الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


فقهاء الخراء

معاذ الروبي

2019 / 2 / 10
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني



لا تعجبوا من العنوان قبل قراءة البيان ..
ففقهاء الإحتيال تدّخلوا في حياتنا حد الإستفحال .. مُعادين لثقافة الإستقلال .. مُكبّلين للحرية بالأغلال .. و مُستغلّين حتى الإستغلال ..!!

لنجد منهم من هو مشغول بتفسير رؤية البراز في المنام وانعكاساتها (العظيمة!) على الأنام ..! ونجد من ما زال يروّج لشرب بول البعير لكونه صحّي وواسع التأثير ..! ومن يحدّث العوام عن الإعجاز العلمي في فضلات الأغنام ..!
وآخرون صنّفوا ابواباً في هذا الجانب (المهم والعظيم من فقه تراثنا المقدّس!) وأطلقوا عليها بعض الاسماء كفقه الغائط (والإستنجاء بأحجار الحائط) وأحكام قضاء الحاجة (على الدرّاجة) وغيرها الكثير من الفتاوى الهوجاء والرعناء ..!!
ماذا نقول عن هؤلاء وهم يخاطبون الناس وكأنهم بُلهاء ..!
فمن ذا الذي جرّأهم على فتح غطاء فقه الخراء في عصر تغزو فيه الأمم الفضاء ..!!؟

الاجابة واضحة مع كونها جارحة ..
انه تقديس التراث وعبادة مافيه من خزعبلات ومحاولة اعادة انتاجها كحقائق ومسلّمات ..
حتى أوصلو الناس أن تنشغل بأسئلة من رُفات وكأنهم يعيشون في سُبات .. فمنهم من يسأل عن حكم خروج الريح (بدون تصريح) وآخر يستفتي عن حكم سقوط قطرة بول (وهو مشغول) وأثرها على طهارة بنطاله المغسول ..!!
نعم ..
للأسف ..
لهذا وصلنا وهكذا أصبحنا .. !!
لقد ارتكب هؤلاء المُفتين المُغيّبين (بقصد أو بدون) أبشع جريمة يمكن لبشر أن يرتكبوها بحق دينهم وقومهم .. من خلال :
-اغلاقهم الوقح لباب الاجتهاد بالتزامن مع فتح وتمجيد أبواب من فقه ماضي الاستبداد ..
-طعن العقل بخنجر النقل وتطويق المنطق بسياج اللامنطق ..!!
-تقديس المرويات (بما فيها من سخافات) على حساب الفطرة والبديهيات ..!!
وهنا ..
أخاطب كل ذي ضمير يُصرُّ على التفكير (في زمن التكفير) ..
الى متى تبقى أمتنا كثيرة الإفراط في السؤال عن أحكام الضراط ..؟؟
الى متى سنبقى نسمع ونقرأ عن رسائل ماجستير تقيس مدة (الضرطة) ولا تنتقد عنف وفساد (الشُّرطة والسُّلطة) ؟؟
الى متى يبقى الناس يتسائلون عن فقه الاستنجاء في عصر وصل فيه الطب لزراعة الأمعاء ..؟؟
الى متى
والى متى
والى متى ..!!
يبدو أن الأمور لا تُبشّر بخير طالما بقي عندنا هيئات كالأزهر الشريف-السخيف (والذي توصل أخيراً بعد جدال طويل الى أن اطلاق الغازات أثناء الصلاة بدون رائحة لاينقض الوضوء) واللجنة الدائمة للافتاء-بغباء (والتي أكدت بالدليل القاطع وفقاً لما ورد في البخاري على حرمة الضحك من الضراط وبهذا لا يجوز أن يجتمع البعض في مجالس يتضارطون فيضحكون) وهيئة علماء المسلمين-المُغفّلين (الذين رخّصوا بعد جلسات طويلة ونقاشات أطول للمسلم أن يُخرج الريح إذا كان وحده لما يترتب على حبسها من ضرر على بدنه) ..!!

نختم بنتيجة مفادها ..
طالما ظلّت ورقة الإفتاء بأيدي هؤلاء ..
وبقينا ننتظر منهم أحكام دخول بيت الخلاء .. ..
ستستمر حياتنا جرداء كالبيداء .. ولن نتذوق عيشة السعداء ..
وسنبقى نعاني من قلة الغذاء وشح الماء وقلة الملبس وضيق الحذاء ..
وسرعة تقدمنا ستسبقها السلحفاء ..
وسنقتتل بعماء وسيعم سفك الدماء ويكثر البكاء ..
وسينتشر الداء ويقل الدواء ..
وأخيراً ..
سَنُلْقِي على أرواحنا الرثاء ..
والسلام .

د.معاذ الروبي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. صابرين الروح.. وفاة الرضيعة التي خطفت أنظار العالم بإخراجها


.. كاهنات في الكنيسة الكاثوليكية؟ • فرانس 24 / FRANCE 24




.. الدكتور قطب سانو يوضح في سؤال مباشر أسباب فوضى الدعاوى في ال


.. تعمير- هل العمارة الإسلامية تصميم محدد أم مفهوم؟ .. المعماري




.. تعمير- معماري/ عصام صفي الدين يوضح متى ظهر وازدهر فن العمارة