الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ال PKK في الأقليم .. وجهة نَظَر

امين يونس

2019 / 1 / 31
مواضيع وابحاث سياسية


بِغَض النظر عن الموقِف المُؤيِد ، لحزب العمال الكردستاني PKK ، أو المُعارِض لهُ ، فأنهُ من الناحية الفعلية مُتواجِد داخل أقليم كردستان العراق ولا سيما في المناطِق الجبلية ، منذ مطلَع التسعينيات من القرن الماضي . وعلى الرغم من العلاقة الشائِكة بين ال PKK والحزبَين الحاكمَين في الأقليم ، فأن ( شعرة مُعاوية ) لم تنقطع يوماً بين هذه الأحزاب . وما أن إنتهتْ الحرب الدموية بين مُقاتلي ال PKK ومُقاتلي الديمقراطي والإتحاد نهاية التسعينيات .. حتى ظهرتْ الحاجة إلى المُحافظة على تلك ( الشَعرة ) بل إدامتها وتقويتها .
أدناه بعض المُلاحظات :
- ليسَ واضحاً أعداد مُقاتلي ال PKK المنتشرين في جبال قنديل والزاب وگارة ومتين وغيرها . فإذا إفترضنا أنهم ألفَي مُقاتِل .. فأنهم بحاجة إلى : الطحين / الدهن / الملح والسكر / الوقود / الأدوية / بطانيات وأفرشة / ملابس / عتاد ...إلخ . هذه هي الأشياء الضرورية التي بدونها لا يستطيعون الإستمرار والصمود . وكُل هذه المواد لو توفرت ، فأنهم بحاجة إلى نقود ليدفعوا ثمنها .. والنقود تأتيهم على الأغلب من تبرعات مؤيديهم في أوربا . أما مِنْ أين يحصلون على الأرزاق والمعدات والوقود .. فذلك هو السؤال ! .
منذ بداية التسعينيات ، كانتْ هنالك تجارة رائجة ، أحد طرفَيها ال PKK والطرف الثاني العديد من أهالي المناطق المتاخمة لتواجدهم ... وللحَق ، فأن الأهالي إستفادوا من تلك التجارة ، حيث كانت البطالة منتشرة والحصار المزدوج مفروضٌ على الأقليم . وبعد سنوات الإقتتال الداخلي ودخول وإنتشار بعض القوات العسكرية والإستخباراتية التركية ، فأن آلية " التجارة " مع ال PKK صارتْ أكثر صعوبة وتعقيداً ، لكنها لم تتوقف .. بل انهُ خلال الفترة التي جرتْ فيها مايشبه المفاوضات بين الحكومة التركية وال PKK ، فأن ( تنسيقاً ) جيداً كانَ موجوداً ، بين الحزب الديمقراطي وال PKK حول تنظيم التجارة بينهما [ وبِعلم الجهات الأستخباراتية التركية ] ... في تلك الفترة كان الحزب الديمقراطي " يحتكِر " التجارة مع ال PKK ولا يسمح للناس العاديين ان يقوموا بذلك .
لكن بعد تراجُع الحكومة التركية عن المفاوضات والتخلي عن مساعي إيجاد حلول سلمية للقضية الكردية في تركيا [ علماً ان أعداداً كبيرة من مُسّلحي ال PKK ، وِفْقَ الشرط الأولي للحكومة التركية ، غادروا الأراضي التركية وتوجهوا إلى جبال قنديل وغيرها داخل أقليم كردستان العراق ] فأن تواجُد مُسّلحي ال PKK إزداد في الأقليم .. وبالتالي صارَ من المُلِح إيجاد منافذ لتدبير إحتياجاتهم من الغذاء والوقود والدواء ...إلخ .
وينبغي أن لا يغيب عن بالنا أمرٌ في غاية الأهمية في هذا الصدد : ال PKK في أقليم كردستان ، لا يُعانون من مشكلة جدية في التمويل والسيولة النقدية ، فالتبرعات من أوربا وغيرها تأتيهم بإنتظام عبر شبكة قنوات مُحكَمة كما يبدو ، إضافةً إلى فرض ال PKK لضرائب على البضائع والمواشي المارّة في مناطق سيطرتهم . ولهذا في معظم الأوقات ، فأن ال PKK مُستعِدٌ ليشتري البضائع ، بسعرٍ أعلى من السعر العادي ، وهذه النقطة تُشّكِل إغراءاً ومَصدراً للرزق للكثير من أهالي المناطق المتاخمة للجبال التي يتواجد فيها ال PKK ، لا سيما بعد الأزمة الإقتصادية والمالية التي يمر بها الأقليم منذ سنوات .
ورغم الرقابة المفروضة من قِبَل الجهات الأمنية التركية من خلال مراكز إستخباراتهم ومحطاتهم العسكرية المتواجدة في الأقليم ، والحِصار الذي يفرضونه على ال PKK ، فأنهم فشلوا ويفشلون في القطع الكُلّي للإمدادات . وذلك أمرٌ طبيعي ، ففي المناطق الحدودية ولا سيما ذات التضاريس الوعرة ، في أي مكانٍ من العالم ، يكون من الصعوبةِ بِمكان ، السيطرة الكاملة طويلة الأمَد على الحدود .
..................
* شخصياً ، اُقّدِرُ عالياً ال PKK ، وأراهُم النقيض لكثيرٍ من مثالب وسلبيات الحزبَين الحاكمِين في الأقليم ، الديمقراطي والإتحاد والأحزاب الأخرى أيضاً . ف ال PKK فعل الكثير من أجل إستنهاض الكُرد في تركيا وقيادات ال PKK عموماً ، لا يبحثون عن الجاه وتكديس الأموال ولا غارقين في الفساد ... قيادات ال PKK ليسوا عشائريين ولا شيوخ ولا يتوارثون المناصب والنفوذ . ال PKK نجحَ في الإرتقاء بالمرأة وإضطلاعها بأدوار حقيقية بارزة .
* بالمُقابِل ،ال PKK ليسوا مُقّدَسين ولا ملائِكة .. ولقد أخطأوا أخطاء كبيرة خلال السنوات الماضية ، منها : تورطهم في اللعبة المشبوهة " لعبة الصراعات الأقليمية " ، وحربهم ضد مُسلحي الحزب الديمقراطي والإتحاد ، في التسعينيات ، وإضعافهم للكيان الجديد والهَش أصلاً أي أقليم كردستان العراق / هُم أحد الأسباب الرئيسية في تهجير الكثير من القرى الحدودية في الأقليم / خوضهم لحَرب مُدُن خاسرة سَلَفاً ، في كردستان تركيا ، ضد الآلة العسكرية الفاشية التركية ، وتسببهم في خراب الكثير من المدن والقصبات وتهجير سكانها ، في مُغامرةٍ فاشلة غير مدروسة / تركيزهم على أقليم كردستان العراق كساحةٍ بديلة لخوض الصِراع ، وما يترتب على ذلك من سلبيات خطيرة على الأقليم / توفيرهم ذريعة للحزبَين الديمقراطي والإتحاد ، لتكريس إحتكارهما للسُلطة ووأد الديمقراطية وإدامة الظروف الإستثنائية والفساد في الأقليم .
* بعيداً عن الشعاراتية والمُزايدات العقيمة : في مناطِق عديدة من أقليم كردستان العراق ولا سيما في بهدينان ، فأن حكومة الأقليم تُسيطِر فعلياً على الشوارع الرئيسية المُؤدية الى المناطق الحدودية والجبلية الوعرة ، أما خَلا ذلك ، فأنها تخضع لنفوذ ال PKK .
* عدا عن الغارات الجوية التركية بين يومٍ وآخَر ، على بعض المناطق التي يتواجد فيها ال PKK ، فليسَ من الصعب إستنباط : ان تركيا ليست جّادة بدرجة واضحة ، في مسعاها للقضاء على ال PKK أو على الأقل تجفيف منابعهم . فمراكز الإستخبارات التركية المنتشرة ، لا بُد أن تعرف بِدقة مناطق تواجد مسلحي ال PKK بالضبط وأعدادهم وتحركاتهم ومصادر تمويلهم ودعمهم ... إلخ . ومع الأسلحة المتطورة والأجهزة الألكترونية المتوفرة ، من المُستغرَب ، أن لا تشن القوات التركية هجوماً مُركزاً ، لا سيما وأن الضربات الجوية تأثيرها محدودٌ بالتأكيد .
* كما من الغريب أيضاً ، أن مُقاتلي ال PKK في أقليم كردستان ، لا يشنون أي هجومٍ جدي على القواعد والمراكز العائدة للجيش والإستخبارات التركية الثابتة في المنطقة .
* صحيح ان مسلحي ال PKK ليسوا قريبين كثيراً من أية حقول نفطية عاملة في الأقليم ، ولكن ليس من الصعب عليهم ، إلحاق الأذى بهذه الحقول أو تخويف الشركات الأجنبية وإجبارها على الرحيل ... لكن ال PKK لا يفعلون ذلك سواء في أقليم كردستان العراق أو حتى داخل الحدود التركية بالنسبة لخطوط أنابيب النفط .. وكأنما هنالك ما يشبه " إتفاق جنتلمان غير مُعلَن " بين الدولة التركية والحزب الديمقراطي وال PKK ، حول إستثناء ملف النفط من الصراع المُسلَح ... لكن ( إذا كان هذا التكهُن صحيحاً ) فمُقابل ماذا ؟
* أرى ان الأطراف الرئيسية على ساحة أقليم كردستان العراق : حزبَي السُلطة / ال PKK / تركيا / إيران / الحكومة الإتحادية ... يريدون إطالة وإدامة الوضع الراهن ، فكُلٌ حسب حجمه وإمكانياته وموقعه ، مُستفيدٌ بشكلٍ من الأشكال رغم الصراعات البينية بينهم . والخاسِر الأكبر ، هم الضحايا الذين يسقطون وتذهب دماؤهم هدراً .
ينبغي النظر إلى مسألة تواجُد ال PKK في أقليم كردستان العراق ، من زوايا عديدة ومختلفة . وما ورد أعلاه ، مُحاولة بسيطة في ذاك الإتجاه .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. سرّ الأحذية البرونزية على قناة مالمو المائية | #مراسلو_سكاي


.. أزمة أوكرانيا.. صاروخ أتاكمس | #التاسعة




.. مراسل الجزيرة يرصد التطورات الميدانية في قطاع غزة


.. الجيش الإسرائيلي يكثف هجماته على مخيمات وسط غزة ويستهدف مبنى




.. اعتداء عنيف من الشرطة الأمريكية على طالب متضامن مع غزة بجامع