الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


يمشي و يحمل جرحه معه...

اكرم هواس

2019 / 2 / 6
الادب والفن


قلت للدكتور سمير ... هذه الجملة تنفع جدا ان تصبح اغنية..و ماذا لو غناها الجسمي ... اخذ الدكتور بيدي واطلق ضحكة عميقة من قلبه... نعم قلبه الذي يحمل جرح اليمينيين الذي لا ينتهي ... شرارة الضحكة المدوية كان مغزاها من التقاء خيوط الالم المعبر عن فوضى الدم و الموت و الدمار الذي يعصف بمبدأ الحياة هناك في اليمن مع رفاهية صورة رجل يجلس ببدلته الأنيقة في مؤتمر هنا في القاهرة... كيف وصلت هنا وكيف لك ان تنفذ من شبائك العنكبوت المظلمة و الملتفة حول كل شيء في بلاد كانت يوما رمزا للسعادة؟؟.. كيف تقف على ساقيك و الجوع و الأمراض تفتت قدرة الانسان ..؟؟.. هل مخيالنا يشكو العجز ام اننا فقدنا القدرة على رؤية الأشياء دون بريق..؟؟..

سألني الدكتور:... هل يمكن ان نجد جوابا لكل هذه الأسئلة التي تدور في راس اي عاقل يرانا..؟؟... فكرت ... ترى كيف يبدو الفرسان و المحاربون القدامى و هم يحملون الف جرح و جرح في قلوبهم و جوارحهم ...يسدلوا عليها لباسهم الحرير و لا ينسون ابتسامتهم عند لقاء الناس لعلهم يوصلون رسالة الحب رغم الالام و الآهات ...؟؟..

و لم لا يا صديقي يكون مثقف اليوم مثل ذلك الفارس ...ابتسامته تعكس صدى مرعبا لحال الملايين من المشردين و الجوعى و المقطعة أوصالهم الجسدية و الاجتماعية في الهضاب و السهول و الجبال و القرى و الأرياف و عبر مفاتيح المدن الصغيرة و الكبيرة و شوارعها و حاراتها و مساكنها في كل بقعة في الشرق الأوسط و في العالم كله...؟؟..

هذا الفضاء الملبد بغيوم الظلم و القهر والاستبداد الذي تصنعه القوى الكبرى لابد انه يضع الجميع في دوامة البحث عن اي ثغرة تخرج منه ضوء يتمثل في قصيدة شعر او لحن ناي حزين او صوت شجي ينشد للحب او في ابتسامة تذكرنا ان هناك الحياة مازالت لها قيمة...

و ما هو الغريب لو تجشم الجسمي و غيره عناء البحث عن روح الانسان في ذاته ...ويصدح صوته مثل اي فارس يجول الارض يدافع عن المعذبين..؟؟.. الم يشارك العديد من الفنانين المصريين معنا في اعمال المؤتمر ..؟؟.. و المؤتمر كان يبحث عن دور الثقافة في التنمية المستدامة... و الأعزاء المصريون و خاصة فرقة الشباب الطموح في المجلس الأعلى للثقافة عملو كل ممكن حتى يزرعوا الابتسامة فينا رغم الإرهاق و العمل المتواصل لان الابتسامة ضرورة لديمومة الحياة....

ثم أليس كل الزميلات و الزملاء الذين حضروا من شتى بقاع افريقيا و العالم العربي يحملون ذات الجرح في دواخلهم و يعبرون بالكلم و القلم عن صرخة المحتاجين و المنسيين في مجتمعاتهم..؟؟..
أليس هذا هو دور المثقف كما يتصوره عن نفسه ... ام اننا نتصور ان المثقف هو مجرد آلة تفتقد الى الإحساس الذاتي ..؟؟..( مع الاحترام لكل النقد عن دور المثقف ... و بالمناسبة لي شخصيا العديد من المقالات حول الموضوع)... و ربما يضيف البعض ان الهندام و الابتسام هما عنصران مهمان في دبلوماسية إيصال رسالة الى عالم يحتاج الى نبض الحياة ... و كذا الجرح ينبض .... تحياتي و حبي للجميع..

يبقى توضيح ملاحظتين... اولا... المناسبة كانت عقد المؤتمر الدولي للتنمية المستدامة و الهوية الثقافية في القاهرة برعاية وزارة الثقافة 20-22 يناير 2019 اي قبل حوالي ثلاثة أسابيع و الدكتور سمير الشمري كان احد المساهمين في اعمال المؤتمر الى جانب كاتب هذه المقالة و العديد من الزميلات و الزملاء كما ورد أعلاه .. ثانيا... ورد ذكر اسم المطرب الكبير حسين الجسمي بسبب صوته الجميل و قربه من الجغرافية السياسية و الاجتماعية و الثقافية من اليمن....








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. موريتانيا.. جدل حول أنماط جديدة من الغناء والموسيقى في البلا


.. جدل في موريتانيا حول أنماط جديدة من الغناء والموسيقى في البل




.. أون سيت - لقاء مع أبطال فيلم -عالماشي- في العرض الخاص بالفيل


.. الطفل آدم أبهرنا بصوته في الفرنساوي?? شاطر في التمثيل والدرا




.. سر تطور سلمى أبو ضيف في التمثيل?? #معكم_منى_الشاذلي