الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ازمات المجتمع العربي وعجز العلوم الاجتماعية

فؤاد الصلاحي
استاذ علم الاجتماع السياسي

(Fuad Alsalahi)

2019 / 2 / 20
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية


الازمة الراهنة في المجتمع العربي بقدر ماهي ازمة بنيوية شاملة اصابت الدولة والمجتمع تجلت مظاهرها في بؤس النخب السياسية والحزبية الصانع الاول لهذه الازمة وتراكماتها فهي كذلك اظهرت عجزا واضحا في دور وموقف المؤسسات الثقافية والاكاديمية ومنها موقف ودور العلوم الاجتماعية خصوصا .. وربما يرجع ذلك الى الدور الوظيفي الذي ارادته الدول من الجامعات و هيئات التدريس حيث قيدت ادوارهم في التمدرس الصفي دون مناقشة نقدية لمتغيرات المجتمع اي وضع موانع وقيود وتابوهات لامجال للخروج عنها ..
ولكن ..هذا الامر لايمنع من توجيه النقد الى النخب الاكاديمية والثقافية التي يتخذ الكثيرون منها موقف المتفرج للاحداث والازمات ناهيك عن غياب مواقف جمعية نظرا لتشتت المثقفين والاكاديميين وتوزيعهم على الاحزاب والجماعات التقليدية والحديثة عدا نفر قليل منهم ..وبدلا من ان يأخذوا شرعيتهم من المعرفة العلمية التي يحملونها ومن ادوارهم الثقافية والعلمية ذهب الكثير منهم الى الارتباط بمراكز القوى ظنا انه يحصل على وظيفة وثروة ومركز قيادي بطريقة اسرع ..وقد حصل ان تبواء البعض مراكز سياسية ووظيفية عبر وساطات امنية وحزبية وحتى قبلية وعسكرية لكنهم قطعا لم يسهموا في الجانب العلمي والاكاديمي ولا بقدر منحة شهر مما انفقت الدولة عليهم ..(( سبق ان ناقشت هذا الامر غير مرة والاهم كان من خلال دراسة تناولت التعليم العالي في اليمن وتم عرضها في نقابة هيئة التدريس بجامعة صنعاء ومرة اخرى باحد المركز الثقافية ناهيم عن نشرها في مواقع متعددة في الاشبكة الالكترونية العالمية ))..
الازمة الراهنة كشفت ضعف كبير للمؤسسات الاكاديمية في عموم الوطن العربي رغم بعض الندوات القليلة التي تحدث هنا وهناك وهي ذات طابع توصيفي في الغالب يتبارى الحاضرون بعنتريات لاواقع لها ولا محدد موضوعي يشير اليها ..وقد يقول البعض وهو محق .. المثقفين والاكاديميين هم اضعف الحلقات في المجتمع لان مؤسساتهم تمول من الحكومات ناهيك عن تسيس الجامعات وحتى المدارس وهذ صحيح ايضا لكنه لايمنع من ان يسعى المثقف الفرد على الاقل او تجمعات نوعية منهم نحو التفرد بمواقف وطنية وبلورة رؤى ناقدة للمجتمع وللدولة وبخاصة ناقدة للفوضى وتعميمها كما هي ناقدة للخارج الاقليمي والدولي الذي يعبث بالداخل السياسي والاجتماعي .وزاد الطين بله تأسيس جامعات خاصة ومعاهد عليا لامجال معها للفكر النقدي بل تسعى الى الربح اولا واخيرا ..
ومع كل ذلك نجد اسهامات ومواقف فردية هنا وهناك من اكاديميين ومثقفين تبلور في اطروحاتهم نقد وتحليلا موضوعيا لازمات المجتمع وتحليل سياقاتها الموضوعية والذاتية.. ولكن الصورة العامة ان ازمات المجتمع تكشف دوما عن ضعف ادوار مختلف التكوينات المدنية الحديثة عدا اصواتهم التضامنية في التأبينات وبيانات الادانة والشجب مثلهم مثل الحكومات ..
وهنا السؤاااااال انى يكون لهذه العلوم وحاملوها ادوار فاعلة نوعيا في تغيير المجتمع والدولة .؟ وأنى يكون لهم موقف قيمي ومعرفي تجاه اوطانهم .؟ نظرا لان المثقف والاكاديمي -كما السياسي وكل مواطن - هو موقف وقيمة اخلاقية اولا واخيرا ..هذا الامر يؤكد قوة السياسة والاقتصاد في تدمير المؤسسات والمجتمع كما تدمير الاخلاق والقيم ويزداد هذا الامر مع قوة الرأسمالية المعولمة التي تجد اعوانا لها في كل مجتمع .. ومن هنا يكون استخدامنا لمفهوم البؤس السياسي له دلالاته واهميته ( وهو مفهوم استخدامناه وقصدنا تكراره منذ عقدين من الزمن ) في توصيف الروافع السياسية (احزاب وقيادات ) بانها فقيرة المعرفة ، وفقيرة الارادة ، وفقيرة الخيال السياسي .. لانها تدمر بلادها وتعتبر ذلك ام المعارك وبانها تنتصر للنبي وصحابته وبانها تؤسس للدولة الاسلامية او تؤسس للقومية والاشتراكية ..جميع هؤلاء واحزابهم وتحالفاتهم مسؤولون عن الازمة الراهنة في عموم الوطن العربي وبلدان الربيع خصوصا .. والامل معقود على بناء تحالف لقوى التحديث والمدنية من المثقفين والاكاديميين والمجتمع المدني وغيرهم من تحالفات مجتمعية ليؤسسوا معادلة موضوعية من خلال بناء كتلة تاريخية تنحاز ضد قوى التخلف والتدمير والانتصار للدولة المدنية ودستورها وقوانينها وخطابها الديني المستنير وتنتصر للعلم والثقافة والوطن ...؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. احتجاجات الجامعات المؤيدة للفلسطينيين في أمريكا تنتشر بجميع


.. انطلاق ملتقى الفجيرة الإعلامي بمشاركة أكثر من 200 عامل ومختص




.. زعيم جماعة الحوثي: العمليات العسكرية البحرية على مستوى جبهة


.. انهيار أميركا .. الحرب الأهلية تهديد محتمل... وهل ستتدخل روس




.. الحوثيون يحاولون نقل هجماتهم لساحة المحيط الهندي على غرار ال