الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


وقفة في حضرة المربد

عباس الجوراني

2006 / 4 / 21
الادب والفن


على مدى ثلاثة أيام , عاشت البصرة أيام فرح و أعراس افتقدتها في معمعان الخراب و الاغتيالات و سيادة شريعة الغاب و مؤسسات اللا قانون , كانت على موعد مع أجمل المتمردين , ممن لم تعتد قصائدهم و قصصهم و مسرحياتهم و لوحاتهم على التصالح مع الواقع بعد , كما لم يمنع الرحيل حضورهم فقد غمر أريجهم أرجاء المكان السياب و الجواهري و البريكان و مصطفى جمال الدين و الرصافي و الزهاوي و غيرهم الكثير و أزدان المكان شرفاً و ألقاً بحضور محمود عبد الوهاب و محمد خضير و قصي الخفاجي , الذين طرز حضورهم هالة الفن التشكيلي التي احتضنتهم بين حناياها ليتكامل تأثيث الروح مع شعراء البصرة , عبد الكريم كَاصد المحتفى به العائد بحقائبه الأولى ليعيد النقر على أبواب طفولته , طفولتنا , بزهيرياته التي اجتاحت وجداننا دون استئذان , و كاظم الحجاج الذي لم يكل من إسداء النصح لخليفة استهواه خلط المفاهيم فلم يعد يفرّق بين بيت الله و بيت المال و عبد العزيز عسير الذي لم تزحزحه الأهوال عن سيدة الذاكرة و عادل مردان الذي لم تحضره السكينة يوماً , ولكن صديقه الشفاف عمار علي كَاصد فرضها على الحضور بقصيدته التي انسابت نسيماً تسلل لوجداننا , و مقداد مسعود الموزَع الذي لا يفتأ أن يترك له بصمة أينما حل و كذلك صبيح عمر و عبد السادة البصري و سامر سعيد و خضر حسن و كاظم اللايذ و غيرهم الكثير من كرام النفوس ممن ارتضوا أن يكونوا جنوداً مجهولين لإنجاح المهرجان ليس إلاّ , اشتغلوا عمالاً لتعليق ملصقات المهرجان , بعد أن عاشوا أياما ً على سندويج ( الفلافل ) قبل بدءه و عملوا بنكران ذات أثناءه , وكذا هيئة تحرير صحيفة المربد , ممثلة بالأساتذة جاسم العايف , و مقداد مسعود و مجيد الموسوي , و عبد الكريم السامر و زملائهم , الذين كثّفوا عمل أيام بسويعات معدودة هي كل وقتهم لإصدار صحيفة المربد اليومية على مدى أيام المهرجان , و قبلها جهود الأساتذة مجيد جاسم العلي و رمزي حسن و ناصر قوطي في تهيئة ( فناراتهم ) المضيئة .
هذا ما عامَ من جبل الجليد لجهود أرواح نبيلة تسامت على البناية الهرمة للمقهى الذي تقاسمه الأدباء مع أصحابه , و ليحصلوا على نصف مربد بعد أن ارتكب القيمون عليه من هناك الخطيئة الكبرى بحرمان المرأة من حضوره .
حقاً أن المرء ليحار في التماس العذر للمتواطئين من حملة مشاعل التنوير و الحرية !! و ألف تحية لمن أبحرن عكس التيار فجئن على مسؤوليتهن (!!) , الشاعرات رسمية محيبس , نجاة عبد الله , و المسرحية الدكتورة شذى سالم و كريمة نداء كاظم , و هي مناسبة تستحق منا المناداة بـ( كوتا ) شعرية للمرأة في المرابد القادمة إن أقيمت في البصرة , في بلد يتنفس المحاصصة في كل شئ .
و جاءت الخطيئة الثانية ممن نصّبوا أنفسهم قيميّن على المهرجان ( بدنانيرهم ) و هي بالحقيقة دنانيرنا التي لم يقبض الأدباء منها شيئاً بعد , و ضاع معها 45 مليون دينار و هي مقتطعة من الـ 200 مليون دينار المخصصة للمهرجان كأجرة للطائرة التي أقلت كادر الوزارة بقضه و قضيضه التي لم تبخل حتى على جلب ( جايجي الوزارة ) كما أسّر بذلك بعض الشعراء ممن حالفهم الحظ بالمجئ بالطريق البري , و في خطبته التي ارتجلها السيد مدير العلاقات الثقافية في الوزارة عقيل المندلاوي ذكّرهم بأفضال الوزير عليهم و مكرمته القادمة من (( الدنانير التي ستنعمون بها هي ثمرة جهود السيد الوزير و وكيله )) ليكتمل المشهد المؤسي بلقاء الهيئة الإدارية لإتحاد الأدباء في البصرة مع ممثل الوزارة السيد مظفر الربيعي .
سادتي : قليلون من يتبرعون لوجه الله , فإن لهم أولوياتهم واشتراطاتهم و جلسة الختام خير شاهد.
و شكراً للواعدين من الشباب عارف الساعدي و محمد السراج و أحمد عبد الحسين .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بل: برامج تعليم اللغة الإنكليزية موجودة بدول شمال أفريقيا


.. أغنية خاصة من ثلاثي البهجة الفنانة فاطمة محمد علي وبناتها لـ




.. اللعبة قلبت بسلطنة بين الأم وبناتها.. شوية طَرَب???? مع ثلاث


.. لعبة مليانة ضحك وبهجة وغنا مع ثلاثي البهجة الفنانة فاطمة محم




.. الفنانة فاطمة محمد علي ممثلة موهوبة بدرجة امتياز.. تعالوا نع