الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مناقشة ديوان شغف الأيائل لعفاف خلف

رائد الحواري

2019 / 1 / 28
الادب والفن


ضمن الجلسة نصف الشهرية التي تعقدها اللجنة الثقافية في دار الفاروق، تم مناقشة ديوان "شغف الأيائل" لعفاف خلف، وقد افتتح الجلسة الروائي محمد عبد الله البيتاوي قائلاً: أن تنوع الأعمال الأدبية عند الأديب يشير إلى قدرته على الإبداع، لهذا هو لا يكتفي بشكل واحد من الأدب، عفاف خلف التي نعرفها تكتب الرواية، ها هي تقدم من الشعر وتكتب ديوان في القصيدة النثرية، وما يميز هذا الديوان اللغة الجميلة التي نجدها في العديد من القصائد، وأستطيع القول أن اللغة لوحدها كافية لجعلنا نقول أننا أمام عمل شعري مميز.
ثم فتح باب النقاش فتحدث الشاعر جميل دويكات قائلاً: عفاف خلف أديبة وكاتبة صاحبة لغة جميلة، فاللغة الشعرية قريبة منها، حيث أننا نجد هذه اللغة في أعمالها الروائية، وهذا ما وجدناه في هذا الديوان، وهي من تحفز القارئ على النهل أكثر من الديوان، ولا أستطيع إلاّ أن أقول أننا أمام عمل أدبي متميز.
أما الأستاذ محمد شحادة فقال: نحن أمام صوت أنثوي قوي الصدح والصدى، فقد وظفت الشاعرة مفرداتها وتراكيبها اللغوية وقواها التعبيرية توظيفًا سليمًا خدم الأفكار التي أرادت إيصالها إلى القارئ، والجميل في هذا الديوان أننا نرى لغة الشاعرة مرتاحة وناعمة رغم حدة العواطف التي تمتلكها، وكانت تعبيراتها دقيقة وسليمة، وما يلفت النظر هو كثرة التناصات مع القرآن الكريم، فنكاد لا نجد قصيدة تخلو من التناص القرآني، وهذا ما خدم جمالية القصائد.
أما الشاعر عمار خليل فقدم ورقة نقدية جاء فيها: "يُعيد لي هذا العنوان قول قباني: بلقيسُ كانت أطولَ النَخْلاتِ في أرض العراقْ كانتْ إذا تمشي ترافقُها طواويسٌ وتتبعُها أيائِلْ.. وهنا لدى الشاعرةِ ما تقولُه وتزيدُ عليه في جمالية الأيائل وعذوبتِها من خلال لغةٍ أنثويةٍ ناعمة، وحالةٍ صوفية مُطْلَقة، والوصولْ للذات المنصهرةِ في خلجاتها ورغباتِها المستورةِ أحيانًا والمنكشفةِ أحيانًا. إن أكثر ما يُلفت الانتباه والحواس معًا في هذا النص، هو التكتل التراكمي للتناصات الدينية، فماذا أرادت الشاعرة من ذلك؟ تقول جوليا كرستيفا رائدة هذا المصطلح "أن كل نصٍ يتشكل من تركيبة فُسيْفِسائية من الاستشهادات، وكل نص هو امتصاص أو تحويل لنصوص أخرى"، إذن لقد أدركت الشاعرة وبكل وعي أن التناصَ وظيفةٌ مهمة في النص الأدبي ولا يُستحضر النص أو ذاك للزينة أو للديكور أو استعراض القدرات الثقافية والأدبية، وإنما لغرض يراه الكاتب ضروريًا وملحًا لتعميق فكرته المطروحة أو بلورة رؤيته في قضية ما، أو يراه منسجمًا مع البناء الفني أو الأسلوبي أو الفكري في نصه. فهل كانت هذه التناصاتُ المحتشدةُ منسجمةٌ في/ مع الفكرة التي تريدها الشاعرة؟ فالحب هنا روح النصوص بلا منازع، الحب هنا يحاول الابتعاد عن الجسد، والغوص في مكامن الروح المنصهرة على عتبات الوردة، فهل توزاي الكاتبة بين قدسية الدين وقدسية الحب؟ بلا شك أن الحب ما يقوم عليه الكون (فالانسجام حب، والتبادل حب، والتعاون حب، والفصول حب، والحياة حب، حتى الموت يكون أحيانًا حب). لكن في رأيي يجب أن نحافظ على ذلك الخيط الرفيق ما بين القدسية الربانية وبين القدسية البشرية، وهذا فقط ما أزعج مسامعي حين قرأت: "هاتني فقد ضلت بي الخطوات هاتني لأراك نبيًا أو إلهًا تجمعني به الصلوات". وفي مقطع آخر: وأشاءُ كما يشاءُ الإله وأقدُ الحرف من دبر..إلخ. ألم تتناقض هذا المقاطع بروحانيات التناصات المأخوذة أصلاً من دين التوحيد وإنفرادية الإله. ولست هنا قاضيًا ولا حاكمًا على مثل هذا النص، ولكني رأيت المقدرة الشعرية والشاعرية للكاتبة التي تمنحها المقدرة على إيجاد نصوصًا رائعة مستغنية عن هذا الولوج في دائرة الفينومينولوجيا الدينية. لقد تخللَ هذهِ المقاطعَ والومضاتَ الشعريةَ الساحرةَ تبادلٌ للأدوار العشقية، فتارةً تتحدثُ بلغةِ العشيقة وتارةً بلغة العاشق، فهو انسجام وحلول في الذات عندما تنصهر في الحب الخالد والمقدس. لم تكن لغة الشاعرة سطحية كما درج في عالم النثر المعاصر، بل كانت سهلة ممتنعة، ناعمة منسدلة على جسد المعنى والدلالة، فكان هناك كم من الكلمات التي سجلتها الشاعرة وأعادتها للحياة مثل (الشفق، فوغ، طواسينا، مدنف، الحبق، رهص، السغب وغيرها الكثير الجميل). ومما أعطى هذا الديوان تميزًا وإبداعًا إضافيًا لما سبق، هي لغةُ الحوار، واستخدامها للكلمة التي يسبقها الواو، كأن هناك حركة دائرية ومشهدًا خياليًا كان قبل هذا النص المكتوب. لقد أعطت الشاعرة عفاف مثالاً رائعًا للنثر الشعري، وكيف يكون النثر جميلاً، على رغم افتقاده للتفعيلة والبحور الشعرية المعروفة، فقط استطاعت المحافظة على الجرس الموسيقي، والصور الفنية، ومتانة اللغة والفكرة معًا، فقد كانت الأيائل تعدو وكان الشغف قبلتها، وكانت هي الصياد ولكن بلا بندقية، بل بحروف اسمها شغف الأيائل".
وتحدث الأستاذ سامي مروح فقال: نجد في هذا الديوان مجاميع من الجماليات تتجاوز توقع أي قارئ، فنحن أمام إبداع متعدد الأوجه ومتنوع، فرغم أن عفاف روائية، إلا أنها تُبدع في الشعر أيضًا، والملفت للنظر أننا نجد صوت الشاعرة الأنثوي هو الأهم والمسيطر، من هنا أقول أن كل مقطع في الديوان بحاجة إلى وقفة تأمل، فنحن أما شاعرة بكل معنى الكلمة.
أما الأستاذ عمر غوراني فقال: أريد الحديث في جانبين، اللغة الشعرية واللغة المعجمية، فهناك لغة شعرية ناعمة وهادئة، وهو ما يشكل بنية العديد من القصائد، اللغة الشعرية عند عفاف متماسكة حتى أنها ترتقي إلى مصاف الشعراء من الصف الأول، ولكن هناك تبيان في مستوى البناء الشعري في بعض القصائد، أحيانًا في القصيدة الواحدة، فنجد هنا رقي جمالي لكنه سرعان من يتراجع إلى الوراء، وهنا أخطاء نحوية (شوهت) جمالية الصور الشعرية، كما أن كثرة التناص مع القرآن الكريم يخدم الصورة الشعرية والفكرة التي تطرحها الشاعرة.
ناديجدا ياسر قالت: هذا الديوان يمثل انعكاس رؤية عفاف عن المرأة، لهذا نجد بعض القصائد جاءت أقرب إلى التطرف، لأنها نابعة من الإحساس بحاجات وهموم المرأة، وأستطيع القول أن لغة عفاف الجميلة هي الأجمل في هذا الديوان.
أما سناء الشخشير فقالت: صوت الأنثى حاضر في الديوان، إحساس جميل وناعم، وما يلفت النظر في الديوان أننا نجد المرأة القوية التي نريدها أن تُسمع صوتنا للآخرين.
(صديقة عفاف) قالت، عفاف تعرف كيف تتحدث عن النساء، فكل من يقرأ لعفاف يعلم أهمية كتابتها، إن كان على مستوى الفكرة التي تطرحها أم على مستوى اللغة الجميلة التي تستخدمها.
وتحدث رائد الحواري قائلاً: الأهم في الديوان أننا نجد مجموعة من التناصات الدينية الإسلامية والمسيحية، مما يجعل الديوان أقرب إلى الكتاب المقدس، والجميل في هذا الديوان أننا نجد كافة حالات الحب، فهناك الحب الرومنسي/العذري، وهناك الحب الصوفي، وهناك الحب الصريح الذي يتحدث عن الجسد، بمعنى أن الشاعرة استطاعت أن تقدم كافة أشكال الحب، وهذا ما يلبي رغبات المتلقي المهتم بالحب.
وفي نهاية الجلسة تحدثت عفاف خلف التي أبدت شكرها لدار الفاروق وعلى اهتمام الحضور بديوانها، موضحة أن الديوان الذي أخذ هذه المساحة من النقاش وبهذه الروح كافي لجعلها تشعر بالفخر، أما فكرة إخراج الديوان ورقيًا، فبدأت عندما نشرت العديد من القصائد على الفيس، ولكن بعد حادثة كسر رجلي اقترح بعض الأصدقاء والصديقات أن أنشره ورقيًا، وبعد أن فكرت بالموضوع رأيت صواب هذه الفكرة، وتم نشره في جمهورية مصر العربية. ولكن أحب أن أوضح أنني لست شاعرة، وأنا بالكاد أقرأ الشعر، على النقيض من الروايات أو المجموعات القصصية أو الكتب الأخرى، ولكن أعتقد أن أي كاتب يمتلك في داخله طاقة أدبية عليه أن يخرجها بالشكل الذي يراه مناسب، إن كان من خلال الرواية أو القصيدة أو القصة أو نص النثر، المهم أن يعرف الشكل الذي يتناسب والمضوع الذي يريد تقديمه.
وقد تقرر أن تكون الجلسة القادمة يوم السبت الموافق 2/2 لمناقشة رواية "الست زبيدة" للروائية الفلسطينية نوال حلاوة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حورية فرغلي: اخترت تقديم -رابونزل بالمصري- عشان ما تعملتش قب


.. بل: برامج تعليم اللغة الإنكليزية موجودة بدول شمال أفريقيا




.. أغنية خاصة من ثلاثي البهجة الفنانة فاطمة محمد علي وبناتها لـ


.. اللعبة قلبت بسلطنة بين الأم وبناتها.. شوية طَرَب???? مع ثلاث




.. لعبة مليانة ضحك وبهجة وغنا مع ثلاثي البهجة الفنانة فاطمة محم