهير بل في معترك نضالها اليومي ومقاومتها التي لا تهدأ.
العمل الجماهيري الواعي المنظم هو طريقنا إلى لجان المقاومة، والمنصة التي تنطلق منها هذه اللجان بما فيها الجبهة الواسعة هي التحالفات الديمقراطية ( تحالفنا الاستراتيجي) في الطلاب والشباب والنساء والعمال والمزارعين والمهنيين، ( وهى فى الوقت الراهن ضعيفة أو غير موجودة فى أماكن السكن والعمل والدراسة)
بناء التحالفات الديمقراطية نفسه يتطلب وجود التنظيم الحزبي الفاعل والمؤثر بين الجماهير. وبالتالي فإن الأولوية في عملنا الحزبي يجب أن تكون في هذا الاتجاه وإزالة أي عقبات ذاتية او موضوعية تعترضه، علماً بأنه كلما تصاعد العمل الجماهيري المنظم وتقييم النضال وسط الجماهير ترتفع قدرات الحزب في الدفاع وحماية نفسه من المؤامرات الداخلية والخارجية الهادفة لإضعافه او تصفيته. ومنذ أن تأسس الحزب الشيوعي في 1946 فإن الوحدة الفكرية والتنظيمية والالتصاق بالجماهير كانت ولا زالت أدواتنا لهزيمة الثورة المضادة ومؤامرات الديكتاتوريات المدنية والعسكرية ضد حزبنا.
من الواجبات الهامة جداً فضح المعسكر المناوئ لخط الانتفاضة باستمرار دون أي تبريرات بحجة الحفاظ على شعرة معاوية، وأن يعلو صوت البرنامج الوطني والديمقراطي فقد أدرك شعبنا طوال 62 عاماً بعد الاستقلال السياسي عُقم البرامج الرجعية والرأسمالية التي سادت منذ الإستقلال، ولا زالت مهام استكمال الاستقلال السياسي بالاستقلال الاقتصادي والتنمية المتوازنة تنتظر، وبالتالي فإن البديل الديمقراطي الآن يطرح نفسه بقوة ويجد التأييد من الغالبية وهو يتلخص في فترة انتقالية قدرها 4 سنوات بعد اسقاط النظام تشهد وقف الحرب وإصلاح الاقتصاد ومحاسبة من أجرموا في حق الوطن وعقد المؤتمر الدستوري في نهاية الفترة الانتقالية ثم انتخابات حرة ونزيهة تفتح الباب أمام ممارسة ديمقراطية حقيقية وتداول سلمي للسلطة.
من الأهمية بمكان أن نفرق بين مهام لجان الاتصالات السياسية في المركز والمناطق وبين خطط ومهام العمل الجماهيري وهو واجب مُقدَّمٌ يقع على كل هيئة حزبية و زميل أو زميلة ويأتي في اسبقيات العمل القيادي، أما لجان الاتصالات السياسية فهي التنسيق مع احزاب المعارضة بشأن البرامج المشتركة ولا تنوب عن الهيئات الحزبية في العمل الجماهيري.
يبقى مهماً معالجة نقاط الضعف أو القصور في تحالفاتنا الديمقراطية القائمة (الجبهة الديمقراطية وسط الطلاب وروابط المهنيين). وبناء اتحادات الشباب ،الاتحاد النسائي ،الجباه النقابية وسط العمال والتنظيمات الديمقراطية وسط المزارعين فهي الطريق إلى لجان المقاومة والعمل النضالي الواعي المنظم باتجاه الانتفاضة وأدواتها العصيان المدني والاضراب السياسي.
الأزمة الراهنة لا تؤدي إلى الإنتفاضة بشكل اتوماتيكي وكما كتب لينين: ( فإن الثورة ممكنة فقط عندما لا ترغب الطبقات الدنيا في العيش بالطريقة القديمة والطبقات العليا لا تعد قادرة على الحكم بالطريقة القديمة ) وهو تجسيد للواقع الذي نعيشه اليوم في بلادنا.
بناء على ما تقدم فإن شعار العمل الجماهيري أولاً وثانياً وأخيراً هو الذي يخلق الفعل الثوري المطلوب لإنجاز الانتفاضة الشعبية وفتح الطريق أمام برنامجنا الوطني الديمقراطي وهزيمة مؤامرات الامبريالية العالمية وحلفائها بالداخل. نخلص بناءً على ما تقدم الواجبات الهامة هي:
ثبات التنظيم الحزبي واستقراره في أماكن العمل والسكن والدراسة.
بناء التحالفات الديمقراطية.
بناء لجان المقاومة وتوسيع جبهة المعارضة.
التركيز على العمل الجماهيري الواعي والمنظم
رفع الحس التأميني والحماية والرصد دون أن يعيق ذلك العمل الحزبي.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تصوير جريمة قتل طفل مصري وانتزاع أحشائه ووضعها في كيس.. بهدف


.. الغزيون يلجأون لورش الحياكة لتضييق ملابسهم بعد أن اتسعت في ظ




.. إلغاء حفل تخرج جامعة جنوب كاليفورنيا لأول مرة.. احتجاجات دعم


.. الطيران الحربي الإسرائيلي يشن سلسلة غارات على كفر شوبا ومزار




.. الشرطة الفرنسية تفرق تظاهرة طلاب يطالبون بوقف الحرب على غزة