الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


في كركوك ...عبد المهدي يقلب ساعة العبادي الرملية ؟!

محمد حسن الساعدي
(Mohammed hussan alsadi)

2019 / 2 / 10
مواضيع وابحاث سياسية


تمثل هذه المدينة النفطية المهمة قلب العراق النابض ، كما وفي نفس الوقت تمثل العراق بأكمله من حيث تنوع المكونات فيها ، فهي تمثل كل القوميات والمذاهب والاثنيات ، ويعيش أهلها طوال السنين وهم في حالة من الانسجام والتفاهم دون منغصات أو مؤثر على حياتهم اليومية ظن ومع كونها تطفو على بحيرة من النفط،إلا أنها تحولت هذه النعمة إلى نقمة عليها ، حيث تحولت هذه المدينة إلى مدينة صراع سياسي لنهب خيراتها وسرقة نفطها ، والخاسر الوحيد في هذه المعادلة هم سكانها الذين يعيشون في مدينة متهرئة ما زالت مبنية على طراز قديم يعود إلى سبعينيات القرن الماضي ، واليوم بعد خروجها من سلطة كردستان وعودة إدارتها إلى بغداد سادت التجاذبات السياسية والتي تهدد بإشعال صراع فيها ، كما أن سقوط جزء من المدينة بيد داعش الإرهابي سبب حالة من الفوضى فيها ، وزادت حركة الصراعات بين القوى المتنفذة هناك .
المجتمع الكركولي شديد التنوع لم يسبق له أن بلغ مثل هذا التفكك الذي وصل إليه اليوم ، والذي تجعله مهيأ للدخول بمتاهة جديدة من الحروب الداخلية ، وسط توقعات بحدوث صراعات سياسية بعد طرد داعش من المدينة ، ومحاولة تثبيت سيطرتها على مناطق المحافظة خصوصاً النفطية منها ، خصوصاً وأن الصراع والخلاف يعود حول تبعية كركوك إلى فترة ما بعد أحداث عام 2003 إذ اعتبر الدستور الذي كتب عام 2005 مدينة كركوك من المناطق المتنازع عليها بين إقليم كردستان والحكومة المركزية حالها كحال مناطق أخرى في الموصل وصلاح الدين وديالى ، التي أثمرت في المادة (140) والتي تنذر بالانهيار والتأزم ما لم يسعى الفرقاء السياسيين إلى حلها، كما أن التأثير الإقليمي سيكون حاضراً ويتلاعب بأمن المدينة وإثارة الصراعات تبعاً لمصالحها هناك ، لهذا تعد إحدى أكثر المدن خطراً وسخونة ومحط أطماع الجميع ، إذ تحتوي على تسعة مليارات برميل نفط وغيرها من حقول غاز إلى جانب امتلاكها لمطار عسكري (K1) مهم ، الأمر الذي يجعل كركوك مدار الصراع بين الإقليم والمركز من جهة ، والكتل السياسية في المدينة من جهة أخرى ،وينذر أن يشتد هذا الصراع مع رفع علم إقليم كردستان إلى جانب العلم العراقي فوق الدوائر الحكومية في كركوك وبذلك يكون الوضع قد دخل فعلاً مرحلة جديدة من الصراع والذي سكون طرفها الأبرز الأكراد الذين استغلوا ضعف الحكومة الاتحادية للسيطرة على مساحة كبيرة أضافية من الأرض وأتساع سلطتهم على باقي المناطق تحت عنوان " المناطق المتنازع عليها " .
على الرغم من المشاكل التي تقف أمام حكومة عبد المهدي ، إلا أن مثل هذه الملفات ينبغي حسمها وحسب القانون والدستور النافذ وقطع الطريق تماماً أمام كل من يحاول المساس أو التلاعب بأمن الشعب الكركولي ، وحماية مصالحه وامن تنوعه ألاثني والقومي والمذهبي ، وبما يحقق العيش بسلام والتآخي بعيداً عن الإثارة وتقسيم المدينة على أساس الآثنية والمذهب ، وهذا يقع على عاتق الحكومة المركزية التي ينبغي لها حماية كل المكونات هناك ، وبما يحقق الأمن للجميع .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. توقيف مساعد نائب ألماني بالبرلمان الأوروبي بشبهة التجسس لصال


.. الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين تهز عددا متزايدا من الجامعات




.. مسلحون يستهدفون قواعد أميركية من داخل العراق وبغداد تصفهم با


.. الجيش الإسرائيلي يعلن حشد لواءين احتياطيين -للقيام بمهام دفا




.. مخاوف من تصعيد كبير في الجنوب اللبناني على وقع ارتفاع حدة ال