الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مقتطفات من فكر ( عقيدة الحياة المعاصرة ) / 4

رياض العصري
كاتب

(Riad Ala Sri Baghdadi)

2019 / 1 / 28
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


في نقد الفكر الديني
ـ اننا نؤمن بان الفكر الديني منتوج بشري يعكس في محتواه ثقافة المجتمع الذي ظهر فيه ، واننا عندما ننتقد الفكر الديني فان هدفنا هو بيان الاخطاء وليس بهدف الازدراء ، فالخطأ في القول او الفعل هو من سمات الطبيعة البشرية .. وحتى الفكر الديني ذاته يقر بذلك ( كل ابن آدم خطّاء ، وخير الخطّائين التوابون ) كما ان الفكر الديني يقول ( من رأى منكم منكرا فليغيره بيده ، فان لم يستطيع فبلسانه ) ... ونحن نتفق مع هذه القاعدة السلوكية ونتصرف بموجبها في التعامل مع الافكار الخاطئة ومع الروايات ذات الاحداث المتعارضة مع الحقائق العلمية ومع قوانين الطبيعة ومن ضمنها الافكار والروايات التي يتضمنها الفكر الديني من خلال نقدنا لتلك الافكار والروايات ، اننا نرى بان الدعوة الى عدم نقد الافكار الخاطئة و المغالطات المنطقية في العقيدة الدينية بحجة قدسية هذه العقيدة واحتراما لمشاعر معتنقيها .. نرى هذه الدعوة بانها باطلة وخيانة للضمير ، اذ لا قدسية الا للحقيقة .
ـ من الخطأ ان نستمر في التمسك بعقائد وأفكار العصور السابقة دون تفحص ودون دراسة لمدى توافقها مع الحقائق العلمية ومدى صلاحيتها وملائمتها لعصرنا الحالي ، ومن غير المنطقي ان نستمر في الرؤية والتفكير في كل ما يحيط بنا ويتعلق بشؤوننا وتنظيم حياتنا من خلال عيون وعقول أناس عاشوا قبل عشرات القرون .
ـ عقيدتنا عقيدة علمانية ، غير معنية بالغيبيات او الروحانيات او الاساطير التي هي من اهتمامات العقائد الدينية ، علمانيتنا قائمة على مقاطعة الدين مع عدم محاربته لان ذلك ليس من حقنا ، ننتقد الفكر الديني لاننا نختلف معه ولكننا لا نلغيه ، ان نقدنا للفكر الديني يقع في اطار حرية التعبير عن الرأي وليس ازدراء للدين ، اننا نؤمن بان الفكر الديني نتاج بشري انبثق من الضمير الانساني في العصور السابقة ، ولكنه لم يعد صالحا لعصرنا الحالي ، رجال الدين في كل مكان وزمان يعتاشون على مشاكل الناس ومعاناتهم وهمومهم وليس هدفهم معالجة المشاكل واصلاح المجتمع ، متى ما وضعنا الحلول الصحيحة والمنطقية والواقعية لمشاكلنا .. وعالجناها في ظل مناخ من الحرية فان الدين سوف ينحسر تلقائيا ويزول دون الحاجة الى محاربته ، وان زوال الدين حتمية تاريخية بحكم تطور الحضارة البشرية .
ـ مجتمعاتنا العربية بحاجة الى تجديد ثوابتها التي أكل الدهر عليها وشرب ، بحاجة الى عقيدة جديدة ذات نظرية اجتماعية صالحة بتشريعات عصرية تتوافق مع معطيات العصر الحالي ومع العلوم والمعارف الشائعة حاليا ، لكي تتمكن من تقويم سلوك الافراد واصلاح النظام الاسري واوضاع المرأة في المجتمع بما يضمن سلامة الكيان الاجتماعي ماديا واخلاقيا ، عقيدة ذات رؤية معاصرة للكون والحياة والانسان لا تتعارض مع الحقائق العلمية ، لكي لا يكون هناك انفصام بين العقيدة والعلم ، ونعتقد بان العقائد الدينية جميعا لم تعد تلبي هذه الحاجات .
ـ الدين ومنذ ظهوره في تاريخ الحضارة البشرية لم يتولى سوى مهمة المخدّر او المهدّيء لآلام البشر وعذاباتهم ومعاناتهم ومشاكلهم ، اما العلم فانه تولى مهمة المعالج لآلام البشر وعذاباتهم ومعاناتهم ومشاكلهم ، شتّان ما بين العلاج والتخدير ، في قرن واحد من الزمان ( القرن العشرون ) صنع العلم ما عجز الدين عن صنعه منذ ظهوره قبل عشرات القرون ، قوانين العلم مرجعها خالق الكون ، اما معتقدات الدين فمرجعها اله الاديان .. شتّان ما بين الحقيقة والوهم .
ـ قوانين الكون قوانين ثابتة ودائمة وصارمة وغير قابلة للخرق او التعطيل في كل مكان وزمان ، ولكن يمكن للقانون الاقوى ان يحجب مؤقتا تأثير القانون الاضعف عند حصول تعارض مؤقت بين قانونين من هذه القوانين ، قوانين الكون هي أشبه بدستور الكون ، من المستحيل على البشر في اي مكان وزمان ان يخرقوا او يعطلوا اي قانون من قوانين الكون ، خالق الكون لم ولن يخرق هذا الدستور من اجل اثبات وجوده وقدرته للبشر ، وجود الكون بحد ذاته يكفي دليلا على وجود هذا الخالق ، وبناءا على ذلك فان الروايات التي تحتويها الكتب الدينية عن احداث او معلومات تتعارض مع قوانين الكون والتي تسمى معجزات انما هي روايات كاذبة ومضللة وخرافات ، الحقيقة ان الخرافات التي تحتويها كتب الاديان هي أقوى دليل على بشرية الاديان .
ـ النجاح الذي احرزه الدين في الماضي في ترويج أفكاره ومعتقداته بين الناس انما كان نتيجة شيوع الجهل بين الناس وليس نتيجة صواب افكاره ومصداقية معتقداته ، ففي اجواء الجهل قد ينجح المدّعي في ترويج أفكاره ، وينجح المزوّر في تمرير منتجاته ، لقد استغل الدين حالة الجهل الشائعة بين الناس في العصور الماضية وعدم توفر المعلومات الصحيحة والحقائق .. استغل هذه الحالة لغرض ترويج أفكاره ومعتقداته ، ما أسهل تمرير الاوهام والخرافات بين البشر عندما يشيع بينهم الجهل .
ـ الاديان منذ تأسيسها عجزت عن تحسين أساليب معيشة البشر .. او ازالة الظلم والفساد .. او تغيير واقع الجهل والفقر والمرض من واقع البشر ، لان تغيير الواقع يتطلب علاج فعلي حقيقي قائم على العلوم المادية التطبيقية ، المهمة التي نحجت الاديان في تحقيقها هي في تخدير وتسكين معاناة وعذابات البشر في العصور الماضية ، ولكن لا يمكن تفسير استمرار البشر في عصرنا الحالي في التمسك بالاديان سوى استمرارهم في الادمان على التخدير والخوف من التغيير ، ان بقاء الدين في عصرنا الحالي مرهون ببقاء ثلاثي ( الجهل ، والادمان ، والخوف ) .
ـ الفكر الديني وعلى مدى تاريخه الطويل عجزعن اصلاح احوال البشر نتيجة عجزه عن انتاج انظمة اقتصادية ناجحة وانظمة سياسية صالحة ، فكر فاشل منذ زمن بعيد ولا يصلح لتنظيم الحياة الاجتماعية والاقتصادية لأي مجتمع في عصرنا الحالي لان اساليبه تخديرية وليس علاجية ، وانني لأعجب كيف لا يدرك الناس خطأ سيرهم وراء فكر قديم أشغلهم بعبادات لا منفعة ولا جدوى من وجودها سوى التخدير .. وفي نفس الوقت تركهم يتخبطون في اوضاعهم المعيشية في صراع وضياع ودون علاج .. فلا هم كسبوا دنياهم وحاضرهم مستقبلهم .. ولا هم سيكسبون بعد موتهم ما وعدهم به هذا الفكر من مكافئات وهدايا .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الجماعة الإسلامية في لبنان: استشهاد اثنين من قادة الجناح الع


.. شاهد: الأقلية المسلمة تنتقد ازدواج معايير الشرطة الأسترالية




.. منظمات إسلامية ترفض -ازدواجية الشرطة الأسترالية-


.. صابرين الروح.. وفاة الرضيعة التي خطفت أنظار العالم بإخراجها




.. كاهنات في الكنيسة الكاثوليكية؟ • فرانس 24 / FRANCE 24