الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


محنة لاعب كرة القدم بسام هشام الراوي ...هل هي محنة بسام الراوي ام محنة العراق والمجتمع العربي

يعقوب يوسف
كاتب مستقل

(Yaqoob Yuosuf)

2019 / 1 / 31
مواضيع وابحاث سياسية


قامت الدنيا ولم تقعد بعد في الهدف الذي سجله اللاعب العراقي بسام الذي يلعب مع منتخب دولة قطر في المباراة التي جمعت الفريقين ضمن بطولة كأس اسيا الأخيرة في الامارات العربية المتحدة، وكذلك في الطريقة التي احتفل بها بعد تسجيله الهدف الوحيد الذي تسبب في فوز المنتخب القطري.
.
عدم تقبل فكرة التنوع المجتمعي في جميع مجالات الحياة النابع من الانانية والانغلاق والتعصب الطائفي او التعصب القبلي القومي او الوطني، كلها مجتمعة او متفرقة عوامل تكشف لنا بوضوح واقع التخلف والتردي الاجتماعي والاقتصادي والسياسي الذي تعانيه مجتمعاتنا عند اول تجربة على ارض الواقع.
والغريب عندما تسمع عربي ينتقد قطر فيغرد:
(المفترض أن يعزف 12نشيد وطني قبل المباراة، نشيد منتخب الامارات الشقيق مقابل 11 نشيد لمنتخب التجميع وطبعاً لن يشمل النشيد القطري لعدم وجود قطري أصلي)
ونسي او يبدوا انه لا يرى ما جرى ويجري في هذا البلد، بفعل التنوع المجتمعي عندما احتضنت الالاف من الشركات والافراد الوافدين من كل بقاع العالم ومن كل الاختصاصات والخبرات ليصنعوا على ارضه واحدة من أروع نماذج التطور والازدهار، لكن المشكلة عندما يخسر الفريق الذي يحبه يتغير كل شيء وهنا تتعرى لنا الانانية وعدم الاعتراف بالخسارة بروح رياضية وكأن ما حصل هو نهاية العالم.
.
عندما فازت فرنسا بكأس العالم الأخيرة لكرة القدم (2018) غرد البعض أيضا بأن افريقيا هي الفائزة بكأس العالم، وقد كتبت مقالا في حينها فقلت بأن الفائز ليست افريقيا بل التنوع المجتمعي واحترام الكفاءات المبدعة الوافدة في فرنسا وكما حصل أيضا في البطولة السابقة (2014) عندما فازت بتلك البطولة المانيا.
.
بسام الراوي لم يكن اول ولن يكون آخر من يلعب في منتخب يختلف عن المنتخب الذي ينتسب اليه سواء في الجنسية او الولادة، فهل نسينا زين الدين زيدان و مسعود اوزيل والقائمة تطول، وذكرت في حينها قصة الاخوين الغانيين بواتنك Boateng(من غانا الافريقية) عندما اختار احدهم منتخب المانيا فيما اختار الاخر البقاء في صفوف منتخب بلاده، ومن الطبيعي ان يلتقي في يوم من الأيام الفريقين في مباراة دولية او ودية، وهنا بالتأكيد سنرى من كل منهما مدى الاحترافية المهنية والروح الرياضية في الأداء والابداع وذلك في الدفاع عن علم الفريق الذي يلعب معه.
.
واعتقد ان قطر اختارت الطريق الصيحح وتمنياتنا بأن تقوم جميع الدول العربية والنامية بهذا العمل إذا ارادت الوصول الى العالمية وامتاع جماهيرها، وكل شيء له ثمنه وأيضا له عائداته المعنوية والمادية.
.
الانتقاد الذي وجه الى الراوي أو الذي استفز الجماهير العراقية هو تقبيله شعار دولة قطر ثم عاد واعتذر، واعتقد ان قلة خبرة العراقيين والذي هو ناتج أساسا من الانغلاق عن العالم وانعدام الخبرة في التعامل بمثل هذه الحالات،
فقد سبق ان رأينا اللاعب الذي يسجل الهدف في منتخب بلاده او فريقه السابق (وهذا ما يجب ان يحصل إذا سنحت له الفرصة) يقف اللاعب منحنيا للجماهير معتذرا عن اسفه لتسجيله هدف في مرمى فريقه لكن هذا لا يمنعه من تأدية واجبه الاحترافي المهني.
.
يبتهج المصريون بلاعبهم المبدع صلاح وما يقدمه من حرفية رائعة في فريق ليفربول ويعتبرون ذلك انتصارا للإسلام وثم لمصر، ولكن لماذا لا نرى لاعبين غير مصريين يلعبون في المنتخب المصري، او لنقل عرب، أليست مصر اول دولة اسست الجمهورية العربية المتحدة؟
بل وحتى لاعبين اقباط في المنتخب او في الأندية المصرية، مع ان المنطق والعقل يوجب اختيار الأكفأ لتحقيق الفوز والارباح، اليس الاقباط أبناءَ هذا الوطن.
والسخرية عندما يُسألون عن هذا التمييز؟
يأتي الرد بالنفي ويعللون بوجود مدربين أجانب في الأندية المصرية! أعتقد ان هذا الامر لا يحتاج لتفسير.
وماذا لو لعب صلاح نفسه بذات الشخصية والاخلاق والاحترافية بل ومع حبه العميق لوطنه الاصلي، مع منتخب بلد آخر، بالتأكيد سوف يختلف الموقف تماما إضافة الى ما متوقع من الاهانات والشتائم،
إذن المسألة هنا ستختلف حتما وهذا سبب انحدار هذه البلدان.
.
ان هذه العقليات الوضيعة هي السبب الرئيسي والمباشر لتخلف هذه البلدان فما ينسحب على كرة القدم ينسحب على الاقتصاد وعلى كل انشطة الحياة الأخرى، وان كانت بنسب مختلفة بين بلد وآخر وبين نشاط وآخر.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إدارة بايدن وملف حجب تطبيق -تيك توك-.. تناقضات وتضارب في الق


.. إدارة جامعة كولومبيا الأمريكية تهمل الطلاب المعتصمين فيها قب




.. حماس.. تناقض في خطاب الجناحين السياسي والعسكري ينعكس سلبا عل


.. حزب الله.. إسرائيل لم تقض على نصف قادتنا




.. وفد أمريكي يجري مباحثات في نيامي بشأن سحب القوات الأمريكية م