الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ذكريات ولد كوردي 7

جمشيد ابراهيم

2019 / 2 / 16
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


ذكريات ولد كوردي 7
بدأت حكومة البعثي المتاخر عقليا المناضل و المهيب احمد حسن البكر تسخر من الزعيم عبدالكريم قاسم حتى بعد قتله باغنية جديدة لامرأة و رجل حسب ما اتذكر تقول: الزعيم الهمشري العبقري الخ و بالتدريج فتح زمن الزعيم باغاني وطنية تافهة مثل (انا العراق) الباب للاغاني الوطنية البعثية القذرة لمطرب نذل حقير قبيح اسمه داود القيسي بلبل البعث باغانيه الوطنية القومية الغبية و كنت اتمنى ان يستشهد بطلقة مني في كمامته. بدأت اكره الوطنية لكثرة مضغ هذه الكلمة التي فرغت من محتواها و لا زلت اكره الوطنية و الاستشهاد و البطولة و غيرها من المصطلحات الضيقة التافهة.

تحولت المدرسة ايضا الى كابوس رهيب و طلبت من والدي ان يوافق على تركها لامتهن مهنة (فيترجي) السيارات (مصلح السيارات) فوافق رأسا و لكني لا اتذكر لماذا لم امارس ما اردته و استمريت بالدراسة رغم المضايقات العديدة التي تعرضت لها و التي تسمى بالعامية البغدادية بالنصب و بالانجليزية bullying و التي تعتبر جريمة تعاقب عليها في المانيا. من هذه المضايقات كانت اظهاري ككوردي بالغبي فيأتي طالب يسأل و يضحك: وين اذانك؟ لاعتقاده بان الكوردي لا يعرف الاشارة بيده الى الطريق المباشر لاذنه اليمنى بل يتبع طريق اللف و الدوران ليجدها. لم يكتف العروبي باظهار الكوردي غبيا فكثرت نكاته لاجل الضحك على حساب طالب كوردي اصبح حساسا و الضحك على لغتي العربية او لهجتي عربية معدانية الديوانية مثل: كاكه انت ليش ما يعرف رغم غبائه في تعلم اللغات و انجليزيته الوحشة و عدم قدرته على النطق بكلمة كوردية واحدة باستثناء (كاكه) التي كان يستعملها بطريقة للنيل مني - تمرضت نفسيا في هذا المحيط المدرسي لسنوات طويلة.

مات الحب السطحي ايضا بعد ليلى ليبدأ الجنس السطحي اقصد بالجنس السطحي فتح ثقب فى حائط السطح المشرف على سطح الجيران لاختلاس نظرة على فخذ (بلغة الشباب زرور) زوجة الجار السمينة و هي تنام بملابسها الداخلية في الصباح الباكر. كانت هذه العادة متفشية بين الشباب فبينما يفضل الغربي سيقان المرأة الطويلة الرفيعة كان العراقي يحبها كبيرة سمينة و كان احد الاصدقاء يسألني دائما عن لون لباسها الداخلي التي تسمى بالانجليزية الحارة hot pants لكني لم افهم هذا الهاجس بلون لباس المرأة الداخلي.

كانت تسكن عائلة مسيحية في الشقة المجاورة لشقتنا بوجود ثلاث او اربع بنات جميلات و كانت لواحدة كلب صغير في حضنها تقبله كالمرأة الغربية و لكن العائلة الجميلة تعرضت لمضايقات اجبرت على ترك المنطقة و جاءت في مكانها عائلة شرطي يكبر زوجته بـحوالي 20 سنة و كانت الزوجة الشابة مرحة تغازلني على السطح و تطلب مني ان اقبلها و احضنها و في يوم من الايام جاءت مع زوجها لبيتنا بزيارة و هي تبتسم باستمرار في وجهي و عندما طلبت من زوجها ان يعطيها التبغ للف سيجارة رماه في حضنها بعصبية ادى الى انتشار التبغ على ارضية الغرفة لانه حس بان هناك علاقة من نوع ما.
www.jamshid-ibrahim.net








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - حياة كلها طين
شيخ صفوك ( 2019 / 2 / 17 - 10:51 )
اخي جمشيد كنّا نمشي من القرية الي المدرسة في زاخو كل صباح حوالي أربعة كيلومترات الطريق في الشتاء طبعاً كله طين ووحل و طين و كنّا نلبس حذاء بلاستيك يعصى بالطين و يصير هواية ثگيل وكنا نصل متأخرين الي جامعة هارڤ-;-ارد في زاخو
وكان يستقبلنا السفّاح السادي المعلم وبيده مسطرة طويلة أطول من ذيله و يظربنا علي أيدينا الصغيرة المتجمدة من البرد بفرح غامر وكأنه الرجل جمعة عندما أنقذه روبنسون كروسو من آكلي لحوم البشر الذين كانوا علي وشك أكله مشوياً....وبعد ان نكون قد اكلنا فطورنا الصباحي ونحن مبللّين و مضروبين والطلاب يضحكون علينا يبدأ يومنا الدراسي ...ويقولون لك طردنا الاستعمار


2 - حذاء القوس قزح
شيخ صفوك ( 2019 / 2 / 17 - 11:01 )
اخي جمشيد نسيت ان أقول لك ان ابي كان بعد ان تتمزق أحذيتنا البلاستيك من الطريق كان يرقعها بقطعة من الاحذية البلاستيكية القديمة عن طريق احماء سيخ من الحديد ..وفِي بعض الأحيان كان الحذاء لونه اسود و يرقع بقطعة حمراء او صفراء او زرقاء وعندما كنّا نصل الي زاخو كانوا التلاميذ يضحكون علينا و يقولون اجو ابو احذية قوز قزح..هؤلاء الاوباش سرقوا منا طفولتنا ..ويقولون لقد حررنا العراق من الاستعمار الغاشم


3 - صديقي العزيز شيخ صفوك
جمشيد ابراهيم ( 2019 / 2 / 17 - 12:11 )
استاذي العزيز كلامك من ذهب للتطرق الى موضوع الضرب في المدرسة و والدك المبدع بتصليح الاحذية. هذا هو تأريخ هذا البلد الحقيقي لا تستطيع عمليات التجميل تغييره - فالمزيد عن هذه المواضيع لكي لا تنسى و اشكرك على هذه الاضافات القيمة
تقبل تحياتي و تقديري لفكرك و عقلك

اخر الافلام

.. عقوبات أميركية جديدة على إيران تستهدف قطاع الطائرات المسيرة


.. ماكرون يدعو لبناء قدرات دفاعية أوروبية في المجالين العسكري و




.. البيت الأبيض: نرعب في رؤية تحقيق بشأن المقابر الجماعية في قط


.. متظاهرون يقتحمون معهد التكنلوجيا في نيويورك تضامنا مع جامعة




.. إصابة 11 جنديا إسرائيليا في معارك قطاع غزة خلال الـ24 ساعة ا