الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


8 شباط 63/ الدرس الذي لم نتعلمه

الخليل علاء الطائي

2019 / 2 / 9
مواضيع وابحاث سياسية


[ 8شباط 63/ الدرس الذي لم نتعلمه ]
الخليل علاء الطائي

تتوالى الكتابات عن هذا اليوم المشؤوم؛بأقلام الذين عاصروا هذا الحدث ومن زاويتن؛ زاوية التحليل التأريخي للأسباب التي سبقت وأدت إلى تطورات ألإنقلاب, وزاوية الذكريات الشخصية لمن عاش جانباً من المأساة أوشاهدها, ولكن الدراسات تكتفي بتشريح الماضي دون أن تذكر للأجيال التالية الدروس التأريخية ألمتكررة من ألإنقلاب البعثي بالوسائل الجديدة, ألأكثر خبثاً ومكراً ومن ثم دمويةً وبأساليب جديدة مُخادعة؛ فقد عادت القوى الدموية،ذاتها، إلى الحُكم بِصور برّاقة وألوان زاهية تُناسب ألزمن وأحداثياته وشعاراته؛ لكن طبيعتها الدموية الفاشية لم تتغيَّر وكانت تنبعث تدريجيَّا مع كل خطوة تترسخ فيها سلطتها.
ماحصل في 8شباط 63دلل على:
- أن الشعب العراقي هو الخاسر الأكبر وإن ألمُضحي ألأول طليعته؛ أي الحزب الشيوعي العراقي.
– كان المتآمرون يعملون ليل نهار تحضيراً لهذا اليوم, ومنذ وقت غير قليل وكانوا يُغيِّرون ويُبدلون خططهم؛ كما أوضحت تحذيرات الحزب الشيوعي وبيانه في 3كانون الثاني من نفس العام.
- دللت تحالفاتهم على تخطيط وتنظيم مركزي لايمكن أن يتحقق دون عقل خارجي خبير بالإنقلابات والثورات المُضادّة وقد كشفت إعترافات بعضهم هذا الدور؛ إعتراف علي صالح السعدي بالقطار الأمريكي, وإعتراف الملك حسين في مقابلته مع محمد حسنين هيكل؛ حول دور المخابرات الأمريكية في إنقلاب شباط.
– درسوا التوقيت المناسب , المُباغت, والغير مُتوقع بحيث لايُصدق أحد حصول الإنقلاب في يوم جمعة وفي التاسعة صباحاً ؛ كما حصل في موقف آمر الإنضباط العسكري الشهيد عبد الكريم الجدة وإستهانته بمكالمة الشخص المجهول والذي أبلغ وزارة الدفاع بالخبر؛ في الساعة السابعة والنصف صباحاً أي قبل تنفيذ الإنقلاب بساعة ونصف.
– إستغلّوا كل الفرص المُتاحة لهم ووضعوا البدائل في حالات الفشل؛ على سبيل المثال أن ساعة الصفر كانت إغتيال قائد القوة الجوية في يوم عطلة وقرب منزله؛ ولو فشلت محاولة القتل كان الأمر يُعتبر محاولة إغتيال لفرد كغيرها من المحاولات. فالتوقيت كان في غاية الدقة وربما حددته قوى خارجية أعلى قدرةً من درجة ذكاء الإنقلابيين.
– إستُخدم البعث وعصابات الأشقياء لهذه الخطوة الحركية الأولى مثلما إستخدموا الطلاب وسواق السيارات في خلق الفوضى وتشتيت قوى الأطراف المساندة لعبد الكريم قاسم.
– أعطوا دوراً (واجباً) لكل فرد من أفرادهم حتى أبعد فرد عن الولاء لهم؛ أن يتحرك في ذلك اليوم أو يبقى على (الحياد إن كان محسوباً على عبد الكريم قاسم ) كما حصل في مواقف العديد ممن إعتمد عبد الكريم قاسم على مساندتهم.
- إستخدموا الحيَّل والخِدع في تضليل الجماهير, خصوصاً الأوساط الشعبية الفقيرة وقد حسب المتآمرون حسابها؛ مثل وضع صورة عبد الكريم قاسم على صدور الدبابات وهي تدخل المناطق الشعبية. ثم إعلان قتل الزعيم لتحطيم الروح المعنوية في القوى المساندة له, ولما إستسلم الزعيم في ظهيرة اليوم التالي 9شباط عرضوا صورته مع رفاقه مضرجين بالدماء. وكان المشهد بالغ الدناءة والخِسَّة في سلوك الإنقلابيين؛ حيث ظهر أحدهم يَعرض وجه الزعيم أمام الكامرة ثم يبصق في وجهه. وكان للمشهد فعله المُدمِّر على معنويات الشعب. ومن أساليبهم الإعلامية إستخدام الحرب النفسيَّة عبر الإذاعة ومن ثم توظيف الصوت النسائي في الصراخ والصياح في قراءة البيانات؛ كان صوت هناء العمري خطيبة علي صالح السعدي بعدما أذاعوا البيان الأول بصوت قبيح يلثغ بحرف الراء هو صوت هادي خمَّاس. وقد فعل صوت المراة فِعلَه النفسي في تسكين وإحباط روح المقاومة؛ وكانت هناء العمري تتغنج بالإعدامات وخصوصاً بيان رقم (13) سيء الصيت, وأسماء القادة الشيوعيين الذين يتم إعدامهم.
– نفَّذوا إنقلابهم بثقة عالية بقواهم في تحقيق النصر لهم؛ على غير تقديرات الزعيم وتقديرات الحزب الشيوعي ولا الشعب العراقي.
– كانت الأساليب الدموية سياستهم ونهجهم في الحكم منذ لحظة إستيلائم على السلطة وحتى إزاحتهم في 18 تشرين من قَبل حليفهم عبد السلام عارف.
– أصبحت التحقيقات الأمنية ,منذ إنقلابهم الأسود وحتى عودهم الثانية في( 1968) ولغاية سقوطهم الأخير في(2003), تتبع أساليبهم في التعذيب وأنتزاع الإعترافات والتسقيط للشيوعيين وغيرهم. ثم أضافوا أساليب جديدة إكتسبوها في تجربة الحكم مرتين مع تطوُّر أنظمة المخابرات العالمية.
– كان هدفهم تصفيَة الحزب الشيوعي العراقي بكل الوسائل والأساليب؛ وقد جمعوا في صفوفهم كل القوى الرجعية والإقطاعية والدينية والقومية ضد الشيوعية؛ وإستثمروا مواقف الدول العربية في هذا المجال؛ كمواقف مصر عبد الناصر ودور الكويت في الإنقلاب ودور المخابرات الأمريكية والبريطانية .
– أثبتت الأحداث التالية الدور المرسوم لحزب البعث من قبل المخابرات الأمريكية في تنفيذ السياسة الأمريكية في العراق إبّان عقود الحرب الباردة والصراع بي المعسكرين الشرقي السوفيتي والغربي الأمريكي.
ويبقى السؤال: ماهو الدرس الذي لم نتعلمه من 8شباط 63؟
للموضوع بقية








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. شهداء وجرحى إثر غارة إسرائيلية استهدفت منزلا في مخيم النصيرا


.. الشرطة الأمريكية تعتقل طلبة معتصمين في جامعة ولاية أريزونا ت




.. جيك سوليفان: هناك جهودا جديدة للمضي قدما في محادثات وقف إطلا


.. سرّ الأحذية البرونزية على قناة مالمو المائية | #مراسلو_سكاي




.. أزمة أوكرانيا.. صاروخ أتاكمس | #التاسعة