الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


خطوة تصعيدية اميركية وروسيا ترد بالمثل وأكثر

جورج حداد

2019 / 2 / 8
الارهاب, الحرب والسلام


إعداد: جورج حداد*


على خلفية تشديد الحملة العدوانية والعقوبات والتهديدات الاميركية ضد ايران وفنزويلا، شهدت الساحة الدولية مؤخرا خطوة تصعيدية جديدة على طريق الحرب الباردة. فقبل فترة وجيزة اعلن دونالد ترامب ان اميركا تنسحب من طرف واحد من اتفاقية اتلاف ووقف انتاج الصواريخ متوسطة وقصيرة المدى المعقودة بين واشنطن وموسكو في 1987، والتي تعتبر عاملا قويا للردع المتبادل وصيانة الامن الدولي وخفض التوتر بين القطبين. وافادت الانباء الصحفية ان ترامب أمر ان تعود اميركا لانتاج هذه الصواريخ في مدة ستة اشهر. ويبلغ مدى هذه الصواريخ بين 50 و5000 كلم. وأمر ترامب ايضا بالشروع في صناعة قنابل نووية صغيرة لتركيبها على هذه الصواريخ. وتتأتى خطورة هذه الصواريخ في انها قادرة على الوصول الى اهدافها بسرعة وفي فترة وجيزة لقرب المسافة. وهذا يعني انها تشكل تهديدا لامن روسيا اذا نشرت في اي بلد اوروبي او بلد مجاور او قريب من روسيا كجورجيا او اوكرانيا. كما انها تهدد امن كوريا الشمالية والصين اذا نشرت في كوريا الجنوية او اليابان او تايوان. وتهدد امن جميع البلدان العربية وايران اذا نشرت في اسرائيل. كما بدأت اميركا في اتخاذ خطوات علمية وعملية لاستخدام الفضاء الكوني للاهداف العسكرية، وهو ما يعرف بحرب النجوم.
وردا على هذا التصعيد والاستفزاز الفظ من جانب اميركا عقد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين جلسة عمل مع وزير الخارجية سيرغي لافروف ووزير الدفاع سيرغي شويغو، اوصى فيه بعدم تجديد المفاوضات حول نزع السلاح مع واشنطن.
واعلن بوتين "ان ردنا سيكون بالمثل". "ان شركاءنا الاميركيين اعلنوا انهم يوقفون مشاركتهم في اتفاقية الصواريخ متوسطة وقصيرة المدى، ونحن نعلن ايضا توقفنا"، كما نقلت وكالة تاس الروسية.
ولتبرير خطوتها الاستفزازية زعمت واشنطن ان روسيا هي التي تخرق الاتفاقية. وردا على ذلك قال بوتين ان اميركا تحاول منذ مدة غير وجيزة ايجاد الذرائع لاجل الخروج من الاتفاقية. ولكن كل محاولاتها باءت بالفشل، واضطرت اخيرا للخروج من الاتفاقية بشكل مفضوح تماما. واوعز بوتين بضرورة صناعة صاروخ متوسط المدى فرطصوتي، واضاف انه يؤيد اقتراح وزارة الدفاع بصناعة "نسخة برية" من الصاروخ المجنح البحري كاليبر (الذي استخدم بنجاح ضد الارهابيين في سوريا) بكل ما يلزمه من منصات وتجهيزات اطلاق ارضية. كما دعم اقتراح الوزارة للتوجه نحو صناعة اسلحة نوعية جديدة كليا.
ولكن بوتين اكد ان الصواريخ الروسية قصيرة ومتوسطة المدى لن تنشرها روسيا في اوروبا او اي منطقة اخرى الا اذا فعلت اميركا ذلك.
وقال بوتين انه قد تم اجتياز المرحلة الرئيسية من الاختبارات لانتاج الغواصة الستراتيجية المسيّرة (بدون بحارة وقباطنة) متعددة الاهداف المسماة "بوسيدون". وتقول بعض الانباء الصحفية ان هذه الغواصة المسيّرة هي شبحية، تبحر بدون ضجيج، وتغوص الى عمق 4000 متر وتحمل 18 صاروخا وكل صاروخ منها يحمل 3 رؤوس نووية، وكل رأس يمكن ان يتجه نحو هدف مختلف، او يمكن توجيه كل الصواريخ نحو هدف واحد.
كما تعمل وزارة الدفاع على صناعة جهاز طائر يحمل ماسحة ضوئية باشعة الليزر، ويمكن ان يفجر كل شحنة نووية يمسحها شعاع الليزر. وللمثال اذا مر شعاع الليزر لجزء من الثانية فوق حاملة طائرات تعمل بالطاقة النووية، فإن المحرك النووي للحاملة ينفجر في الحال كقنبلة نووية صغيرة وتتناثر الحاملة وما عليها اربا اربا في لحظة واحدة.
ومع ذلك اكد بوتين "اننا لن ننجر الى سباق تسلح مكلف بالنسبة لنا، واننا سنصنع الاسلحة النوعية الجديدة بدون زيادة ميزانية وزارة الدفاع".
واضاف "على مدى عدة سنوات طرحنا مرات عديدة اجراء حوار هادف حول مسألة نزع السلاح. ولكن شركاءنا الاميركيين لم يؤيدوا هذه المبادرة من قبلنا. وبالعكس فطوال الوقت كانوا يبحثون عن ذرائع لتخريب الاتفاقيات المعقودة الخاصة بحفظ الامن الدولي".
وحذر بوتين من قيام اي طرف باستخدام الفضاء الكوني للاهداف العسكرية.
ويقول بعض المحللين المطلعين ان القيادة الروسية، المستندة الى شعبها العظيم وجيشها الجبار وعلمائها الطليعيين، تمتلك الارادة السياسية الوطنية الحازمة للوقوف بوجه الغطرسة الاميركية وللاضطلاع بدور كابح رئيسي للعدوانية الاميركية. وان روسيا تمتلك القاعدة العلمية الواسعة والكفوءة التي تمكنها من صناعة اسلحة فتاكة نوعية جديدة دون الانجرار الى سباق تسلح تقليدي مكلف.
وعدا أشعة الليزر يمكن للعلماء الروس، المؤمنين بقضيتهم الوطنية والانسانية الشاملة، ان يعملوا لاستخدام الاسلحة "الطبيعية"، كاجتراح موجة صقيعية (مئات الدرجات تحت الصفر) اذا مرت لثوان فوق اي بقعة تحولت الى بقعة ميتة، او موجة حرارية عالية جدا (1000 درجة حرارية او اكثر) اذا مرت لثوان فوق بقعة حولتها الى رماد، او اثارة اعاصير كاسحة مصطنعة او تسوناميات مصطنعة او غير ذلك.
وفي كل الاحوال ان اميركا لم تعد طليقة اليدين في التحكم بمصائر شعوب العالم. وأيا كانت الظروف فإن اي جنون هتلري اميركي سيؤدي الى نتيجة واحدة هي: الموت لاميركا!
ــــــــــــــــــــــــــــــ
*كاتب لبناني مستقل








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عقوبات أميركية جديدة على إيران تستهدف قطاع الطائرات المسيرة


.. ماكرون يدعو لبناء قدرات دفاعية أوروبية في المجالين العسكري و




.. البيت الأبيض: نرعب في رؤية تحقيق بشأن المقابر الجماعية في قط


.. متظاهرون يقتحمون معهد التكنلوجيا في نيويورك تضامنا مع جامعة




.. إصابة 11 جنديا إسرائيليا في معارك قطاع غزة خلال الـ24 ساعة ا