الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بانوراما الثورات: عن يناير وغيرها ! -2- خبرة يناير: بين -براءة- الثوار، و-دهاء- النظام العتيق!

سعيد علام
اعلامى مصرى وكاتب مستقل.

(Saeid Allam)

2019 / 1 / 26
مواضيع وابحاث سياسية


بانوراما الثورات: عن يناير وغيرها ! -2-

خبرة يناير:
بين "براءة" الثوار، و"دهاء" النظام العتيق!



سعيد علام
القاهرة، السبت، 26/1/2019م


بالأمس كانت البرازيل، صاحبة اقوى اقتصاد فى امريكا اللاتينية، واليوم، وفى امريكا اللاتينية ايضاً، فنزويلا، صاحبة اكبر احتياطى للنفط فى العالم، انه تسونامى العولمة، عالم الشركات العابرة للحدود، يجتاح دون رحمة فىامريكا الجنوبية والوسطى كما فى الشرق الاوسط وافريقيا واسيا، فى كل العالم، لتنهار امامه كل الانظمة الوطنية واليسارية كقطع الديمنو، عولمة النيوليبرالية التى جعلت 26 شخصاً فقط يملكون ما يعادل ما يملكه نصف البشرية، وجعلت ثروات الاثرياء تزيد 2,5 مليار دولار فى اليوم الواحد، حيث زادت ثروة أصحاب المليارات في العالم بمقدار 900 مليار دولار عام 2018، بينما تراجع ما يملكه النصف الأفقر من سكان العالم بنسبة 11 بالمئة، بحيث مثلت ميزانية الصحة فى اثيوبيا واحد بالمائة من ثروة اغنى رجل فى العالم، وحيث لو فرضت ضريبة نصف فى المائة فقط على واحد فى المائة من اغنى اغنياء العالم سوف يمكن توفير تعليم لـ 262 مليون طفل، ويمكن ان ننقذ حياة اكثر من ثلاثة ملايين شخص برعاية صحية سليمة. انه عالم اليوم، عالم عولمة النيوليبرالية، عالم تحكمه الشركات العملاقة.



خبرة يناير:
بين "براءة" الثوار، و"دهاء" النظام العتيق!

"النوبه دى بجد .. مش حنسبها لحد"! .. هذا الشعار الذى ردده المتظاهرون فى ميدان التحرير فى الفترة التالية ل 25 يناير 2011، اصبح وكأنه لسان حال المجلس العسكرى!، رداً على كل ما سبق على 25 يناير 2011 وكل ما تلاها من مخاطر محتملة، اما فيما سبق 25 يناير، وما كان من مرحلة التحضير لتوريث جمال مبارك – المدنى - لحكم مصر، وما رافقه من تنامى نفوذ الداخلية، والقطاع الخاص – باعتبارهما جناحان مدنيان لازمان للوريث المدنى المرتقب، فالشئ لزوم الشئ! – وأما ما تلىَ انتفاضة 25 يناير، من مطالب ثورية بدوله مدنية لا عسكرية ولا دينيه، جاءت للمؤسسة العسكرية الفرصة التاريخية لتتخلص فى ضربة واحدة من جميع التهديدات وازاحتها كلها مجتمعة مرة واحدة، حيث تم إزاحة الرئيس مبارك ومعه مشروع الوريث، وفى نفس الوقت قطع الطريق على انتفاضة 25 يناير، لإجهاض امكانية حصول تغيير ثوري أعمق، على طريقة "ضحى بالجنين علشان الام تعيش"، و"عسى ان تكرهوا شيئاً وهوخيراً لكم"، و"الضربة التى لا تقتل تقوى"، .. فكان لسان حال المجلس العسكرى، "النوبه دى بجد .. مش حنسبها لحد"!.

"ادبح لها القطة فى ليلة دخلتك .."! .. المؤسسة العسكرية والاخوان المسلمين، هما التنظيمان الوحيدان اللذان لديهما خبرة تنظيمية راسخة تشكلت على مدى عقود، وايدلوجية محددة خاصة بكلٍ منهما ( القوات المسلحة 1952 – الاخوان المسلمين 1928)، مع تغيب شبه تام للتنظيمات الاخرى سواء الاحزاب السياسية الفاعلة، او النقابات المهنية والعمالية والطلابية المستقلة، او منظمات المجتمع المدنى، بعد تحجيمها جميعاً منذ عام 1954.


لم يستطع النظام المصرى منذ عام 54 ان يوجه ضربة قاصمة الى جماعة الاخوان المسلمين، مثلما استطاع فى يوليو 2013 ، وكان العامل المتغير الوحيد، هو ان الاخوان كانوا قد مكنوا –شكلياً- من حكم مصر لمدة عام واحد!، بعد عام واحد من الوجود المحجم فى السلطة، امكن انجاز ما لم يتم انجازه خلال الفترة من بعد 54 وحتى 2011!، كان الاخوان على ابواب حكم مصر، على خلفية ملايين الشعب فى المياديين والشوارع، يطالبون بإسقاط النظام!، فماذا ينتظر النظام، الممثل فى هذه اللحظة فى المجلس العسكرى، الذى كلفه الرئيس المخلوع بإدارة شئون البلاد ؟!، ترك المجلس العسكرى الحبل على الغارب للاخوان، حتى يلفوا الحبل على رقابهم!، مراهناً على انتهازية الاخوان السياسية.


ثم كانت الاستراتيجية التى اتبعها حكام مصر الجدد، استراتيجية "ذبح القطة"، ليس فقط للتخلص من الاخوان المسلمين، وانما الاهم بما لايقاس، هو ان التخلص من الاخوان هو بمثابة رسالة ردع عملية مباشرة وشديدة الوضوح لاى قوى سياسية اخرى يمكن ان تجرؤ على التفكير فى اعتلاء حكم مصر، وفى مواجهة اى محاولة من اى قوى سياسية للاستفادة من التمرد الواسع لملايين المصريين الذين ملأوا الشوارع والميادين فى 25 يناير، الذين لايمكن مواجتهم عسكرياً، وفى هذا السياق يمكن بدهاء النظام العتيق، الاستفادة من خبرة ثورة 25 يناير2011، ليتم استنساخها فى 30 يونيو 2013!، لتأتى سنة حكم الاخوان كجملة اعتراضية فى تاريخ مصر الحديث!، وعبرة لباقى القوى السياسية من الاقتراب من "كرسى" حكم مصر، وفقاً للمثل الشعبى المصرى الشائع "ادبح لها القطة فى ليلة دخلتك .. تدوب فى هواك ومحبتك"!.


" ليس المطلوب الخروج الآمن، وانما الاستمرار الآمن"! .. انتشرت فى اعقاب 25 يناير 2011، وسط عدد غير قليل من المحللين السياسيين المهمين، فكرة مؤداها ان المؤسسة العسكرية المصرية، كانت على استعداد لان تتنازل عن مكانتها المتفردة على رأس منظومة الحكم المستمرة فى مصر منذ 1952، سواء امام انتفاضة يناير، اوامام جماعة الاخوان المسلمين حتى لو جاءت بالانتخابات ، او امام غيرها (جمال مبارك مثلاً) !، مقابل الخروج الآمن!، حتى ان البعض بنى "نظرية" "الصفقة بين الاخوان والمجلس العسكرى" على هذا الاساس الخرافى!، فى حين انه كان "ليس المطلوب الخروج الآمن، وانما الاستمرار الآمن"! .. "حد يبات عطشان والميه (السلطة) بتجري تحت ايديه .. لازم ما في عنده نظر"!، وديع الصافى ..
كتب الباحث المرموق "يزيد صايغ" فى دراسته الاشهر "فوق الدولة: جمهورية الضباط فى مصر": ".. يدور الصراع في مصر بين المسؤولين الجدد المُنتَخَبين ديمقراطياً، وبين المجلس الأعلى للقوات المسلحة، حول قيادة مستقبل البلاد في حقبة مابعد مبارك .. وبغية تفادي الوصاية العسكرية الصريحة، لابد أن يتوصّل كلُ من الرئيس الجديد، محمد مرسي، والأحزاب السياسية في مصر، إلى توافق راسخ على الحدّ من الصلاحيات الاستثنائية التي يسعى المجلس الأعلى للقوات المسلحة إلى تضمينها في الدستور الجديد. كما أنه من الضروري تثبيت الرقابة المدنية الفعّالة على تفاصيل ميزانية الدفاع وأي مصادر أخرى للتمويل العسكري .. قدَّمَ تسليم المجلس الأعلى للقوات المسلحة السلطة رسمياً إلى الرئيس المنتخب محمد مرسي، في 30 حزيران/يونيو 2012، مؤشّراً مهماً على نهاية مرحلة مضطربة في عملية الانتقال السياسي في مصر وبداية أخرى يبدو أنها ستكون أطول وأكثر تعقيداً.."! .. وفى دراسة اخرى بعنوان "شبح الديمقراطية المدارة يحوم فوق مصر" يتساءل "صايغ": "ليس من الواضح تماماً لماذا يُصِرّ المجلس الأعلى للقوات المسلحة على الاحتفاظ بسلطة مُقيمة بعد أن يسلِّم الحكم رسمياً إلى قادة مدنيين."!.

و كأن المؤسسة العسكرية على استعداد لان تتنازل عن مكانتها المتفردة على رأس منظومة الحكم المستمرة فى مصر منذ 1952، وتسلم السلطة للاخوان المسلمين؟!
وكأن الاخوان المسلمين سلطة مدنيه؟!

(راجع موقف الاخوان المسلمين من امتيازات القوات المسلحة فى دستور2012، وموقفهم فى الاعلان الدستورى شبه الالهى الذى اصدروه منفردين عن طريق مرسى فى نوفمبر 2012)!

هل خالت على "صايغ" ؟!

"ليس المطلوب الخروج الآمن، وانما الاستمرار الآمن"!.

خبرة يناير: بين "براءة" الثوار، و"دهاء" النظام العتيق!، سعيد علام، يناير 2016.
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=501507





سعيد علام
إعلامى وكاتب مستقل
[email protected]
http://www.facebook.com/saeid.allam
http://twitter.com/saeidallam








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. رفح: اجتياح وشيك أم صفقة جديدة مع حماس؟ | المسائية


.. تصاعد التوتر بين الطلاب المؤيدين للفلسطينيين في الجامعات الأ




.. احتجاجات الجامعات المؤيدة للفلسطينيين في أمريكا تنتشر بجميع


.. انطلاق ملتقى الفجيرة الإعلامي بمشاركة أكثر من 200 عامل ومختص




.. زعيم جماعة الحوثي: العمليات العسكرية البحرية على مستوى جبهة