الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مجالس المحافظات بؤرة الفساد ؟!

محمد حسن الساعدي
(Mohammed hussan alsadi)

2019 / 2 / 14
مواضيع وابحاث سياسية


عملت مجالس المحافظات والتي تشكلّت قبل 12 عاماً على تشريع عمل المحافظة ، ومتابعة أداء الحكومة المحلية ، إلى جانب مراقبة المشاريع المنفذة ، وإيجاد الآلية المناسبة في شفافية العمل في المحافظة ، وما أن بدأت عملها حتى تحول هذه المهام إلى مكاتب قومسيون ( تعاملات تجارية ) مما سبب خلافاً سياسياً تتناحر فيه الإرادات من اجل كسب عقداً هنا أو مشروعاً هناك ، الأمر الذي يمثل خروجاً عن المهام الموكلة لهذه المجالس ، إلى جانب عدم سيطرة بعض الجهات السياسية على نوابها في هذه المجالس ، وخروجهم عن سيطرة هذه الأحزاب والكتل،وفقدوا القدرة على توجيه بوصلتهم باتجاه مشاريعهم السياسية ، كما أن الأحزاب والكتل السياسية اتخذت قراراً بعدم السماح لأي نائب بالترشيح مرة ثانية ، مما سبب تمرداً للنواب على كتلهم ، مما سبب أحراجاً كبيراً لهذه الجهات ، وتحاول في نفس الوقت احتواء هذا الإحراج من خلال ترشيح وجوه جديدة تكون قادرة على تسييرهم وتوجيههم بحسب متبنياتهم السياسية ، إلى جانب تذمر الشارع من هذه الوجوه المتكررة والتي لم يجني منها المجتمع العراقي سوى الخلافات والاختلافات والنتيجة يراها المواطن في سوء الخدمات وضعف الأمن وتراجع الاقتصاد .
اعتقد وكما يرى الكثير من المحللين في الشأن السياسي في ضرورة تقوية المجالس المحلية ورفع الوصاية عنها بحيث تكون قادرة على محاسبة الأجهزة التنفيذية المحلية، ومشاركتها في صنع القرار المحلى من خلال توسيع مهامها ، وأن تتسم العملية الانتخابية القادمة بالنزاهة والشفافية وعلى مراحل لتحقيق الاختيار الدقيق من قبل الناخبين، ووضع آليات لمتابعة أداء الحكومات الشعبية من قبل المجتمع المدني ، وضرورة سن قانون جديد للإدارة المحلية تتضمن تنفيذ بنود اللامركزية ، وتشجيع عمل الحكومات المحلية بما يحقق الاكتفاء الذاتي لها ، وهذا ما سعت إليه شخصيات وطنية كان لها الأثر الأكبر على استقلالية المحافظات من بينهم السيد عبد العزيز الحكيم ، واليوم نجدها عبر رؤية تيار الحكمة وبعض الكتل السياسية التي عملت من اجل استقلالية المحافظات ورفع شعار اللامركزية ، وبآليات شفافة .
إن مجالس المحافظات اليوم تشكل عبئاٌ كبيراٌ على الدولة واستنزافاٌ وهدراٌ كبيراٌ بل سرقات كبرى لأموال الشعب وثروات الوطن التي تذهب إلى أعداد من المنتفعين الذين لا يقدمون ولكن يؤخرون والذين تزداد أعدادهم كل دورة انتخابية ، مما يشكّل ترهلاٌ إداريا كبيراٌ ويرى بعض المختصين بالشأن الاقتصادي أن بعد عشرين سنة فان ميزانية العراق لا تكفي رواتب للمتقاعدين من أعضاء مجالس المحافظات والاقضية والنواحي ويضاف إليهم المتقاعدين من أعضاء مجلس النواب , فهل يعرف الساسة هذه الحقيقة ؟
من المهم جداً إعادة تنظيم عمل هذه المجالس ، أو تشذيبها وتعديلها والسعي لإجراء انتخابات نزيهة وشفافة يشارك فيها الجميع ، والابتعاد عن فقه التحالفات الهشة التي لا تعطي للحكومة التنفيذية أي قوة ،بل تجعله تحت وطأ الابتزاز وسيطرة الأحزاب المتنفذة ، والوقوف على ملفات الفساد الكبيرة سواءً في المجالس التشريعية أو الحكومات التنفيذية ، وكفى العراق شر السارقين وهدراٌ لأمواله وثرواته التي يجب استغلالها في المشاريع المهمة خصوصاٌ الخدمية منها والصحية والصناعية والزراعية والتنموية لإنقاذ المحافظات من الفقر وتراجع في الأداء الحكومي إلى جانب إنشاء المشاريع الإستراتيجية واستقطاب الأعداد الكبيرة من البطالة التي تعاني منها المحافظات وتوزيع ثروات الوطن بصورة عادلة على الجميع دون استثناء بدلاٌ من حصرها بيد اكتل السياسية والأحزاب المتنفذة وذويهم وأقاربهم وحماياتهم الذين يعملون لأحزابهم بدلاٌ من خدمة محافظتهم .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مخاوف من استخدامه كـ-سلاح حرب-.. أول كلب آلي في العالم ينفث


.. تراجع شعبية حماس لدى سكان غزة والضفة الغربية.. صحيفة فايننشا




.. نشاط دبلوماسي مصري مكثف في ظل تراجع الدور القطري في الوساطة


.. كيف يمكن توصيف واقع جيش الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة؟




.. زيلنسكي يشكر أمير دولة قطر على الوساطة الناجحة بين روسيا وأو