الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مدينة الرياح ايزيس الخروج19

مارينا سوريال

2019 / 2 / 16
حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات


لم تكن قد رات بيت هيدرا من قبل بل سمعت احاديث جدتها التى لاتنتهى عن الدار واهلها ،عاشت جدتها مع حفيدة الدار الباقية حتى رحلت واغلق البيت الواسع ..كانت طفلة تسمع الحكايات فتتخيل الفناء الواسع ازهار ايزيس كتبها ..غرفتها الواسعة والخدم يحيطون بها ..لم تنعم ليزا بمثلها لم ترى عيناها سوى حطام الحارة الضيقة والمرض الظاهر على الوجوه ..لم تعرف الشمس فى ذلك المكان ..لم تراه سوى مهترىء الجدران الفارق الوحيد انه كان كبيرا وضخما عندما كانت صغيرة فتلك الفسحة الضيقة والغرفة المظلمة كانت منيرة فتركض وتصرخ وتغنى غير مبالية بالعقاب ..فى المساء فقط كانت تجلس هادئة امام الغرباء تراقب امها تقيس لفتيات وسيدات اجسادهن وتنقر طوال الليل على ماكينة الخياطة التى لم ينزعج احد منهم من صوتها ابدا بل احبوها لانها تحصل لهم على الملابس الجديدة والحلوى..كانت الدنيا حلوى وقفز..ثم تحولت الى كلمات اغنيات تضرب بقدمها على الارض وهى تسمعها لم تحب امها الجديد لكنها اعتادت ان تجلس الى جوارها وتستمتع الى اغانى الراديو الذى استطاعت اخيرا الحصول عليه وسمعت فيه اول ما سمعت هنا القاهرة ..ثم تعلمت ان تتلو الالحان واحد بعد الاخر بلغة اخرى غير التى تتحدث بها قالت امها انها القبطية هناك حيث كانت تسمعها كل احد تعلمت ان هناك كلمات قبطية واخرى يونانية ترددها احبت ذلك شعرت انها اخيرة مميزة عن بقية فتيات مدرستها فهى لم تكن تستطيع ان تحصل على نفس مقدار الحلوى لا سندوتشات يومية تذهب بها بل كانت تتحمل فى صبر حتى تعود الى البيت تعلمت ان هناك اكلة تكرها لكنها تسد جوعها اسمها سد الحنك كانت كثيرة ما تصنعها امها لهم ليلا ويجدونها فى الصباح ..لم تفهم لما ليس لديها نفس مقدار الطعام لما هى هزيلة الى هذا الحد بينما اخريات يحصلن على طعاما وفيرا كل يوم طعام فى صندوق طعامهم الصغير اما هى فلا..تعلمت ان عليها ان تنسى الطعام ولا تفكر به كثيرا حتى وهى تتضور من كثرة الجوع لانه شىء سىء..
حتى عندما باتت ترى الطعام كثيرا ما عرفت الجوع ولكن كان عليها فحسب ان تتذوق وتتذوق الى مالا نهاية من الاطعمة وكلما تذوقت المزيد حزنت انها تحاول ان تجد نفس المذاق القديم لطعام امها لكنه لم يعود ابدا مثلما حدث فى تلك الليلة عندما عادت بمفردها مثلما تعلمت من مدرستها الى البيت لتجد نسوة ..كانت معتادة على وجودهن بل كان امر واضح هناك مزيدا من الحلوى قادمة فتضحك تحملها تلك المراة البدينة تغوص فى صدرها انها تخجل من كل تلك العيون التى تراقبها وهى تدخل غرفتها امها المغطاه حتى راسها ..رحل اخوها ليعيش مع خاله بينما ذهبت هى للعيش مع عمتها التى حملتها ..كان لايزال ابوها سائقا للقطارات كانت تفكر كل ليلة بكم بلدة يصادفها وهو يركض على قضبان قطاره بعيدا عنها..
لم تعد تتردد كثيرا على كنيستها القديمة بل نسيت واصبحت تذهب لاخرى حيث عمتها تاخذها صباح كل جمعة فى الصباح الباكر وعرفت ان ذلك الجرس القريب انه جرس الكنيسة .اصبح طعامها المفضل هو وسيلة للتعبير عن راحتها او حبها او عداوتها فبرغم كرهها لاخيها الاانها كانت ترسل اليه باستمرار الطعام اللازم له حتى موعد خروجه من الحبس طوال ثلاث سنوات ..لم يعلم من اين ياتيه الطعام؟ وان كان بداخله يعلم انها هى احيانا كانت ترسل من تلك الحلوى التى تذوقوها معا وهم صغار ..كان عليه ان يخفى عيناه بعيدا عن زملاء محبسه كلما تذوق من تلك الحلوى ازداد شوقا لاخرى منها ولكنها فى النهاية توقفت قبل اسبوع من موعد خروجه من جديد حزن توقع انه ربما يراها من جديد بعد سنوات لم تسامح اذن لما كانت ترسل الطعام
.فى بيت عمتى لم اعرف سوى القواعد التى يجب اتباعها فانا فتاة وليس هذا فحسب بل فتاة من طائفة اقلية ينبغى ان احاذر من الشباب من الكلام من الابتسام او السلام عليه ان انتبه لخطواتى جيدا فى الطريق وان اكون حذرة من كل انسان يقترب..كانت تستقبل فى مساء كل خميس صديقتها ام تادرس تاتيها بعد ان تنهى عملها فى المشغل ..كنت اراقبهما من بعيد علمت ان عمتى تساعدها كل شهر بحقيبة صغيرة تجهزها لاجلها بها ملابس وبعض الطعام..ارقبها وانصت لحكاياتها التى لاتنتهى عن فتيات ضائعات خطفن اراقب ملامح عمتى الملتاعة ..انهم يخطفون بناتنا فحاذرى تلك امانة ..كانت عمتى تهمهم ببعض الكلمات تتمت بصلاتها الخاصة لااسمع سوى يا ام النور..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. لهذا قُتلت لاندي جويبورو التي نافست على لقب ملكة جمال الإكوا


.. الدول العربية الأسوأ على مؤشر المرأة والسلام والأمن




.. إحدى الطالبات التي عرفت عن نفسها باسم نانسي س


.. الطالبة التي عرفت عن نفسها باسم سيلين ز




.. الطالبة تيا فلسطين