الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


منظمة التحرير الفلسطینیة واشكالیة -سفینة ثیسیوس-.. مقاربة فلسفیة

سليم نزال

2019 / 2 / 7
القضية الفلسطينية


شكلت "سفینة ثیسیوس" اشكالیة للمناطقة والفلاسفة قديما وحديثا، حتى باتت تعتبر رمزا لاشكالیة المفارقة PARADOX. لن ندخل طويلا فى الموضوع الا فیما يخص الاشكالیة المطروحة.. وقصة "سفینة ثیسیوس" التي تحمل اسم الملك الیوناني "ثیسیوس"، انھا اصیبت باضرار فادحة الأمر الذي استدعى تبديل قطعھا كلھا واصلاحھا. ولما أصبحت السفینة مكونة من قطع جديدة أثار ھذا الأمر سؤال بعض فلاسفة الیونان: ھل ظلت ھذه ذات سفینة ثیسوس القديمة أم انھا باتت سفینة جديدة؟! إشكالیة الأمر إذن كما طرحه الفلاسفة الذين تناولوا المسألة، ھل يصح القول انھا سفینة جديدة، ام انھا "سفینة ثیسیوس" القديمة؟! اشكالیة "سفینة ثیسیوس" باتت موضع تجاذبات بین الفلاسفة بداء من ھیركلیس الى سقراط الى افلاطون وحتى العصور اللاحقة في بدايات عصر التنوير الأوروبي مثل توماس ھوبز وجون لوك. أول من طرح الإشكالیة بلوتراش عبر سؤاله التالي: ان كانت السفینة قد تم تبديل قطعھا كلھا وأصلحت تماما معنى ھذا انھا لم تعد السفینة القديمة بل أصبحت سفینة جديدة..!! ھیراكلیس قارب المشكلة من خلال قوله الشھیر ان الانسان لا يذھب الى ذات النھر مرتین، أي بمعنى انه حین تذھب للسباحة الى ذات النھر المرة الثانیة فان المیاه فیه لیست نفس المیاه التي كانت في المرة الأولى.

وفي العصور الحديثة قارب لوك المشكلة بالمثل المشھور عن الجوارب (الكلسات) حیث يقول ان حصل ثقب في الجوارب وقام المرء برقعه ثم حصل ثقب آخر وقام المرء برقعه وھذا دوالیك ھل يمكن ان نعتبر ان المرء ما زال يستعمل ذات الجوارب ام جوارب اخرى؟ قدم لوك سؤالا افتراضیا بقوله: ماذا لو حصل بقدر قادر ان جمعت الأجزاء القديمة للسفینة من ھي التي يفترض انه تحمل اسم "سفینة ثیسیوس"؟ كما يمكن استخدام تعبیر (فأس جد جورج واشنطن) وھو يستخدم عادة فى ذات المقاربة أي حین قام واشنطن بتبديل يد فأس جده وكذلك الشفرة، ھل يمكن القول انھا ظلت ذات الفأس؟! طبعا الاشكالیة ھنا التي يمكن استخلاصھا: ھل تبقى الأشیاء ذاتھا وقد تغیر فیھا ما تغیر؟ انه باختصار سؤال حول الھوية وحول ماھیة الأشیاء وسؤال حول الاصالة والاستمرارية. على كل حال الأمثلة كثیرة فى ھذا الإتجاه والآراء متعددة والاستنتاجات مختلفة لانھا مثل كل الاسئلة الفلسفیة تظل إشكالیة للنظر والتفكیر والتأمل..! أعتقد انه يمكن استخدام ذات المقاربة حول منظمة التحرير الفلسطینیة. لأن ھذه المقاربة الفلسفیة تفتح المجال لنقاش حول ماھیة وھوية منظمة التحرير قديما وحديثا، وما الذي بقي منھا وما قد تغیر لأجل فتح آفاق جدية من النقاش حول مستقبلھا، ومستقبل الكفاح الفلسطیني برمته..!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الجيش الروسي يستهدف قطارا في -دونيتسك- ينقل أسلحة غربية


.. جامعة نورث إيسترن في بوسطن الأمريكية تغلق أبوابها ونائب رئيس




.. قبالة مقر البرلمان.. الشرطة الألمانية تفض بالقوة مخيما للمتض


.. مسؤولة إسرائيلية تصف أغلب شهداء غزة بالإرهابيين




.. قادة الجناح السياسي في حماس يميلون للتسويات لضمان بقائهم في