الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مبادرة سويسرية لمنع صلاة الكراهية في الأماكن العامة

سامي الذيب
(Sami Aldeeb)

2019 / 2 / 15
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


السيد Giorgio Ghiringhelli مواطن سويسري عادي جدًا من مواليد 1952. ورغم ذلك تمكن من ان يقدم مبادرة شعبية ويكسبها أدت إلى منع النقاب في مقاطعته التي تتكلم الإيطالية (Ticino)، مما فتح الباب أما مبادرات شعبية في مقاطعات اخرى وعلى المستوى الفدرالي ضد النقاب.

والسيد المذكور أسس مجموعة عام 1996 أطلق عليها اسلم Il Guastafeste وتعني بالعربية (مفسد الحفل، أو المزعج) وهدف مجموعته الدفاع عن حقوق الشعب
انظر هذا المقال المطول بالإيطالية حول هذه المجموعة مع صور للمؤسس https://wp.me/p1gLKx-kXL
وهذا موقع المجموعة http://www.ilguastafeste.ch

وها هو الآن يعد لمبادرة شعبية جديدة تهدف إلى منع الصلاة التي تتضمن كراهية في الأماكن العامة، ومن المتوقع ان تقوم مجموعات سويسرية اخرى بتبني هذه المبادرة لتقديمها على المستوى الفدرالي.

وكانت البداية صورة اخذها احد المارة لمسلم يصلي في مكان عام وسط مدينة لوجانو Lugano
اظر هذا المقال عن المبادرة باللغة الإيطالية مع الصورة المذكورة https://goo.gl/J4o29h
وانظر هذا المقال باللغة الإنكليزية عن المبادرة https://goo.gl/AB7DPw
وهذا المقال باللغة الألمانية https://wp.me/p1gLKx-kXk

هذا مثال لما يستطيع مواطن عادي واحد ان يفعله في بلد ديمقراطي.

وقد طلب مني صاحب المبادرة رأيي فيما يخص الصلاة في الشوارع، وهي ظاهرة مزعجة جدا في كثير من المدن الفرنسية وغيرها أدت إلى مشاحنات كثيرة مع مسلمين يغلقون الشوارع العامة امام المارين بحجة اقامة الصلاة
انظر مثلا هذه الأشرطة
https://youtu.be/4ZojWRngW0A
https://youtu.be/h0iZ3OMhC4c
https://youtu.be/H1HoC1d4crA
https://youtu.be/UCxn970OfEQ

وكان ردي هو الآتي:

- الشارع ملك للجميع ولا يجب أن يحتكره شخص أو مجموعة ما، إلا بإذن مسبق من السلطات.

- يجب ألا تتسامح هذه السلطات بأي شكل من الأشكال مع السلوكيات التي قد تصبح عادات، والتي سيكون من الصعب حظرها في المستقبل، كما يحدث في شوارع باريس وأماكن أخرى. وإذا قامت السلطات بغض الطرف عن مثل هذا السلوك، يتم تشجيع الآخرين على تبنيه ويصبح مزعجًا للجمهور، وقد يلجأ الجمهور للعنف للتصدي له.

- هناك أماكن مخصصة لكل نوع من النشاط. هناك أماكن للقيام بالاحتياجات الطبيعية (بيت الخارج)، وأماكن للسباحة، وأماكن لقيادة السيارة، وأماكن للاسترخاء، وأماكن لدفن الموتى، وأماكن للصلاة ، إلخ. ويعتبر استخدام مكان لنشاط غير مخصص له مخالفاً للنظام العام. فعلى سبيل المثال ، تخيل شخصًا يقوم بالتبول في الساحة العامة.

- يجب ألا تشجع الدولة النفاق والتزمت الديني. فمنذ ألفي سنة ، قال المسيح:
وإذا صليتم، فلا تكونوا كالمرائين، فإنهم يحبون الصلاة قائمين في المجامع وملتقى الشوارع، ليراهم الناس. الحق أقول لكم إنهم أخذوا أجرهم. أما أنت، فإذا صليت فادخل حجرتك وأغلق عليك بابها وصل إلى أبيك الذي في الخفية، وأبوك الذي يرى في الخفية يجازيك (إنجيل متى 6: 5-6).

- محتوى صلاة المسلمين مخالف للقوانين السويسرية. فيجب على المسلم أن يردد في صلواته اليومية 17 مرة سورة الفاتحة التي تقول:

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ. الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ. الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ. مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ. إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ. اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ. صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ

ووفقاً للغالبية العظمى من المفسرين، عبارة (غَيْرِ الْمَغْضُوبِ) تشير إلى اليهود، وعبارة (الضَّالِّينَ) تشير للنصارى
(انظر كتابي: الفاتحة وثقافة الكراهية في موقع امازون https://goo.gl/a3gPUy، ومتوفر مجانا من موقعي: https://goo.gl/zXHvCK ومنشور أيضا بالفرنسية والإنجليزية والألمانية)
ومن الواضح أن هذه الصلاة تتعارض مع المادة 261 مكرر من قانون العقوبات السويسري، والتي تنص على ما يلي:
– كل من يحرض علنًا على الكراهية أو التمييز ضد أي شخص أو مجموعة من الأشخاص بسبب انتمائهم العرقي أو الاثني أو الديني.
- كل من يروج علنًا لأيديولوجية تهدف إلى التقليل من شأن أو تشويه منهجي لأفراد مجموعة عرقية أو اثنية أو دينية (...)
- كل من يحقر علنًا ويميز بالقول والكتابة والصورة والإشارة، ومن خلال الاعتداء أو غير ذلك، بطريقة تنتهك كرامة الإنسان لشخص أو مجموعة من الناس بسبب انتمائهم العرقي أو الاثني أو الديني، أو أنكر او قلل بصورة صارخة او برر إبادة جماعية أو جرائم أخرى ضد الإنسانية (...)
يعاقب بالسجن لمدة تصل إلى ثلاث سنوات أو غرامة مالية
.
النبي د. سامي الذيب
مدير مركز القانون العربي والإسلامي http://www.sami-aldeeb.com
طبعتي العربية وترجمتي الفرنسية والإنكليزية والإيطالية للقرآن بالتسلسل التاريخي وكتابي الأخطاء اللغوية في القرآن وكتبي الأخرى: https://sami-aldeeb.com/livres-books
يمكنكم التبرع لدعم ابحاثي https://www.paypal.me/aldeeb








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - انه حلم
على سالم ( 2019 / 2 / 15 - 15:24 )
الاستاذ سامى , هذا اكيد حلم يراودنى منذ زمن طويل الا وهو منع الصلاه الاسلاميه تماما فى الشوارع والاماكن العامه وتعطيل المرور وازعاج الناس ويكون العقاب صارم جد وعنيف , لماذا لايكون العقاب مثلا هو الضرب علقه ساخنه فى الشارع بالكرباج امام الناس واذا تكررت المحاوله يتم ترحيله فورا الى بلده البائسه حيث يستطيع التبول والتوضأ والصلاه فى الشارع بدون مشاكل , مشكله الدول الاوربيه انهم متساهلين الى درجه العبط والهبل , الواجب ان تتبنى كل الدول الاوربيه هذا النظام الصارم وكبح جماح الدواعش المسلمين وكسر شوكتهم ومنع الاذان والضوضاء والصلاه وبناء المساجد والمراكز الاسلاميه وكذلك منع النقاب والحجاب والهباب واللحيه والجلباب


2 - صمت اوروبا على ذلك ؟
حازم (عاشق للحرية) ( 2019 / 2 / 15 - 17:20 )
أصبحت اشك بقوة فى موضوع صمت الحكومات الاوروبية على هذه الامور .. اذا كانت التيارات الليبرالية و التقدمية و غيرها ممن يحكمون اوروبا الآن يحذرون من تصاعد شعبية تيار اليمين المتطرف و الفاشيست عندهم -الذي يعد بحماية قومياتهم وثقافاتهم الاوروبية من محاولات فرض الشريعة والاسلام هناك- , فلماذا حكام اوروبا الحاليين هم انفسهم صامتين عن تصرفات التيار الاسلامى الرجعى من مهاجرين و لاجئين هناك؟
ارجو حكومات اوروبا -إن لم يكن كل ما يهمها هو المصالح مع اثرياء الخليج و التيار الاسلامى الثري و النفط- ان يتراجعوا عن ذلك قبل ان تزداد الامور سوءا, و ان يساعدوا ولو بجهد قليل العلمانيين و التقدميين فى بلادنا العربية و الشرق اوسطية لكى نقضى على هذا الخطر الاصولى الوهابى السلفى فى منابعه, بدل ان يتركونا نصرخ كالحمقى على الإنترنت معظم الوقت.


3 - وذلك هو الفوز العظيم
ابو اخلاص الزيادي ( 2019 / 2 / 15 - 21:47 )
اذا كان نصف الجيل الاول من المسلمين المهاجرين الى اوربا يترددون الى الجوامع والحسينيات فأن الجيل الثاني من ابناءهم لايكاد اكثر من خمسه بالمئة منهم ممن يذهب لاداء طقوس وشعائر اسلاميه اما احفادهم من الجيل الثالث فأجزم بانهم سيتأقلمون مع الواقع الذي ولدوا ونشأوا فيه وسوف لن يعرفوا من الاسلام الا أسمه ومن الدين الا رسمه وكان الله يحب المحسنين وستصبح الجوامع والمساجد والحسينات خاويه على عروشها او ربما تتحول الى خمارات وذلك هو الفوز العظيم


4 - أخي ابو اخلاص الزيادي
سامي الذيب ( 2019 / 2 / 15 - 22:23 )
الملاحظ في اوروبا ان التشدد الديني بين المسلمين يظهر ليس في الجيل الأول، بل في الجيل الثاني ويزداد في الجيل الثالث


5 - شريط هذا المقال
سامي الذيب ( 2019 / 2 / 16 - 06:54 )
شريط هذا المقال https://youtu.be/98MhHdAE5fs

اخر الافلام

.. الجماعة الإسلامية في لبنان: استشهاد اثنين من قادة الجناح الع


.. شاهد: الأقلية المسلمة تنتقد ازدواج معايير الشرطة الأسترالية




.. منظمات إسلامية ترفض -ازدواجية الشرطة الأسترالية-


.. صابرين الروح.. وفاة الرضيعة التي خطفت أنظار العالم بإخراجها




.. كاهنات في الكنيسة الكاثوليكية؟ • فرانس 24 / FRANCE 24