الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الله المظلوم من قبل معظم خلقه !

محمود شاهين
روائي

(Mahmoud Shahin)

2019 / 2 / 23
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني



شاهينيات 1382
هل يعقل أن يكون بعض البشر أكثر رحمة ورأفة بالناس من الله ؟ ! لقد ألغت بعض دول العالم ( أوروبا بشكل خاص ) عقوبة الاعدام ، مهما كانت جريمة الفاعل ، بينما ما تزال بعض الدول تمارس هذه العقوبة ، إضافة إلى القتل الفظيع . فالاعدامات في مصر مثلا أصبحت بالجملة ... الآلهة في المعتقدات البشرية تمارس عقوبتها بأشكال مختلفة ، وقد يكون المعتقد الإسلامي هو أكثرمن ظلم الله حين أوغل في تصوير العقوبة عندالله بأن جعله يستبدل جلود المعذبين بعد حرقها بجلود أخرى ليتم حرقهم بشكل دائم ، كما أوغل العقل الإسلامي في تصوير عذاب المرأة بما لا يمكن لعقل أن يتصوره ، حين جعل دماغها يغلي وهي معلقة من شعرها في الجحيم ! ولعل العقل الإسلامي لم يفكر في أن تصوير الله على هذه الشاكلة يتناقض بشكل مطلق مع وصف الله بالرحمن الرحيم ، الذي تبدأ به جميع آيات القرآن .
في الهندوسية يبدو العقل الهندوسي أقل ظلما وبكثير للإله ( براهمان ) فليس هناك عقوبة تؤدي إلى الموت أو العذاب الدائم عند براهمان . كل ما هنالك أن يجعل براهمان روحه تخرج من جسد الميت لتذهب إلى كائن آخر حسب أعمال الميت في الحياة ، فإذا كانت أعماله صالحه تحل روحه في كائن انساني ذي مرتبة أرقى من السابق، وإن كانت سيئة تحل روح براهمان فيه في كائن ذي مرتبة أدنى كأن يكون انسانا بمرتبة أدنى أو جرذا أوأي شيئ آخر . لذلك نرى اخواننا الهنود يقدسون الكائنات مهما كانت ، من الجرذان إلى البقر، ويقدموا الحليب للجراذين لأنهم يعتقدمون أن روح براهمان تحل فيها .. براهمان إله طبقي بامتياز، ويعاقب البشرية حسب هذا المبدأ.
اخواننا الصينيين ليس لديهم إله كما في التاو ، وإن كان بفعل هذا ( التاو) يتم كل شيئ ، بدءا بالخلق وانتهاء بالموت . وليس هناك لا حساب ولا عقاب ولا عذاب ..
اخواننا البوذيون لم يحسموا مسألة وجود إله أيضا ولخصوا الأمر بالتوحد مع الوجود بغض النظر إن كان هناك إله أو لم يكن !
أخواننا الشنتويون ( اليابان . عقيدة الشنتو ) يقدسون كل شيء لاعتقادهم أن ثمة خالقا يكمن في كل شيء في الوجود.. وليس لديهم حساب وعقاب.. وحسب فراس سواح أن عالما امريكيا سأل راهبا شنتويا بما معناه : لقد زرت معابدكم ولم أعرف شيئا عن دينكم . فقال الراهب : نحن نرقص ! وللإنسان أن يدرك كم ينطوي الرقص على جمال ومحبة وابداع وسعادة ..
لقد اختلفت عقائد البشرية في اجتهادات عقول مبدعيها عبر التاريخ في التفكير في الوجود والقائم به والغاية منه ، فتوصلت إلى ما توصلت إليه من آلاف العقائد دون أن تبلغ الحقيقة المطلقة للوجود والغاية منه . وإن كان المنطق والعلم يقولان حسب اعتقادنا " إن القائم بالخلق أو الله إن شئتم ، هو محبة مطلقة وخير مطلق وجمال مطلق وعدل مطلق ، وطاقة خالقة مطلقة، ويسري بطاقته الخالقة في الوجود كله ، من أبعد نقطة في الكون إلى أصغر خلية في أجسادكم، وبالتأكيد يسمو فوق العذاب والحساب ، وأن غايته من الوجود هي تحقيق قيم الخير والمحبة والعدل والجمال وبناء الحضارة الإنسانية ..
فيا أيها الناس .. ارحموا الله ولا تظلموه . واجتهدوا إلى أن ترتقوا بأنفسكم وسلوككم إلى الألوهة العظيمة السارية في أجسادكم والمتمثلة فيها . فالله في حاجة إليكم بقدر حاجتكم إليه . " وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون " هذا كلام جميل بالتأكيد ومنطق جميل أيضا ، ولا يقصد إلا عمل الخير دون الشر مهما كان .
محمود شاهين .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - شيء محير .هل من مجيب
سمير آل طوق البحراني ( 2019 / 2 / 25 - 08:29 )
فاذا كان الله مظلوما وهو كذالك ـ الاه الاديان ـ فلماذا لا ينتقم لنفسه وهناك آية صريحة في القرآن تؤكد الانتقام؟؟. ولو تقول علينا بعض الاقاويل لاخذنا منه باليمين ثم قطعنا منه الوتين...ان آخر الاديان التي يدعي اهلها بانها وحي الاهي هو دين البهآئية والذي لا يزيد عمره عن مئتين سنة وله اتباع كثيرون منتسرون في انحاء المعمورة فاذا كان بهاء الله مدعيا كما يعتقد المسلمون فلما ذا لا ينتقم الله منه؟؟.هل ان الآية المذكورة خاصة بالاسلام فقط ام ان الاديان حبكة بشرية سياسية لا علاقة لها بالارباب؟؟. هل من مجيب؟؟!!!!

اخر الافلام

.. الميدانية | المقاومة الإسلامية في العراق تؤكد أن الرعب آتٍ إ


.. ناشط أميركي يهودي يعلن إسلامه خلال مظاهرة داعمة لـ فلسطين في




.. 91-Al-baqarah


.. آلاف اليهود يؤدون صلوات تلمودية عند حائط البراق في عيد الفصح




.. الطفلة المعجزة -صابرين الروح- تلتحق بعائلتها التي قتلها القص